صباحاً أم ليلاً.. متى يجب أن تستحم؟ أطباء يقدمون لك فوائد كلّ وقت
الاستحمام جزء أساسي من الروتين اليومي لمعظم الناس، بعضهم يفعل ذلك صباحاً، والبعض الآخر ليلاً.. ولكن هل يمكن لوقت الاستحمام المفضل لديك أن يكون له تأثير في صحتك؟
منذ سنوات والجدل قائم ومستمر بين الأشخاص الذين يستحمون في الصباح، وأولئك الذين يستحمون في الليل. نجد على الإنترنت كتابات، وآراء، وادّعاءات جريئة حول سبب كون عادة الاستحمام المفضلة عند هذا الفريق هي الأفضل، حتى أن البعض يجادل بأن العِلم يدعم تفضيلاتهم، فيردّ عليه الفريق المقابل بالحجج و«البراهين» نفسها.
وعلى الرغم من أن المعسكرين منقسمان بشدّة، إلا أنه سواء كنت تستحم في الصباح، أو في الليل، قد لا يكون لذلك تأثير كبير في صحتك، حيث اتفق الكثير من الأطباء والخبراء، بمختلف التخصصات، على أنه، بشكل عام، يمكنك الاستحمام وقتما تشاء.
يقول توماس روسو، دكتوراه في الطب، وأستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة بوفالو «لا يوجد أي مؤلفات علمية تقول إنك بحاجة إلى الاستحمام في الصباح أو في الليل».
وعلى الرغم من عدم وجود توصية شاملة، إلا أن الأطباء قالوا إن هناك بعض الأسباب التي قد تجعل شخصاً ما يرغب في اختيار وقت واحد، بدلاً من آخر للاستحمام، وفي النهاية يعتمد الأمر على الظروف، والتفضيلات الصحية للشخص.
إليكم ما قاله الخبراء عن الآثار الصحية للاستحمام في الصباح، والاستحمام في الليل، وكيفية اختيار ما هو مناسب لك:
فوائد الاستحمام في الصباح
في الأساس، عندما يكون أول شيء تفعله في الصباح هو الاستحمام، فإنك بذلك ستخلّص جسمك من كل ما علق به أثناء الليل.
فأثناء نومك، يمكن أن تتراكم البكتيريا، وخلايا الجلد، على ملاءاتك، أو جلدك. وإذا كنت من النوع الذي يتعرق أثناء النوم، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك في بشرتك أيضاً. لذلك، الاستحمام في الصباح يمكن أن يساعدك على التخلص من هذه المشكلة.
قد يساعدك الاستحمام أيضاً على أن تصبح أكثر يقظة في الصباح. يوضح دبليو كريستوفر وينتر، طبيب الأعصاب وطبيب طب النوم في مركز شارلوتسفيل لعلم الأعصاب وطب النوم، أن الجسم يعتمد على إشارات معينة للاستيقاظ، ويمكن أن يكون الاستحمام واحداً منها، مضيفاً «إذا حدث هذا كل يوم في الوقت نفسه، فيمكن أن يكون بمثابة علامة يومية للشعور بمزيد من اليقظة».
ويشير كذلك إلى أن هذا التأثير قد يكون واضحاً بشكل خاص، إذا قام الشخص بالاستحمام بماء بارد، فهذا يدفع الجسم إلى إطلاق الناقلات العصبية، مثل النوربينفرين والدوبامين، هرمون «الشعور بالسعادة»، فيوقظك.
وبغضّ النظر عن اليقظة والنظافة، قد يكون الاستحمام في الصباح هو الخيار الأكثر منطقية، أو ملاءمة، خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين يمارسون الرياضة بعد الاستيقاظ، فالهدف من الاستحمام هو إزالة الأوساخ من الجلد، لذا فإن أفضل وقت للاستحمام هو بعد التعرّض الأكبر للعرق، والأوساخ، والزيوت.. وبالنسبة إلى معظم الناس، يكون هذا بعد التمرين.
فوائد الاستحمام في الليل
يمكن أن يكون الاستحمام في الصباح صحياً بالنسبة إليك؛ ومع ذلك، هناك أيضاً الكثير من الإيجابيات المرتبطة بالاستحمام ليلاً.
