28 سبتمبر 2022

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

محررة متعاونة

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

في حياتنا اليومية يتعرض كل من الزوجين إلى ضغوط ناتجة عن صعوبات العمل، والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك يتوجب علينا أن نتفاهم مع بعضنا البعض، للحفاظ على استمرارية نجاح الحياة الزوجية.

طرحت «كل الأسرة» على عدد من خبراء العلاقات الزوجية والعلاج الزواجي والأسري مجموعة من التساؤلات حول أهمية الاتفاق المسبق قبل الزواج بشأن الأمور الحياتية، ومدى تأثيره في استقرار الأسرة وديمومة سعادتها:

1- التفاهم المسبق حول الشؤون المادية

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

في البداية، تؤكد الدكتورة أشجان نبيل، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، أنه لا يخلو منزل من الخلافات الزوجية ولعل القاسم المشترك بين جميع الأسر هو الخلافات المادية، فلا يكاد بيت يخلو منها خاصة مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها الجميع. وترى أن التعرض للمشكلات المادية من الأمور التي لا فرار منها سواء بسبب سوء إدارة الميزانية أو للمشادات بينهما، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الانفصال ليس بسبب الماديات بقدر ضعف التواصل بين الطرفين.

وتقول «لذا دائماً ما أشجع المقبلين على الزواج على التفاهم المسبق حول الشؤون المادية للمنزل لتجنب الشجار عليه مستقبلاً، وحتى لا تتسبب هذه الأمور في خلق جو دائم من التوتر بينهما وعدم الاستقرار».

وتشير إلى ضرورة أن يتفق الزوجان منذ بداية العلاقة على وضع خطة مناسبة وميزانية لتغطية جميع احتياجات المنزل والمصروفات الشخصية لكل منهما، كما يجب تعديل تلك الميزانية بتغير الظروف كولادة طفل جديد أو دخول الأطفال للمدرسة أو زيادة النفقات الشهرية واحتياجات المنزل أو تغير الظروف الاقتصادية العامة وارتفاع الأسعار. وتقول للزوجات «احرصي على وضع بند أساسي في الميزانية للادخار المستقبلي، يساعد ذلك على تحمل الزوج تلك المسؤولية، في حالة الرغبة في شراء أي من الأمور غير الضرورية من أي من الطرفين، يجب إجراء مناقشة لاتخاذ القرار اللازم وتفادي حدوث أي خلاف».

وتلفت د. أشجان نبيل إلى أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق التي تقع في مجتمعاتنا العربية هذه الأيام تكون بسبب الخلافات المادية خاصة بين المتزوجين حديثاً، لأن الخلاف حول الراتب والإنفاق ومدى مسؤولية كل منهما عن ماليات الأسرة وأوجه الأنفاق تكون أول مطب حقيقي يقف عنده الزوجان في بداية حياتهما الأسرية. فكثير من الزوجات يتعرضن لضغوط كبيرة عليهن، فهن مطالبات بالعمل خارج وداخل المنزل، وفي المقابل بعض الأزواج أصبحوا يتنصلون من المسؤولية خوفاً من فشل الزواج فيما بعد وضياع مدخراتهم، فأصبح يوجد بينهم حالة من الريبة والحذر.

وترى أن حسم كل الأمور الخلافية بين الشاب والفتاة في مرحلة الخطبة بل وقبلها أيضاً يحميهم من الخلاف بعد إتمام الزواج حتى لا تصل الحال بهما للعنف أو الطلاق «لذا أنصح الطرفين الاتفاق المسبق حول كيفية الإنفاق على البيت، من سيتولى ميزانية البيت، ومن سيحدد حدود الإنفاق، وكم دخل الأسرة في البداية، وهل هناك ميزانية لسهرات خارج المنزل، وكم مرة في الشهر».

2- تحديد المسؤوليات وتوزيع المهام المنزلية والزوجية

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

يقول الدكتور حاتم زاهر، استشاري العلاج الزواجي والإرشاد الأسري بالقاهرة، «أكبر خطأ يقع فيه الزوجان أنهما لا يتحدثان بوضوح حول هذه المشاكل الزوجية، وينتظر كل طرف أن يقرأ الآخر أفكاره وما يدور في خلده، وهذا أمر يزيد من تعقيد المشاكل الزوجية، إذ عدم التحدث بوضوح وصراحة هو أمر غاية في السوء يزيد من المشاكل الزوجية ويجعلها تتفاقم ولا يقدم حلولاً لها، ولذلك من المهم عند الوقوع في أحد المشاكل الزوجية أن يبدأ الزوجان في التحدث بوضوح وصراحة شديدة حتى يتعرف كل طرف على ما يزعج الطرف الآخر ويتم تجنبه فيما بعد».

ويضيف «كما يجب التفاهم على المسؤوليات وتوزيع المهام المنزلية والزوجية كعنصر أساسي للتمتع بحياة زوجية هانئة وهادئة، حيث يجب على الزوجين أن يكونا على توافق تام حول أن الحياة الزوجية هي شراكة بينهما ولا تكتمل من دون التعاون بين بعضهما البعض، وهذا يساعد إلى حد كبير في تحقيق التفاهم المشترك بينهما لتفادي العديد من المشاكل التي يمكن أن تحصل نتيجة عدم التوافق والتشارك المسبقين. وكذلك من أهم الأمور التي يجب الاتفاق عليها مسبقاً هو الحرص على الحوار المستمر خاصة في الأمور الجدلية حتى لا يصل الأمر بينهما إلى الشجار والخلافات الكبيرة فالصراحة يجب أن تكون أسلوب حياتهما».

