"الحصول على الانتباه، تحقيق القوة والسلطة، الانتقام من الآخرين، إظهار النقص والضعف للآخرين"، نقاط أربع لأهداف السلوك غير المرغوب فيه عند الأطفال، لخصتها ورشة نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، استهدفت الوالدين والقائمين على رعاية الأطفال.
أسباب السلوك السلبي لدى الأطفال
قدمت الورشة، التي حملت عنوان "تعديل سلوكيات الأطفال"، إيمان كامل، مستشارة تعليمية وكوتش حياة، استعرضت خلالها نقاط عدة منها أسباب ظهور السلوك السلبي غير المرغوب فيه عند الأطفال وطرق حلها، وتقول "الحصول على الانتباه يعد حاجة أساسية لدى الطفل يحاول إشباعها، وهنا يتطلب من الأم تقديم الانتباه له في الوقت المناسب وليس في الوقت الذي يطلبه، وتجاهل سلوكه الخطأ ليتعلم الحصول على الانتباه بواسطة السلوك الإيجابي وليس السلبي، أما مسألة تحقيق القوة والسلطة فتتمركز تلك النقطة في بحث الطفل عنها اعتقاداً منه أنه سيكون محبوباً فقط إذا كان هو الزعيم الذي يصدر الأوامر ويفعل ما يريد دون أن يمنعه أحد، ويكون ذلك بغضبه إذا لم تلب طلباته، ولحل هذه الإشكالية يجب الانسحاب من الصراع مع ملاحظة أن المشاجرة مع الطفل تزيد من رغبته في الحصول على السلطة".
وتضيف إيمان كامل "أما ما يتعلق بالانتقام من الآخرين، كأن يمارس الطفل العنف مع أخيه الأصغر أو مع أصدقائه الأضعف، فقد يعكس هذا السلوك تعرض الطفل للعنف من قبل من هم أكبر أو أقوى منه فينتقم لنفسه من شخص آخر أضعف منه ليشعر بالقوة، وهنا نطلب من الأم ألا تظهر مشاعر الضيق من هذا التصرف، متجنبة استخدام العقاب مع محاولة بناء علاقة ثقة تشعر الطفل بحبها له. وآخر نقطة وهي إظهار النقص والضعف للآخرين، كأن يشعر الطفل نتيجة عدم تشجيعه أنه لا أمل له في النجاح فمثلاً يرفض القيام بتأدية واجباته المدرسية ويطلب المساعدة من الأم مدعياً عدم قدرته على إنجازها، على الرغم أنه لم يحاول بما فيه الكفاية ويستخدم كلمات من قبيل، لا أستطيع، وهنا يجب تشجيع الطفل والمثابرة على ذلك ليستعيد ثقته بنفسه ويتحرر من هذا الشعور السلبي".
خطوات تطبيقية لاكتشاف الهدف من سلوك الطفل
تشير إيمان كامل، "أفضل وسيلة لاكتشاف الهدف من السلوك أن تراقب نتيجته، وذلك باتباع التالي:
- راقب ردة فعلك للسلوك غير السوي، فمشاعرك سوف تدلك على أهداف الطفل.
- راقب استجابته لمحاولاتك للإصلاح، فإن هذه الاستجابة ستدلك على ما يريد الطفل أن يصل إليه".
لابد أن نغمر الطفل بالعطف والحب كونهما أهم مفاتيح العلاقة الفعالة مع الوالدين
وتلفت إيمان كامل "لكي نكسب الطفل مهارات تعديل وتقويم السلوك، علينا التحلي بالصبر في التعامل معه، وأن نغمره بالعطف والحب كونهما أهم مفاتيح العلاقة الفعالة مع الوالدين، وأساس التواصل الناجح مع الأبناء، فالتربية الناجحة لا تتعلق بالتحكم في سلوك الطفل، ولكنها تدور حول تعليمه التحكم في سلوكه، أما اتخاذ منحى آخر في تعديل السلوك كالعقاب فسيجني الطفل من ورائه آثاراً سلبية".
ما الآثار السلبية التي قد يسببها العقاب للطفل؟
تلفت المستشارة التعليمية إلى سبب استخدام الأهل للعقاب كونه يشعرهم أن إرادتهم قد انتصرت أمام إرادة الطفل، وكذلك للسيطرة على الموقف.
سنستعرض بعض الآثار المترتبة على استخدام العقاب كحل لتعديل السلوك غير المنضبط:
- سوف يقرر الطفل أنه شخص سلبي.
- سينفذ المطلوب بدافع الخوف فقط وليس عن قناعة.
- قد يفقد الثقة بنفسه.
- يقوم بالإنصات والالتزام أمام الآخرين ولكن بداخله ينوي الانتقام.
- يشعر بالظلم ويقوم بالتركيز على هذا الشعور فقط دون التركيز على السبب الذي عوقب عليه.
تلخص إيمان كامل، العواقب التي تعود على الطفل من وراء سلوكه الخطأ، وهي عواقب طبيعية وأخرى منطقية، والأولى وهي ما تحدث بشكل طبيعي بلا تدخل من الأشخاص أو المربين، مثال عندما لا تأكل تجوع، وهنا يجب عدم لوم الطفل على السلوك الخطأ كونه يتعلم من خلال التجربة، وعند لومه سيركز على الدفاع عن نفسه بدلاً من التركيز على التعلم من التجربة ذاتها. أما النقطة الثانية وهي العواقب المنطقية، فمن المهم أن تكون مرتبطة بالسلوك المراد تعديله، وأن تكون هادفة دون استخدام اللوم والتأنيب والشعور بالذنب أي استخدام الطيبة مع الحزم، وموضحة سابقاً أي لا تكون مفاجأة، فبمراعاة تلك الأمور يتعلم الطفل لكي يكون شعوره أحسن، وسيتزن سلوكه الخطأ وسيسلك في المرات القادمة سلوكاً أكثر اعتدالاً واتزاناً.