15 نوفمبر 2021

زوجي يخونني .. كيف أتعامل معه؟

محررة متعاونة

محررة متعاونة

زوجي يخونني .. كيف أتعامل معه؟

من أكثر الأمور التي تشغل بال الزوجة هو مدى إخلاص زوجها لها، ليس فقط خوفاً من أن تتعرض لصدمة الخيانة ولكن أيضاً لتعرف وتتوقع ما تخبئه لها الأيام، ومن أجل التأكد من وفاء زوجها تبذل بعض النساء الغالي والنفيس للبحث والتنقيب وراء الزوج خاصة هؤلاء الذين يحيطون أنفسهم بهالة من الصمت والغموض.

هنا تكون الزوجة دائماً على أهبة الاستعداد وقرون الاستشعار لديها والحاسة السادسة يعملون طوال الوقت لتحليل وكشف كل تصرفات الزوج ووضع خطط بديلة للكشف عن أي تغيير قد يحدث له، فلم تعد رائحة العطر ووجود شعرات أنثوية على كتفي الزوج هي العلامات التي تعتمد عليها الزوجة خاصة أن الزوج قد يكون بارعاً في عدم ترك آثار خلفه.

طرحت «كل الأسرة» عدداً من التساؤلات على أساتذة الطب النفسي وتعديل السلوك وعلاج المشكلات الزوجية وسألتهم حول ألاعيب الأزواج: هل الزوجة تشعر بخيانة زوجها دون أن ترى بعينها؟ وكيف تتعامل مع الزوج الخائن؟

علامات إخلاص الزوج

via GIPHY

في البداية يؤكد الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي وخبير العلاقات الزوجية بالقاهرة، أن انتشار قصص الخيانة الزوجية أثرت في نفسية الكثير من الزوجات وخلقت لدى العديد منهن مخاوف كبيرة وأسئلة لا حصر لها كلها تتعلق بمدى إخلاص الأزواج وكيفية التأكد من ذلك ومعرفة ما إذا كانت هناك علامات معينة تؤكد مدى إخلاص الزوج.

ويقول «من أهم علامات إخلاص الزوج هو أن يكون يحب بيته وحياته الزوجية ويقدس علاقته بزوجته، ففي هذا الأمر شتان بين الزوجين المخلص والخائن، فالزوج الخائن لا يعي قيمة الزوجة ولا الحياة الزوجية حتى أطفاله، فقد تعميه الخيانة عن أهميتهم ومطالبهم، أما الزوج المخلص فلديه من الحكمة ما يجعله يدرك جيداً قيمة زوجته وقيمة الحياة الأسرية ويبذل قصارى جهده للحفاظ على الكيان الذي يجمعهم».

ويضيف «من أكثر الأمور التي تقلق الزوجة وتثير شكوكها ابتعاد الزوج عنها فجأة وبدون سبب واضح أو مشكلات سابقة بينهما، وهذا الأمر يحدث منه تلقائياً وبدون قصد لأنه لا يتعمد إثارة شكوكها لكنه عندما يقع فريسة لعلاقة جديدة تتحول مشاعره كافة للعلاقة الجديدة فيهمل زوجته ويبدأ في البعد النفسي عنها، ودائماً ما ألفت نظر السيدات لليقظة عندما يتحول اهتمام الزوج إلى إهمال وأحاديثه التي لا تتوقف إلى صمت، هنا يكون السبب أحياناً علاقة جديدة في حياة الزوج، لكن في المقابل فإن مواجهة الزوج دون دليل تصرف مرفوض وقد يكون الأمر غير صحيح لذا فالصمت ومراقبة الأمور كلها دون تدخل أمر جيد».

كيف تكتشفين «الخائن»؟

via GIPHY

أما الدكتورة نهلة عبد السلام، خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسري، فتحذر هي الأخرى الزوجات من إهمال بعض مظاهر تغير سلوك الزوج نتيجة دخوله في علاقة جديدة، وترى أن الزوجة ينبغي عليها ألا تشك في زوجها بدون داع لكنها يجب أن تكون متيقظة دائماً لكل تصرفاته حتى لا تقع ضحية الخيانة بعد فوات الأوان، «إذا لاحظت الزوجة على زوجها اهتماماً ملحوظاً وعلى غير العادي بمظهره ورغبة منه في إخفاء علامات الكبر عليه كارتداء الملابس الشبابية وصبغ شعره الأبيض والاهتمام برشاقته وهكذا، هنا ينبغي على الزوجة التعامل بحكمة حتى ولو وقع تحت يديها دليلاً على الخيانة فلا تندفع وتتهور دون أن تضع خطة كاملة للتعامل مع الأمر».

