6 مارس 2024

شهر رمضان فرصة ذهبية لتغيير حياتك نحو الأفضل

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

شهر رمضان فرصة ذهبية لتغيير حياتك نحو الأفضل

مع اقتراب نسمات الشهر الفضيل بعبقه وأنفاسه العطرة، يجد البعض منّا نفسه ضائعاً ما بين وأحلام وأمانيّ يخطط ليعيشها، وبين الانشغال بزحام الحياة ومتاهاتها التي تبعده عن الاستعداد لهذا الشهر، روحياً وفكرياً، واجتيازه بنجاح، والاستفادة من فوائده العظيمة.

شهر رمضان فرصة ذهبية لتغيير حياتك نحو الأفضل
أسماء سويد

توضح المرشدة الأسرية وأخصائية تعديل السلوك أسماء سويد «يحمل شهر رمضان في طيّاته الكثير من الفضائل والبركات، كأهمية الصوم، والتقرب إلى الله، وقراءة القرآن الكريم والعبادة، لكن بدلاً من استقباله بالترقب والاستعداد الجيد، نجد أنفسنا مشغولين باستعدادات بعيدة عن غايات هذا الشهر وأهدافه، كأننا نعيد خيار «ضبط المصنع» كما نعد خيار ضبط مصنع أجهزتنا الذكية للإفطار والسحور. فما أن يدخل الشهر حتى تبدأ قائمة الطلبات بالتنوع والازدياد، كأن دور الأم، أو الزوجة، يقتصر على أن تكون الشيف، فتعدّ في كل يومٍ من الأصناف ما لذّ وطاب، وبالتالي تجد نفسها في نهاية اليوم منهكة بالتفكير بقائمة اليوم التالي، وهكذا حتى انتهاء الشهر، كأنه عبء نسعى للتخلص منه بتخدير ضمائرنا، واختلاق الأعذار لتقصيرنا، ثم ما نلبث أن نعود لروتين حياتنا قبله، ونأمل أن نحيا لرمضان القادم لنستدرك ما فاتنا، ونعوّض ما لم نتمكن من تحقيقه من أهداف حقيقية».

شهر رمضان فرصة ذهبية لتغيير حياتك نحو الأفضل

وتشير أسماء سويد إلى أن «شهر رمضان فترة تحمل في طياتها فرصة للتأمل والتغيير، فهو لا يتوقف عند كونه شهراً للصيام والعبادة، بل هو فترة تحدٍّ، وتجديد للروح والعزيمة، وفرصة للتفكير ووضع الخطط، وترتيب الأولويات، حيث يمكن لكل فرد منا أن يستثمره بالشكل الصحيح لتحقيق التغيير الإيجابي في حياته، ففي هذا الشهر تتجدد علاقتنا مع الله، ومع أنفسنا، ونسعى جاهدين لتحقيق السلام، الداخلي والروحي، لذلك يحتاج منّا إلى تجهيز مسبق، وإعداد مبكّر، ووعي عالٍ، لنتمكن من استثماره كما يجب، ونصبح نسخة أفضل عن أنفسنا».

شهر رمضان فرصة ذهبية لتغيير حياتك نحو الأفضل

وتضيف «لا يتوقف الأمر في رمضان عند إتمام عدد معين من الختمات والركعات فقط، بل يمكن أن يكون فرصة لتغيير عاداتنا السلبية، وتفعيل الكثير من القيم والمبادئ، وتحسين سلوكاتنا وتعاملاتنا مع أفراد أسرتنا، وتقوية العلاقات الاجتماعية بوصل الرحم، وتقديم العفو لمن ظلمنا، كما يمكن أن يكون فرصة للتحكم في أنفسنا، وإدارة غضبنا وانفعالاتنا، وتقدير السكينة والهدوء الداخليين، كما يمكن أن يكون الفترة المناسبة للعودة لحضن عائلاتنا وأحبّائنا، وتعزيز التواصل، معهم وإصلاح العلاقات، الزوجية والأسرية، فهو لا يتوقف عن كونه شهر صوم وعبادة، بل هو فرصة لتحقيق التغيير الإيجابي في حياتنا، فيه يمكن أن نعيد ترتيب أولوياتنا، ونصحّح مسار حياتنا، ونخرج منه أفضل مما كنا عليه، لذلك يكون علينا أن نستعد له بالوعي والتفاؤل، والعمل على استثمار كل لحظة فيه، بشكل يجعلنا نحقق أهدافنا، الروحية والإنسانية».

شهر رمضان فرصة ذهبية لتغيير حياتك نحو الأفضل

شهر رمضان.. بداية جديدة

تضع أسماء سويد بعض المقترحات العملية ليكون رمضان، قولاً وعملاً، نقطة تحول في حياة كل شخص:

  • عقد النيّة على أن يكون التغيير الإيجابي النوعي هو الهدف، ووضع خطة يمكن تطبيقها كي لا نشعر نهاية الشهر بالإحباط، والحسرة، والندم، انطلاقاً من مبدأ «قليل دائم خير من كثير منقطع».
  • الحفاظ على الفرائض جماعة مع الأسرة، مع زيادة النوافل لاعتيادها حتى بعد انتهاء أيام الشهر الفضيل.
  • أن يكون لنا ورد قرآني من 4 صفحات عقب كل فرض لنختم جزءاً منه كل يوم، مع تخصيص دفتر صغير لكتابة الآيات التي تلامس مشاعرنا، أو تشعرنا وكأنه خطاب خاص، والبحث عن أسباب نزول الآيات، ومعاني الكلمات ليكون التدبّر واعياً.
  • متابعة البرامج الروحانية التي نفضّل مقدمها ومحتواها.
  • الحرص على أداء الحقوق المادية والمعنوية، والاتصال بمن له حق علينا.
  • قطع العلاقات السّامة والتحرر من المشاعر السلبية.
  • ضبط كمية الطعام والشراب والتركيز على اكتساب العادات الإيجابية، كالنوم المبكر، وتناول الطعام الصحي.
  • أن تكون أفكارنا داعمة وإيجابية ومحفّزة.
  • أن نتقن إدارة مشاعر الغضب والانفعال، وربما الحسد، والغيرة، والحقد، والكره، وتفريغها بوعي لتحلّ محلها مشاعر الحب، والتقبّل، والسكن ،والسكينة، ونحيا السلام الداخلي بأمان واطمئنان.

وتوجز أسماء سويد «رمضاننا الشخصي هو تصحيح مسار بوصلة حياتنا، وإعادة ضبطها نحو جادة الوعي والبصيرة، وأن نقف مع أنفسنا لنزكّيها ونطهّرها.. ونرفعها لتحلق عالياً، بوضع خطة للتغيير الإيجابي، ونجدد صلتنا وصلاتنا ونُعدّ عقولنا، وقلوبنا، وأنفسنا، لتكون على قدر ليلة القدر، لنحيي معراجنا الروحي بحق.. ليكون نقلة ورفقة ووعياً».

 

مقالات ذات صلة