تشهد مرحلة المراهقة الكثير من التحوّلات التي تعد سبباً لكثير من الخلافات بين المراهق ووالديه، ونتيجة التحولات التي تطرأ على المرحلة يصبح البحث عن حلول أمراً ضرورياً لإيجاد علاقة صحيحة متبادلة تساعد على تجاوز هذه الخلافات والعبور بسلام، من خلال معرفة الأساليب التربوية السليمة. كان هذا جزءاً من ورشة «أساسيات طرق التعامل مع المراهقين»، التي قدّمتها المدربة والخبيرة التربوية سارة سليمان الشامسي، وشرحت فيها أهم أنواع المراهقة، وأهم التغيرات التي يمر بها المراهق، وتأثير فرق الأجيال كسبب رئيسي لخلافاتهم مع آبائهم.
مراحل وأنواع المراهقة
وتكشف الشامسي عن تقسيمات مراحل المراهقة من حياة الإنسان، حيث ينتقل فيها الشخص من الطفولة إلى البلوغ:
- مراهقة متقدمة تبدأ من سن 11 إلى 14 عاماً
- مراهقة متوسطة تبدأ من سن 15 إلى 17 عاماً
- مراهقة متأخرة من سن 18 إلى 21 عاماً
التغييرات التي يمر بها المراهق
بسبب صعوبة مرحلة المراهقة، تشير الشامسي إلى ضرورة معرفة أسباب سلوك المراهق، ووعيه بأهمية هذه المرحلة وكيفية التعامل معها، ومعرفة التغييرات التي يمر بها والتي يمكن تلخيصها في:
- التغيرات الجسدية: تغيرات تؤثر في حالته المزاجية والجسدية، منها ما يتعلق ببلوغ الصوت والملامح الجسدية التي تظهر سواء للذكر أو الأنثى.
- التغيرات الاجتماعية: مشاعر متضاربة تنتاب المراهق؛ يسعى من خلالها إلى بناء شخصيته الخاصة وتشكيل دائرة علاقات أوسع وتكوين صداقات كثيرة.
- التغيرات الدينية: يصبح المراهق في هذه المرحلة كثير التفكير في الجوانب الدينية، لذلك نجد بعضهم كثير الالتزام بالواجبات والفرائض الدينية، بينما تكون الحرية للبعض الآخر مبالغاً فيها، وذلك تبعاً للتربية والتفكير الذي يستحوذ على عقله ومخيلته.
- التغيرات الانفعالية والعقلية: يميل إلى أن يكون شخصاً كثير الانفعال واسع الخيال والأفكار.
أخطاء الإباء بحق الإبناء المراهقين
تشير الشامسي إلى أن الفجوة الزمنية بين الآباء والأبناء واختلاف أنماط التربية، جميعها أسباب كافية لارتكاب الآباء عدة أخطاء على الرغم من كل الرعاية والاهتمام الذي يقدم للمراهق.. ويمكن إيجاز هذه الأخطاء في:
- الاتهام وتوجيه النقد: إسقاط الاتهامات على المراهق وإكثار النقد واستخدام عبارات جارحة، فتترك أثراً سلبياً بينه وبين الأهل.
- توجيه الإرشادات بشكل مباشر: يزيد هذا التعامل من إصرار المراهق على إرسال رسائل عكسية ومباشرة، تزيد من حجم الخلافات واستمرارها.
- عدم وجود قاعدة واضحة للتعامل: عدم وجود قاعدة واضحة للتعامل واختلاف الآراء ووجهات النظر بين الوالدين، تتيح للمراهق استغلال المواقف ما ينجم عنه كثير من الخلافات وهي من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة.
- ترصّد الأخطاء: التعامل مع المراهق على أنه شخص بالغ ومراقبة كل ما يصدر عنه من أقوال أو أفعال وسلبه حريته الخاصة.
- الامتناع عن إظهار العاطفة: إيجاد الآباء صعوبة في إظهار مشاعرهم وعواطفهم لأبنائهم المراهقين، بسبب اختلاف احتياجات كل جيل شكّل فجوة وحاجزاً كبيراً بين الآباء والأبناء.
مسؤولية الأهل تجاه الأبناء المراهقين
توجز المدرّبة والمستشارة التربوية مسؤولية الأهل تجاه المراهقين في عدة نقاط:
- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في تربية أبنائنا بالخوف واحتساب الأجر عند الله.
- أن نكون دائماً قدوة لأبنائنا، على سبيل المثال لكي يطلب الأب من أبنائه عدم التدخين عليه هو أولاً أن يمتنع عنه.
- التواصل الجيد من خلال الاستماع الجيد وتقديم الرعاية والحب لهم.
- إجادة فنون التعامل مع أبنائنا ومعرفة الأشياء التي يفكرون فيها للتوصل إلى حلول ومعرفة مشاعرهم وأسباب تصرفاتهم وانفعالاتهم.
- توفير الرعاية من خلال تلبية متطلباتهم واحتياجاتهم سواء المادية أو المعنوية.