كيف نجعل تجربة المدرسة ممتعة لأطفالنا؟ نصائح واستراتيجيات تقدمها أسماء سويد
بعد إجازة طويلة مليئة باللعب والراحة، تصبح الحاجة لتهيئة شاملة لاستقبال عام دراسي جديد ضرورة للطفل تضمن له انطلاقة مفعمة بالحماس والرغبة، فما هي الاستراتيجيات والاستعدادات التي يمكن للأهل اتباعها لمساعدة الطفل على استقبال المدرسة بروح إيجابية وشغف للتعلم والمعرفة؟
تصف المرشدة الأسرية وأخصائية تعديل السلوك أسماء سويد، دور المدرسة كبيئة إيجابية داعمة تعزز شغف الطفل بالتعلم «لطالما كانت المدرسة هي بيت الطفل الثاني التي يقضي فيها جزءاً كبيراً من وقته اليومي، وكلما كانت تجربته الشخصية فيها إيجابية مميزة تركت أثراً إيجابياً لديه وكان شوق العودة إليها للقاء معلميه وأقرانه أكبر..
وكلما كان جوها أسرياً معرفياً مهارياً كان شغفه أن يبذل المزيد من تلقاء نفسه ليقدم إبداعه وتميزه، ومع قرب افتتاح المدارس والعودة إليها من إجازة طويلة قضاها الأطفال بين سهرٍ ولعبٍ وسفرٍ، حيث كان عنوان الإجازة الراحة والمتعة، بعيداً عن ضوابط النوم والاستيقاظ وربما السلوك والأفعال.
نحتاج جميعاً كأولياء أمور مجموعة من التوجيهات والإرشادات لنعيد ضبط الأمور ونهيئ أولادنا للمدارس نفسياً وجسدياً ومادياً ومعنوياً، ليبدؤوا عامهم الدراسي بكل نشاط وحماس وهمة عالية على مختلف مراحلهم الدراسية والمعرفية».
توضح سويد، أهمية الوعي بالخصائص النمائية لكل مرحلة من مراحل عمر الطفل، لأنها «تعين الأهل بشكل كبير على معرفة الآلية المناسبة لتقديم المعرفة والمهارة لطفلها بطريقة تساعده على عيش المرحلة بمتعة وحماس، ومع كل معلومة جديدة تُقدم له في المنزل أو يعود بها من المدرسة..
لابد من الوعي بأهمية أن تكون المدرسة مكاناً محبباً ومرغوباً فيه للطفل من خلال الاستعداد المادي والمعنوي والاجتماعي للدراسة. ولتكون الصورة متكاملة، لابد للأم بشكل خاص أن تحيط بجميع هذه المتطلبات انطلاقاً من رغبتها كأم في أن يعيش طفلها تجربة مدرسية إيجابية تترك أثرها الطيب في شخصيته».
تنطلق سويد، من التهيئة المعنوية والنفسية وتبين:
- من المهم اكتشاف شخصيات أطفالنا، ونتعرف إلى مفاتيح ونقاط القوة والضعف لديهم، ما الذي يحفزهم للإنجاز ويخرج أجمل ما لديهم، ومعرفة في أي اتجاه يصب فضولهم.
- ما هي أكبر مخاوفهم وأسبابها وكيف نكون عوناً لهم على تجاوزها.
- تقبلهم كما هم من دون الضغط عليهم لنغيرهم أو نفرض ما لا يحبون أو يرغبون.
- حثهم على العلم من خلال الوسائل والطرق التي يفضلونها أو تؤثر فيهم وفي استجابتهم لتلقي المعرفة بشكل واعٍ وواضح.
- لا بأس من اختيار شخصية مميزة يحبها الطفل لتكون له قدوة أو مثلاً يحتذي به في إنجازه.