3- التدخلات مرفوضة

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

أما الدكتور نور أسامة، استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك، فيلفت هو الآخر إلى ضرورة الاتفاق المسبق بين الطرفين على عدد من الأمور من أهمها الاتفاق عند حدوث سفر للخارج تابع لعمل الزوج، هل ستسافر معه الزوجة إذا سافر طويلاً أو هاجر مثلاً؟ كما يجب الاتفاق أنه إذا دعت الضرورة إلى معيشة أم الزوج في البيت، هل الزوجة على استعداد وموافقة لهذا الوضع؟ وكذلك يجب الاتفاق على الزيارات إلى أهل الزوج وأهل الزوجة، هل هي كل أسبوع مثلاً؟.

وأهم الأمور التي يجب الاتفاق عليها الابتعاد عن إدخال طرف ثالث بينهما والتعامل فيما يتعلق بالأمور المعلقة بينهما على أنها شؤون خاصة للغاية ولا يجب أبداً اطلاع الآخرين عليها.

ويؤكد «إن تدخل طرف ثالث أو أطراف من الخارج يمكن أن يزيد من المشكلة ويعمق الشرخ لذا من المفضل الحفاظ على خصوصية العلاقة بين الزوجين بما في ذلك المشاكل والخلافات لأنها تخص الزوجين وحدهما دون سواهما. ويجب الاتفاق أنه عند حدوث اختلاف: من سيتدخل بينكما؟ اختارا شخصية ذات ثقة وحكمة لتكون معكما إذا حدثت مشاكل».

4- الاتفاق حول عمل الزوجة

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

وحول عمل المرأة واستمرارها في وظيفتها بعد الزواج، يرى الدكتور نور أسامة أنه من أكثر الأمور التي تحدث خلافات بين الزوجين «يجب الاتفاق حول عمل الزوجة، وإذا سمح لها الزوج بالعمل هل تساهم بمرتبها كله في المنزل أم جزء منه، ويجب تحديد هذا الجزء. وكل ما يخص هذا الأمر لابد أن يكون محل تشاور واتفاق بين الطرفين منذ بداية التعارف وليس حتى بعد إتمام الخطبة لأن هذا الأمر مصيري ومهم ويتعلق بمستقبل الزوجة والأسرة كلها، فبعض الزوجات يرفضن حتى مجرد التلميح بأنها ستبقى بالبيت إن لزم الأمر، لذلك لا ينبغي أن ينفرد الزوج بعد الزواج بقرار يلحق بزوجته ضرراً، والزوجة أيضاً لا ينبغي لها أن تصر على فعل شيء يلحق ضرراً بالزوج أو الأولاد، فالحوار والتفاهم هو سيد الموقف».

5- الإنجاب قرار ثنائي

5 أمور مهمة يجب حسمها قبل الزواج

وفي نفس السياق، تؤكد الدكتورة شيماء الخليلي، الاختصاصية النفسية والمتخصصة في العلاقات الأسرية بالقاهرة أنه يجب الاتفاق بين الزوج والزوجة هل سيؤجلان الإنجاب فترة من الزمن وكم هي هذه المدة (وهذا كله بمشيئة الله)، وإذا أعطانا الله الأولاد، هل سنستعمل وسائل تنظيم النسل وكم من الأولاد نريد بمشيئة الله.

وتقول «الإنجاب له طرفان يستحيل أن يتم دون وفاق تام، لكن أحياناً يختلف الزوجان على عدد الأطفال المرغوب فيهم ليملؤوا عليهما البيت، وقد يختلفان على موعد الإنجاب وعدد السنوات التي تفصل بين مرات الإنجاب، وقد يمتد الخلاف إلى مداه ويتطور حتى يصبح البيت على صفيح ساخن يهددها بالانهيار».

وتنبه د. شيماء الخليلي إلى أهمية أن يفتح الزوجان باب المناقشة قبل إتمام الزواج في كل أمور حياتهما، وأول وأهم هذه الأمور هو الإنجاب، فهذا الأمر لا يخص الزوج وحده أو الزوجة وحدها بل ينبغي أن يتناقش الطرفان في الأمر، ولا يجوز لطرف أن يتصلب برأيه فقط، فالحمل مسؤولية المرأة والإنفاق وتحمل مسؤولية المولود على الأب، لذا فمن المرفوض تماماً أن يستأثر أحد الطرفين بهذا القرار.

وتستطرد «من الضروري أن يتفق الزوج والزوجة على وضع خطة بالتراضي بينهما لعملية الإنجاب وأن يكون القرار بينهما ثنائياً، وينبغي أن يكون هذا القرار نابعاً منهما وليس وليد الضغوط المجتمعية التي يتعرض لها الزوجان في بداية الزواج، وكذلك يجب الاتفاق بين الزوج والزوجة على من سيعتني بالأولاد، هل أم الزوجة أم الحضانات الخارجية أم تستقيل الزوجة من عملها لرعاية الأولاد ويستحسن أن نكتب هذا الاتفاق ويوافق عليه الطرفان».

أما فيما يتعلق بتربية الأبناء، فيجب أن يتجنب الزوج والزوجة النزاع وعدم الاتفاق والشجار على كل صغيرة وكبيرة تخص الطفل، والاتفاق المسبق على ردود الأفعال تجاه تصرفات الطفل يقي الزوجين من الدخول في نزاعات تنعكس سلبياً على الطفل وعلى الأبوين.