21 مارس 2023

كيف تهيئين أسرتك لاستقبال شهر رمضان؟

محررة متعاونة

محررة متعاونة

كيف تهيئين أسرتك لاستقبال شهر رمضان؟

يعد شهر رمضان المبارك من أكثر المناسبات الدينية أهمية وتميزاً عند المسلمين، حيث يحتفل بقدومه الجميع، ولكن كل مجتمع على طريقته؛ بل أيضاً كل أسرة على طريقتها الخاصة، وتبقى الأجواء الاحتفالية ذات الطابع الديني هي المسيطرة حتى نهاية الشهر.

سألت «كل الأسرة» عدداً من خبراء العلاقات الأسرية والزوجية وتعديل السلوك عن الفرصة العظيمة التي يقدّمها هذا الشهر الفضيل للأسر العربية والإسلامية لإصلاح أحوالها، وعلاج مشاكلها ولمّ الشمل، وما هو الدور المنوط بالزوجة والأم لتهيئ بيتها وأولادها لاستقبال رمضان في أبهي صورة، وما هي أبرز الأخطاء التي نرتكبها في هذه الأيام المباركة والتي تضيّع علينا هذه الفرصة العظيمة لحل كل الأمور التي تُفقدنا السكينة وراحة البال.

كيف تهيئين أسرتك لاستقبال شهر رمضان؟

علّموا أولادكم مبادئ شهر رمضان

تؤكد الدكتورة ميرفت رجب، استشارية الصحة النفسية والخبيرة في الشؤون الأسرية، أننا جميعاً نحتاج إلى أن نحسن استقبال شهر رمضان، وأن يكون ذلك بنفس راضية وروح هادئة بعيدة كل البعد عن التوتر والقلق والانفعالات. وهذا يتطلب منا جميعاً وخاصة ربة البيت، ضبط الانفعالات أثناء الصيام، سواء في معاملة الزوج أو الأبناء والسيطرة على المشاعر والأفكار السلبية وإلا سنخسر كثيراً من روحانية وبركة هذا الشهر، بعدم استعدادنا له.

وتنصح الدكتورة ميرفت الأهل بما يلي:

  • الأسرة التي يوجد بها أطفال يجب عليها تهيئتهم لهذا الشهر الكريم بغرس كثير من الأمور فيهم والتي توحي بأن هذا الشهر يأتي معه الخير.
  • أنصح الأسر بإحضار الهدايا والألعاب والفوانيس للأطفال، خاصة من هم في سن صغيرة وشراء ثياب جديدة وإخبارهم بأنها ثياب العبادة، ما يساعد على تهيئة الطفل نفسياً لاستقبال رمضان.
  • ما هو أجمل أن نعد للطفل ملابس خاصة ليصحب والده إلى المسجد، ونعد أيضاً للفتاة إسدال صلاة مميزاً لتصلي مع والدتها في البيت أو حتى في المسجد.
  • أن نشرح لأطفالنا معنى الصوم ولماذا نصوم، وما الحكمة من أداء هذه الفريضة، ونعلمهم أن كل طاعات الله لها مكافأة محدودة ما عدا الصيام مكافأته كبيرة جداً.
  • أهمية تعليم الأطفال صلة الرحم والاجتماعيات؛ لأنها من أهم مظاهر شهر رمضان التي تحبب عندهم الانتماء والذوق والخلق السليم.
  • لكن علينا أن نهيئ الطفل نفسياً وروحياً لا أن نثقل عليه، فإذا كانت سنه صغيرة ولا يستطيع الصوم لا نطالبه بأن يقوم بذلك رغماً عن إرادته، ولكن يمكننا تشجيعه من خلال صيام بضع ساعات قليلة وإعطاؤه مكافأة بعد ذلك حتى يكرر العمل في اليوم التالي.

كيف تهيئين أسرتك لاستقبال شهر رمضان؟

تقاسم الأعمال المنزلية في رمضان.. مودة ورحمة

ويتفق معها الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، في كون رمضان فرصة ذهبية للتغيير وتعديل السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الأبناء، ومنها عدم إدراكهم لقيمة الوقت وتضييعه. وينصح أستاذ الطب النفسي الأمهات باصطحاب أولادهن إلى الأسواق لشراء مستلزمات الشهر الفضيل من المواد الغذائية والزينة وغيرها، وكل ما يحتاج إليه المنزل والأبناء خلال هذا الشهر، ليفرحوا بهذه الاستعدادات ويتعلموا مباهج الشهر الفضيل.