وتضيف «الأفضل ألا تبلغيه حتى تجلسي مع نفسك فترات كافية وتسألينها:

  • هل أنتِ على استعداد حقاً للمواجهة؟
  • ما الأسباب التي دفعت الزوج لذلك؟
  • ما الجديد الذي طرأ عليكما وحوله للبحث عن علاقة جديدة؟
  • هل حقاً تهتمين به أم أنك أصبحت تهملين شكلك ومظهرك ووزنك والعلاقة الحميمية؟
  • ومن المرأة الجديدة في حياة زوجك؟
  • والأهم من ذلك كله الإجابة على سؤال: هل أنتِ على استعداد للانفصال إذا ما اختار الحب الجديد؟

وترى استشارية العلاقات الزوجية أن الزوجة التي ترى نفسها بعد الإجابة على هذه التساؤلات مقصرة في حق زوجها ومسؤولة معه عن تحوله لعلاقة جديدة فعليها وقتها ألا تواجهه وتحاول أن تغير من نفسها وتستعيد زوجها وكأنها في حرب مع المرأة الجديدة تستخدم فيها كل أساليب الحب والرومانسية والاهتمام حتى يعود زوجها إليها، لأن المواجهة هنا لن تفيد وكونها عرفت بخيانته واستمرت معه سيكلفها هذا الأمر الكثير، فبعد ذلك من الممكن أن يكرر تجربة الخيانة وهو آمن رد فعلها فهي لن تثور ولن تهدم البيت وقد سبق أن رأى ذلك.

التعامل مع الزوج الخائن

via GIPHY

ومن جانبها تؤكد الدكتورة دينا هلالي، خبيرة العلاقات الأسرية والتنمية البشرية وتعديل السلوك بالقاهرة، إلى أن رد فعل النساء يختلف من واحدة لأخرى كرد فعل على الخيانة أو اكتشاف أن الزوج كاذب ويخفي أموراً مهمة عن زوجته، فبعض النساء قد يؤثرن طلب الطلاق على الاستمرار في الحياة مع زوج غير مخلص، وبعض الزوجات لا يلتفتن لذلك ما دام هؤلاء الأزواج يوفرون لهن حياة كريمة ومستقرة حيث تستمر الحياة بينهما على طريقة «صباح الخير يا جاري انت في حالك وأنا في حالي».

وتبين «الحب والإخلاص عنصران لا يتجزآن ومهمان جداً لتأسيس حياة سعيدة، كما أنهما أهم عوامل استقرار الحياة الزوجية، فالإخلاص يولد الحب ويرفع من قدر كلا الزوجين لدى الآخر وبالقدر نفسه إذا فقد هذا العنصر المهم، وهو الإخلاص، يكون الحب بلا معنى أو قيمة حقيقية».

وتنصح الاستشارية الأسرية الزوجين بعدم إهمال التواصل مع الشريك الآخر لأن ذلك هو الضمان الوحيد لاستمرار الإخلاص وعدم الوقوع في مغريات الخيانة والبحث عن بديل، فالزوجة الذكية لا تهمل التواصل مع زوجها لأي سبب من الأسباب حتى مع انشغالها بالبيت والأبناء أو حتى لو كانت تعمل وعليها مسؤوليات إضافية فالزوج يحب أن تتواصل معه زوجته حتى وهو في عمله ويعتبر ذلك من علامات الاهتمام المهمة. كما أن الزوجة الذكية تجتهد بكل الطرق لإسعاد زوجها ورسم البسمة على شفتيه فلا تدخر وسعاً ولا جهداً في إسعاد زوجها.

لكن الدكتورة دينا هلالي تنصح الزوجات بعدم التهور والاندفاع في حالة اكتشاف خيانة الزوج، عليها أن تقابل ألاعيب الرجل بدهاء ومكر الأنثى لأن بعض الرجال يمرون بأزمات منتصف العمر وتكون هذه الأمور مجرد فترة طارئة أو نزوة لا تتكرر، لذلك لا داعي لهدم الحياة الزوجية وتضييع عشرة السنين بسبب خطأ واحد.

اقرأ أيضًا: كيف تتجاوز مرحلة الانفصال؟

 

مقالات ذات صلة