02 مايو 2024

د. أسماء المناعي: الاختبار الجيني يدعم المقبلين على الزواج ويساعد في الوقاية ومنع الأمراض

محررة في مجلة كل الأسرة

د. أسماء المناعي: الاختبار الجيني يدعم المقبلين على الزواج ويساعد في الوقاية ومنع الأمراض

هناك الكثير من الاعتبارات التي يضعها المقبلون على الزواج نُصب أعينهم، عند التفكير في اتخاذ مثل هذه الخطوة، وقد يكون تحديد الشخص المناسب للارتباط به، والجاهزية المادية والمعنوية، وكيفية إتمام الترتيبات اللازمة للزواج، من بين هذه الاعتبارات، ولكن هناك أمور أخرى يفكر فيها الزوجان، منها التفكير في طبيعة وشكل الأسرة التي سيتم تكوينها مع شريك الحياة، وإنجاب أبناء معافين يتمتعون بالصحة.

وبما أن الأسرة هي القلب النابض لتكوين المجتمعات وثقافتها، فإن مفهوم صحة الأسرة يكتسب أهمية بالغة لتحقيق تطلعات النظم الصحية الطموحة لصحة مجتمعية شاملة، الأمر الذي دفع إلى إلزام المقبلين على الزواج بإتمام فحوصات ما قبل الزواج، التي تُسهم في الكشف عن الأمراض، المعدية والوراثية، والتعامل معها خلال مرحلة ما قبل الزواج.. وفي السطور التالية نناقش أهمية هذه الفحوصات مع الدكتورة أسماء المناعي، المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة - أبوظبي.

د. أسماء المناعي: الاختبار الجيني يدعم المقبلين على الزواج ويساعد في الوقاية ومنع الأمراض

نود التعرف إلى أهمية الفحص الطبي للمقبلين على الزواج ودوره في الحد من الأمراض؟

فحوصات ما قبل الزواج تسهم بشكل كبير في الحد من التشوهات الخلقية لدى الأبناء، ويمكن أن تساعد على الوقاية من الاضطرابات الوراثية، مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، وغيرهما من الأمراض، وتقييم المخاطر، واحتمالية إصابة الأبناء في حالة وجود اضطرابات وراثية، كما تقلل وتمنع انتقال بعض الأمراض المنقولة إلى الشريك عبر العلاقة الزوجية، وتحدّ من انتقال بعض الأمراض المُعدية من الأم إلى الطفل، والتي قد تؤدي إلى الإعاقات المعرفية، أو الحركية، وفي بعض الأحيان إلى الوفاة، كما تخفّف من القلق لدى الوالدين، بخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة ببعض الأمراض الوراثية، أو زواج الأقارب، وتقلل العبء المالي والجسدي والنفسي على الأسرة، من خلال التشخيص المناسب وتقديم المشورة في وقت مبكر.

دائماً ما تتم الاستعانة بكل ما هو جديد ومبتكر، فما أهم ما أضيف إلى فحوصات ما قبل الزواج؟

انطلاقاً من إيمانها بأهمية فحوصات ما قبل الزواج في الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، وسّعت دائرة الصحة - أبوظبي في عام 2022 نطاق الفحوصات لتشمل الاختبار الجيني الاختياري، إذ تشير الإحصاءات التي تم جمعها منذ إطلاق هذا الاختبار إلى الأثر الإيجابي له، وشهد مشاركة 353 زوجاً، وأظهر الاختبار توافقاً جينياً بين 85% منهم، فيما احتاج 15% فقط إلى دعم إضافي لتنظيم الأسرة بناء على النتائج الجينية.

فحوصات ما قبل الزواج من الإجراءات الواجب مراعاتها عند التخطيط لتأسيس أسرة

ما الأهمية التي يعكسها الاختبار الجيني؟

التوافق الجيني بين المقبلين على الزواج يلعب دوراً مهماً في ضمان صحة وسلامة الأجيال القادمة، على المدى الطويل، إذ يُعد الاختبار الجيني ضمن فحوصات ما قبل الزواج إجراء في غاية الأهمية، لكونه يساعد المقبلين على الزواج على تقييم مخاطر إنجابهم أطفالاً مصابين بأمراض وراثية، ويدعمهم لاتخاذ قرارات مدروسة واعية عند التخطيط لتأسيس أسرة معافاة، وإن كنت أودّ أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي أنه لا يمكنه الكشف عن كل المخاطر، أو الحالات الجينية المحتملة بنسبة 100%، ولا يضمن إنجاب ذرية سليمة تماماً، إلا أنه يساعد على تحديد المخاطر المحتملة لتوريث أمراض جينية للأبناء، بما يتيح للأزواج اتخاذ قرارات واعية، وتبنّي تدابير وقائية، ونظراً إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر في صحة الطفل، فإن الفحوصات تُعد من بين الإجراءات الواجب مراعاتها عند التخطيط لتأسيس أسرة.

د. أسماء المناعي: الاختبار الجيني يدعم المقبلين على الزواج ويساعد في الوقاية ومنع الأمراض

ما هي نصائحك للمقبلين على الزواج قبل اتخاذ هذه الخطوة؟

أدعو جميع المقبلين على الزواج في الدولة إلى جعل الاختبار الجيني جزءاً من خطة الزواج الخاصة بهم، وأخص بالذكر أولئك المصنفين ضمن الفئات ذات المخاطر المرتفعة الذين هم من الأقارب، أو الذين لديهم تاريخ عائلي إيجابي لأي حالة وراثية، ويمكن للمقبلين على الزواج التوجه إلى أي من مراكز الفحص لإجراء الفحوصات، والحصول على الاستشارات بسريّة تامة، حيث لا يجوز مشاركة البيانات الناتجة عن فحوصات ما قبل الزواج مع أي شخص آخر غير مُقدم الطلب، والأطباء ذوي الصلة.

ماذا عن الحالات التي تحمل طفرة جينية؟

تظهر نتائج الاختبار الجيني التوافق بين الزوجين فقط، أي إنه في حال كان الشريكان يحملان الطفرة الجينية نفسها، فسوف يكونان غير متوافقين، وخلاف ذلك، فإن النتائج تكون متوافقة، وفي حال لم يكن هناك توافق، يقوم طبيب متمرس بتقديم الدعم مثل المشورة الجينية، وبالنسبة إلى الحالات النادرة الأكثر صعوبة يتوفر خبير الوراثة السريرية لتقديم الدعم اللازم. والاختبار الجيني ضمن فحوصات ما قبل الزواج يعكس تطلعات أبوظبي الطموحة نحو رسم ملامح مستقبل أكثر صحة للجميع، والاستراتيجية الوقائية التي تنتهجها دائرة الصحة - أبوظبي لتُمكّن المقبلين على الزواج من فهم تركيبتهم الجينية المشتركة والمخاطر الصحية المحتملة، واضعة أساساً متيناً لتكوين الأسرة، ومؤكدة أهمية اتخاذ قرارات واعية من أجل مستقبل صحي.

تصوير: محمد السماني