ويطالب الدكتور المهدي كل زوجين بتفعيل المبادئ التالية في الشهر الفضيل:

  • مساعدة الزوج لزوجته في القيام بالأعمال المنزلية وشؤون المطبخ في شهر رمضان واجب لابد منه؛ لأن هذا الأمر يعين الزوجة على تحمل مشقة مسؤولياتها المنزلية، وفي الوقت نفسه يعمق مشاعر الحب والمودة ويجعل الزوج قدوة لأبنائه في بث روح التعاون في نفوسهم.
  • على الأزواج ضبط النفس وعدم التذمر والانفعال على الزوجة لأسباب قد تكون تافهة وتتعلق بمدى سرعتها أو طاقتها في طهي الطعام، لما في ذلك من تعزيز للمشاعر الإيجابية بينهما.

كيف تهيئين أسرتك لاستقبال شهر رمضان؟

كيف يتجنب الزوجان الضغوطات النفسية في رمضان؟

أما الدكتورة ماجدة المنشاوي الاستشارية النفسية والزوجية والمدربة الدولية المعتمدة في مصر، فتشير إلى أنه خلال شهر الصوم يتعرض كل شخص لمجموعة من الضغوطات النفسية الناتجة عن شعوره بالعطش والرغبة في تناول الطعام؛ الأمر الذي يمكن أن يسبب لبعض المتزوجين نشوب مشاكل في ما بينهما خارجة عن إرادتهما.

لذلك تنصح الدكتورة ماجدة كل زوجين بما يلي:

  • مهما كنت متعبة أيتها الزوجة من الصوم ومن القيام بالأعمال المنزلية، فعليك أن تتحكمي في عصبيتك ولا تسمحي لكلمة أن تغضبك وتزيد من توترك، وأن تفكري جيداً قبل أن تتلفظي بأي كلام تجاه شريك الحياة.
  • احذر أيها الزوج بعض العادات السيئة كالتدخين والقهوة، كما أن الانقطاع عن الطعام والشراب طوال اليوم يؤثر في أصحاب النفوس الضعيفة ويصيبها بالقلق والتوتر.
  • هناك مشاكل أخرى قد تحدث بسبب عجز الزوج عن تلبية كل متطلبات الأسرة، خاصة في ظل غلاء الأسعار، كما أن الزوجة تحب دائماً أن تقتني كل ما تشتهيه الأنفس لتقدّمه لأسرتها على مائدة الإفطار.
  • لا تفتعل المشكلات في نهار رمضان دون سبب، والخلاف مع الزوجة على أبسط الأشياء والنزول عليها بوابل من الإهانات واللوم وتأنيب الضمير على أبسط الأشياء.
  • رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والتسامح بين الناس جميعاً، فما بالنا بالعلاقة بين الزوجين، والنصيحة الأهم في مثل هذه الخلافات هي تجنّب الجدل والأخذ والرد مع شريك الحياة خلال أوقات الصيام، كي يمر هذا الشهر بسلام.

كيف تهيئين أسرتك لاستقبال شهر رمضان؟

نصائح للزوجين لتخفيف التوتر في الشهر الفضيل

أما الدكتور عمرو يسري، أستاذ الطب النفسي وخبير العلاقات الأسرية والزوجية، فيقدّم مجموعة من النصائح للأزواج والزوجات لتساعدهم على تحقيق أقصى استفادة للأسرة خلال شهر رمضان:

  • تخلصوا من العصبية والتوتر في المنزل، فعلى الزوج ألا يتدخل في الشؤون المنزلية التي تكون من اختصاص الزوجة، فطبعاً هو منزله وهو رب الأسرة، ولكن في نهار رمضان يصبح معدل توتره عالياً ما يتسبب في حالة من تصيد الأخطاء والخلافات.
  • من الأفضل تجنب أي نوع من النقاش في نهار رمضان، كما أنه يجب على الزوج أن يفكر جيداً في تقديم يد العون بكلمة طيبة للزوجة؛ لأن الكثير من الزوجات يردن بعض الحب والحنان من أزواجهن حتى إذا لم يفعلوا شيئاً.
  • لا تلق أيها الزوج باللوم على الزوجة وحمّلها مسؤولية أي تقصير في المنزل، فإذا حدث خطأ ما أو إزعاج من قبل أطفالك، فأنت مسؤول في المنزل مثلها ولا تتذمر طوال الوقت فهي شخص لديه مهام أخرى منزلية تفعلها من أجل راحتك وراحة أفراد عائلتها.
  • أما الأزواج المتخاصمون، احرصوا على مصالحة شريك حياتكم خلال شهر رمضان، خاصة أن معظم المشاكل التي تحدث بين الأزواج تكون تافهة وبسيطة، ولا ينبغي أن تؤدي إلى خلافات كبيرة تهدّد حياة الأسرة السعيدة، وتؤثر في الأبناء وتفقدهم الإحساس بأهمية وفضل هذا الشهر الكريم.

 

مقالات ذات صلة