09 يونيو 2024

كيف نكتشف وننمّي مهارات أطفالنا الإبداعية؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف نكتشف وننمّي مهارات أطفالنا الإبداعية؟

الإبداع سِمة مميزة عند الكثير من الأطفال، لكن هناك منهم من يتفرد عن غيره، ويُعد اكتشاف الإبداع لدى الطفل من المهام التي يجب على الوالدين أداؤها، سواء بالدعم، أو التشجيع، ليتمكن من تنمية مهاراته، واستغلال إمكاناته الكامنة.

في ورشة «أهمية اكتشاف الشخصية المبدعة في أطفالنا»، توضح المدرّبة والخبيرة التربوية سارة سليمان الشامسي «تُعد ملاحظة السلوك الإبداعي للطفل الخطوة الأولى نحو معرفة المجال النوعي لإبداعه، ولذلك يعرف الطفل الموهوب على أنه «كل طفل يتميز بالتفوق العقلي عن مرحلته العمرية في بعض القدرات التي تجعله مساهماً، عظيماً وفعالاً، في تحقيق الرفاهية للمجتمع»، بينما تصفه بعض الموسوعات النفسية والتربوية بأنه «الطفل الذي يؤدي أيّ عمل بكفاءة عالية، وبصورة أفضل ممن هم في سنه، وبأسلوب يشير إلى إمكانيته على تحقيق إنجازات وإسهامات عالية في المستقبل».

كيف نكتشف وننمّي مهارات أطفالنا الإبداعية؟

تكشف الشامسي مجموعة الخصائص التي تميّز الأطفال الموهوبين عن أقرانهم، منها:

  • التفوق العقلي والقدرة على أداء الأعمال بكفاءة.
  • القدرة العالية على الفهم والإدراك في تصوّر العلاقات بمختلف مستوياتها، كالعلاقات الزمانية والمكانية.
  • الاستقلالية والثقة بالنفس إلى درجة المخاطرة والمغامرة في القيام بالمهام الصعبة.
  • تجربة الأشياء وإظهار المرونة في التفكير.
  • إيجاد البدائل الجديدة التي تتصف بالجدية.

وهي أهم خواص تميّز الأطفال الموهوبين عن غيرهم، فهم غالباً ما يتعلمون عن طريق الاكتشاف، ويرفضون أساليب الحفظ والتقليد.

كما تشير الشامسي إلى أهمية الإبداع، وتأثيره في نمو الطفل الشخصي والعقلي، وكيفية دعم الطفل في اكتشاف وتطوير قدراته الإبداعية، وتعزيز تفكيره الابتكاري، وثقته بنفسه، ليتمكن من أن يصبح شخصاً مبدعاً ومتميزاً في المستقبل «يلعب الإبداع دوراً كبيراً في تنمية وتطوير نمو الطفل الشخصي والعقلي، فعندما يكون الطفل مبدعاً يتعلم كيفية التفكير بشكل مبتكر، ويكون قادراً على حل المشكلات بطرق جديدة، كما يساعده على تعزيز ثقته بنفسه، وتطوير مهاراته الاجتماعية والتعاونية، والتعبير عن أفكاره بطرق مبتكرة وفريدة، إضافة إلى تشجيعه على استكشاف العالم من حوله وتوسيع آفاقه العقلية بما يعزز من نموه، الشخصي والعقلي، بطرق ممتعة، ومثيرة».

