من أكثر الصفات التي يتمناها الوالدان أن يكون طفلهما واثقاً من نفسه، ويشعر بتقدير لذاته، ولكن الأهم من التمنّي أن نعرف كيف نزرع هذه الميزة داخل الطفل.
كوالد، تريد أن يشعر أطفالك بالسعادة تجاه ما يفعلونه، وأن يتمتعوا باحترام جيد لذاتهم، والثقة بأنفسهم. وفي هذا الإطار، تؤثر كلماتك وأفعالك عليهم أكثر من أي شيء آخر. فبدءاً من الطفولة، يبدأ طفلك بـ«ترجمة» نبرة صوتك، ولغة جسدك، وكل تعبير صادر عنك.
ويمكن أن تكون الثقة بالنفس أسهل لبعض الأطفال من غيرهم. ولكن إذا كانت ثقة طفلك بنفسه منخفضة، إليك 9 طرق يمكنك من خلالها المساعدة في تعزيزها:
1- ساعد طفلك على تعلّم القيام بالأشياء
بالنسبة إلى الطفل، فإن تعلّم الإمساك بالكوب، أو مشي الخطوات الأولى، يثير شعوراً بالفهم والبهجة. ومع نمو الطفل، تكون بعض العادات، مثل تعلّم ارتداء الملابس، أو القراءة، أو ركوب الدراجة، فرصاً لنمو ثقته بنفسه. في البداية يمكنك تعليمه من خلال عرض ما يجب فعله، ومساعدته على التطبيق، ثم دع الطفل يفعل ما في وسعه، حتى لو ارتكب أخطاء. وهذا جزء أساسي من تطوير الثقة بالنفس الإيجابي. وتأكد من حصول طفلك على فرصة للتعلم والمحاولة والشعور بالفخر، ولا تجعل التحديات الجديدة سهلة للغاية، أو صعبة للغاية، شجّعه على بذل قصارى جهده دائماً، ولكن اشرح له أنه ليس من الضروري أن يكون مثالياً.
2 - الثناء على جهود طفلك
تجنب مدح النتائج فقط (مثل الحصول على علامة A)، أو الصفات (مثل كونك ذكياً أو رياضياً)، بدلاً من ذلك، قم بتهنئة طفلك على الجهد، والتقدم، والسلوك الجيد. على سبيل المثال، قل له «أنت تعمل بجد في هذا المشروع»، أو «أنت تتحسن في اختبارات التهجئة هذه»، أو «أنا فخور بك لعزفك على البيانو- لقد كنت مستمتعاً به حقاً». مع هذا النوع من الثناء، يبذل الأطفال جهداً في القيام بالأشياء، ويعملون على تحقيق الأهداف، ويحاولون. وهذا يجعلهم أكثر عرضة للنجاح.
3- كن صادقاً مع طفلك
الثناء الذي لا يبدو مكتسباً لا يبدو صادقاً. على سبيل المثال، إخبار الطفل أنه لعب لعبة رائعة بينما تعلم تماماً أنه لم يلعبها جيداً، فهذا يمكن أن يجعله يشعر بالفراغ والتزييف. بدلاً من ذلك، يمكنك أن تقول «على الرغم من أن هذه لم تكن أفضل لعبة لك، إلا أنني فخور بك لأنك لم تستسلم». وأضف بكل ثقة «غداً، ستبلي بلاء حسناً».
4- كن قدوة جيدة لطفلك
عندما تبذل أنت بنفسك جهداً في المهام اليومية (مثل إعداد وجبة أو غسل الأطباق)، فإنك تكون قدوة جيدة. إذ سيتعلم طفلك بذل الجهد في أداء الواجبات المنزلية، أو تنظيف الألعاب، أو ترتيب السرير.
كما أن نمذجة الموقف الصحيح مهم أيضاً. فعندما تقوم بالمهام من دون تذمّر أو شكوى، فإنك تعلّم طفلك أن يفعل الشيء نفسه. وعندما تتجنب التسرع في أداء المهام المنزلية، وتفخر بالعمل الذي أنجزته بشكل جيد، يتعلم طفلك أيضاً القيام بذلك.
5- تجنب انتقاد طفلك واصبر
غالبا ما تؤثر الرسائل التي يسمعها الأطفال من الآخرين عنهم في شعورهم تجاه أنفسهم. فالكلمات القاسية، أو العبارات السلبية (مثل وصف الطفل بالكسلان) لا تحفز الطفل ويمكن أن تضر بثقته بنفسه. تصحيح خطأ الطفل يكون بالصبر. ركز على ما تريده منه أن يفعله في المرة القادمة. عند الحاجة، أظهر له كيف يفعل ذلك.
6- ركز على نقاط القوة لدى طفلك
انتبه إلى ما يفعله طفلك بشكل جيد، ويستمتع به. وتأكد من أن لديه فرصاً لتطوير هذه الأشياء. ركّز على نقاط القوة أكثر من نقاط الضعف لمساعدته على الشعور بالرضا عن نفسه، وهذا سيحسّن سلوكه أيضاً.
7- لاحظ ما هو جيد في أداء طفلك
قد يكون من السهل على الطفل التركيز على الأخطاء التي حدثت، مثل عدم الأداء جيداً في الاختبار. وما لم توازن ذلك مع الجيد الذي فعله، فسوف يشعر بالسوء. وعندما تسمع طفلك يشتكي من نفسه، أو من يومه، اطلب منه بدلاً من ذلك تذكّر شيء سار على ما يرام.
جرب هذا: كل ليلة قبل النوم، اطلب من طفلك أن يقول على الأقل 3 أشياء جيدة حدثت في ذلك اليوم. وسرعان ما سيبدأ بملاحظة المزيد من الأشياء الإيجابية عن الأشخاص الموجودين في حياته، وعن نفسه.
8- شجع طفلك على الصداقات الصحية
علّم طفلك أن أفضل الأصدقاء هم من يعاملونه بشكل جيد، وينفعونه بما يقولونه ويفعلونه. ويجب على الطفل تجنب الأشخاص الذين يتصرفون بطرق تؤذي الآخرين. بدلاً من ذلك، يجب عليه اختيار الأصدقاء الذين يمكنهم أن يكونوا معه، ويساعدونه على الشعور بالرضا تجاه هويته. ساعده على أن يكون هو بنفسه هذا النوع من الأصدقاء للآخرين.
9- دع طفلك يساعد ويعطِ
تنمو الثقة بالنفس عندما يرى الطفل أن ما يفعله يهمّ الآخرين. يمكن للطفل المساعدة في المنزل، أو القيام بمشروع خدمي في المدرسة، أو تقديم معروف لأحد إخوته. إن مساعدة الآخرين والقيام بالأعمال الطيبة تبني احترام الذات، والثقة بالنفس، والمشاعر الطيبة الأخرى.
إقرأ أيضاً: هوس الـ«نيولوك».. أسبابه وعلاقته بنقص الثقة بالنفس