على سبيل المثال، يؤدي الاستحمام قبل النوم إلى تنظيف البشرة بعد يوم من التعرض للأوساخ ومسبّبات الأمراض، وهذا سيسمح لك بالنوم من دون تلويث ملاءاتك. صحيح أن هذا لن يمنع بالضرورة المرض، ولكن إذا كنت أنت، أو أي شخص تعيش معه، تعاني ضعف المناعة، فقد ترغب في التخلص من أي جراثيم قد تكون التقطتها أثناء تواجدك في الخارج. وينطبق هذا أيضاً على أولئك الذين يعانون الحساسية الموسمية، فالاستحمام قبل النوم يمكن أن يضمن تخلّص الأشخاص من أي حبوب لقاح عالقة قد تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية الليلية.
سبب آخر للاستحمام قبل النوم.. أنه قد يكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون أمراضاً جلدية مثل الإكزيما. فالعوامل البيئية، مثل المهيّجات والتلوث، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم بعض الأمراض الجلدية. إذا كنت تتعرض لهذه الأشياء بشكل متكرر، فقد يكون الاستحمام ليلاً خطوة جيدة لإزالتها من بشرتك.
إضافة إلى ذلك، بالنسبة إلى الأشخاص ذوي البشرة الجافة، أو المعرضة للإكزيما، قد يكون روتين الترطيب الخاص بهم مملاً بعض الشيء، فيصبح الاستحمام ليلاً الأكثر ملاءمة.
ومن الأفضل للأشخاص الذين يعانون هذه الأمراض الجلدية استخدام غسول مائي أولاً، تليها طبقة رقيقة من مرطب زيتي مثل الفازلين، كما يوصي الأطباء، فهذا يحبس الرطوبة في بشرتك. لكن هذه الطبقات قد تبدو ثقيلة بعض الشيء في الصباح، أو قد تؤثر في ملابسك، ما يجعل الاستحمام ليلاً هو الخيار الأفضل.
أحد الأسباب الأخيرة التي قد تجعل الناس يرغبون في الاستحمام ليلاً هو تسهيل انتقالهم إلى النوم. فكما أشرنا آنفاً، الاستحمام في الصباح يمكن أن يكون إشارة إلى أن الوقت قد حان للاستيقاظ، لذلك فإن الاستحمام ليلاً قد يكون أيضاً بمثابة نصيحة مفيدة لجسمك في المساء بأن الوقت قد حان للاسترخاء، فرفع درجة حرارتك قبل النوم، والتبريد الذي يتبعه، يمكن أن يكون محفزاً طبيعياً للنوم، حيث إن الانخفاض السريع في درجة حرارة الجسم الذي يحدث في المساء هو محفّز للنوم.
الاستحمام صباحاً أو ليلاً.. اختر أحدهما وليس الإثنين
يبيّن أطباء الجلدية أنه على الرغم من وجود فوائد مرتبطة بالاستحمام، صباحاً وليلاً، إلا أن محاولة القيام بالأمرين معاً غير ضرورية، على الأرجح، أو قد تكون ضارة.
فالاستحمام المتكرر يمكن أن يترك البشرة والشعر جافّين، وخاليين من اللمعان. وإذا كان عليك الاستحمام مرتين في اليوم، ربما بسبب أنك تتعرق، أو كنت تمارس تمارين بعد الظهر، ففكر في استخدام زيت منظف، أو منظف مرطّب بدلاً من الصابون التقليدي. إذ إن استخدام الصابون مرتين في اليوم يمكن أن يجرد بشرتك من رطوبتها ويجففها.
وأخيراً، عندما يتعلق الأمر بتحديد جدول الاستحمام المثالي، ضع في الاعتبار روتين التمارين العادية، والأمراض الجلدية، أو الحساسية، وأي مخاوف تتعلق بالنوم. لكن بشكل عام، أفضل وقت للاستحمام هو الوقت المناسب لك.
مراجعة سريعة
يقول الخبراء إن الناس يمكنهم الاستحمام في الصباح، أو في الليل، حسب جدولهم وتفضيلاتهم.
تشمل فوائد الاستحمام الصباحي الشعور بمزيد من اليقظة في الصباح، والحصول على نظافة بعد التمرين، والتخلّص من أي عرق ليلي، أو تراكم لخلايا الجلد.
ومع ذلك، قد يكون الاستحمام ليلاً خياراً أفضل للأشخاص الذين يعانون أمراضاً جلدية، أو حساسية، ويمكن أن يساعد في إعداد الجسم للنوم.