كيف نكتشف وننمّي مهارات أطفالنا الإبداعية؟

يُعد الوالدان من أهم عوامل تطوير شخصية الطفل وتوجيهه نحو الإبداع والابتكار، فهما النموذج الأول والأقرب إليه، وبذلك يكونان مسؤولين عن تحفيزه، واتّباعه هذا الأسلوب، ولذلك تضع الشامسي خطوات عدّة، لمساعدتهما على توجيه الطفل وتحفيزه على اتّباع أسلوب التفكير الإبداعي:

  • توفير بيئة داعمة: على الوالدين توفير بيئة تشجع الطفل على التجربة والابتكار، حيث يشعر بالحرية والأمان للتعبير عن أفكاره وتجسيد إبداعاته.
  • التحفيز والتشجيع: تشجيع الطفل على التفكير الإبداعي من خلال إظهار الاهتمام به، والاعتراف بجهوده وإبداعاته، وتقديم المشورة والإرشاد له عند الحاجة.
  • توفير الفرص والأدوات: على الوالدين توفير الفرص والأدوات التي تساعد الطفل على تنمية مهاراته الإبداعية، مثل الكتب، اللعب، الرسم، والألعاب التفاعلية.
  • التشجيع على التعاون: تشجيع الطفل على التعاون مع الآخرين والاستفادة من أفكارهم ومشاركة أفكاره الإبداعية معهم.
  • الاحترام والتقدير: على الوالدين إظهار الاحترام والتقدير لأفكار الطفل وتقدير مجهوداته الإبداعية، حتى لو كانت غير تقليدية، أو غير مألوفة.

كيف نكتشف وننمّي مهارات أطفالنا الإبداعية؟

ترصد الشامسي أهمية ودور الأنشطة الإبداعية في مساعدة الأطفال على التعبير عن أفكارهم، ومشاعرهم، بشكل فعّال، ما يسهم في تطوير مهاراتهم الفكرية والإبداعية، وتضع بعض الأنشطة الثقافية والفنية التي يمكن للوالدين توفيرها للأطفال لمساعدتهم على تحفيز الجانب الفكري والإبداعي لديهم، مثل:

  • الرسم والتلوين: قدّم له ورقاً وألواناً، ودَعه يعبّر عن أفكاره ومشاعره من خلال الرسم والتلوين.
  • الحكايات والكتب: قراءة القصص وتشجيعه على إبداع قصصه الخاصة.
  • الألعاب الإبداعية: مثل اللعب بالتركيب والبناء والحرف اليدوية.
  • الموسيقى والرقص: اجعل الموسيقى جزءاً من حياته وشجّعه على الرقص، والتعبير عن نفسه بوسائل موسيقية.
  • الأداء والتمثيل: دعه يشارك في الأداء المسرحي أو التمثيل، ويعبّر عن شخصياته المفضلة.
  • الكتابة: قدم له دفتراً أو مجلة ليكتب فيها قصصاً، أو قصائد، أو ملاحظات عن مشاعره، وأفكاره.

كيف نكتشف وننمّي مهارات أطفالنا الإبداعية؟

تكشف الشامسي أهمية مشاركة الوالدين الطفل بعض الأنشطة، والاستمتاع بالوقت معه، وتشجيعه على مواجهه التحديات والعقبات، فالأطفال المبدعون يواجهون التحديات غالباً أثناء رحلتهم الإبداعية لأسباب عدّة:

  • عدم فهم المحيطين: قد يواجه الأطفال المبدعون عدم فهم من قبل المحيطين لقدراتهم واحتياجاتهم الإبداعية، وبالتالي تتأثر سلباً ثقتهم بأنفسهم.
  • ضغوط التوقعات: قد يتعرض الأطفال المبدعون لضغوط من الأسرة، أو المجتمع المحيط بهم، لتحقيق نجاحات مستمرة والتفوق في مجالاتهم الإبداعية، وتكون سبباً في تراجع الرغبة في التجربة والابتكار.
  • الشعور بالوحدة: يشعر الأطفال المبدعون أحياناً بالوحدة إذا كانوا يعانون عدم وجود أقران لهم يشتركون في اهتماماتهم ومواهبهم الإبداعية نفسها.
  • تحدّيات التعليم: يمكن أن يواجه الأطفال المبدعون تحديات في البيئة التعليمية التقليدية التي قد لا تلبي احتياجاتهم الإبداعية الفريدة.