- أن نكون نحن بقصصنا وتجاربنا الدراسية مثاراً لفضولهم وتحفيزهم لتكون تلك القصص والتجارب نبراساً وحافزاً لهم على التميز والإبداع في المدرسة.
- البعد كل البعد عن أي رسالة أو تجارب سلبية أو مؤلمة يمكن أن تؤثر على أفكارهم أو مشاعرهم سلباً تجاه الدراسة، لتجنب اتخاذ أي موقف يصعب تعديله أو تصحيحه لاحقاً.
- يجب أن يكون تصورهم أو فكرتهم وانطباعهم الشخصي الأول عن المدرسة إيجابياً دون التحكم به من أي شخص.
- يكون شعورهم شعوراً بالراحة النفسية والرغبة بالتجربة والفضول للتعلم والمشاركة».
من جانب آخر توصي سويد «باستثمار وقت ما قبل النوم بسرد قصة محفزة عن المدرسة والتفوق وتقديم بعض النصائح والإرشادات لتكون المدرسة تجربة ممتعة بالنسبة للطفل، والتعرف إلى وجهة نظره وتصوره عن المدرسة..
ولا بأس من زيارة مسبقة لها من الخارج والتعرف عليها وعلى معلمته والاستعدادات التي تُعد لبدء الدراسة كنوع من صناعة الألفة، وتعريفه بالنشاطات المرافقة للحصص الدراسية؛ ليكون له حافزاً لمعرفة أن الأمر لا يقتصر على التعلم، إنما ستكون رحلة مليئة بالعلم والمتعة والفائدة».
تتوقف سويد، عند العامل المادي:
- تهيئة مستلزمات المدرسة يجعل جو المنزل أشبه باحتفالية صغيرة مليئة بالفرح والسعادة.
- وضع قائمة بالمتطلبات وترك الخيار للطفل بانتقاء أدواته وحقيبته وملابسه وأقلامه وألوانه.
- تجهيز ركن خاص بالدراسة وتزيينه بطريقة محببة له.
- مساعدته على اختيار صندوق الغذاء ووضع قائمة بالطعام المفضل له يشكل حافزاً له على الدراسة والنجاح.
- كما لا يجب أن يغفل الأهل عن أهمية توضيح خطورة وأضرار قضاء الوقت على الأجهزة الإلكترونية، والتدريب تدريجياً على تقليص وقتها مع تقديم شرح مقنع.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية وترك الحرية للطفل لاختيار قصة شعر تناسب المدرسة ولا بأس بالتقاط بعض الصور للذكرى.
- تأمين الكتب المدرسية للاطلاع على ما فيها من فصول ومعلومات يزيل الخوف والتوتر لدى الطفل ويزرع الرغبة في التعلم والتميز والإبداع.
كما تشير سويد لدور التهيئة الاجتماعية «يلعب العامل الاجتماعي دوراً كبيراً في إقبال الطفل على المدرسة، فالتعرف على زملاء الدراسة سواءً من أبناء الجيران أو العائلة مِن أقرانه مَن هم في سنه أو أكبر وسماع تجاربهم الإيجابية ومعرفة من سيكون منهم صديقه أو رفيقه على الطريق إلى المدرسة يشعره بالانتماء للمجموعة، يخفف من قلقه وتوتره ويزيد من شعوره بالأمان».
توجز سويد «لطالما كان دور الأم أساسياً ومصيرياً في حياة طفلها ومسيرته العلمية والتربوية والمهارية، ومن ثَمَّ فإن وعيها وصبرها وحزمها مع المرونة اللازمة والتقبل والاحتواء هي أهم المفاتيح التي تعينها على ترك الأثر الذي ترغب فيه وبناء الشخصية التي تود أن يكون عليها الطفل..
مع الحفاظ على استقراره النفسي وتوازن مشاعره؛ ليتخطى مراحل الدراسة واعياً مدركاً مبدعاً ومسؤولاً؛ ليبقى رسالة فخر لها على مر الأيام والسنين».