13 أبريل 2023

ضجة واسعة أحدثها المسلسل.. هذه العلامات تدل على أنك تواجه "الهرشة السابعة"

محررة متعاونة

ضجة واسعة أحدثها المسلسل.. هذه العلامات تدل على أنك تواجه

أثار مسلسل «الهرشة السابعة»، الذى عرض خلال شهر رمضان وتناول أسباب «الهرشة» التي تحدث لأحد الزوجين أو كلاهما قرب السنة السابعة، ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أكد الكثيرون أنهم فعلاً تعرضوا لهذه التجربة وذكروا أسباباً مختلفة لـ«الهرشة السابعة».

ضجة واسعة أحدثها المسلسل.. هذه العلامات تدل على أنك تواجه

خبراء العلاقات الزوجية والأسرية يؤكدون دائماً أن الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة منذ اليوم الأول ويبقى الزوجان في حالات من الشد والجذب لا تنتهي، ويدفعهما الحب في كل مرة للحفاظ على الود بعد الخلاف. لكن تبقى السنة السابعة هي السنة الفاصلة والتي تحدد ما إذا كان الطرفان متوافقان أم لا؟

سألت «كل الأسرة» الخبراء حول حقيقة ما تناولته أحداث المسلسل فيما يتعلق بحدوث «هرشة» في السنة السابعة من الزواج، وما هي أسباب «الهرشة» التي تحدث بعد مرور هذه السنوات على الزواج، ولماذا تعتبر السنة السابعة في الزواج هي الأصعب:

ضجة واسعة أحدثها المسلسل.. هذه العلامات تدل على أنك تواجه

حقيقة وجود "الهرشة" وأهم الأسباب

في البداية يؤكد الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية والمتخصص في الشؤون الأسرية في مصر، أهمية تناول قضايا الزواج وأسباب فشل العلاقات الزوجية في مسلسلات وحلقات درامية تهدف إلى توعية الأسر والشباب بمثل هذه القضايا وكيفية التعامل مع هذه الأزمات، خاصة بعد أن أصبح الخوف من الزواج والارتباط فكرة يتداولها الكثير من الشباب ويؤمنون بها.

وفيما يتعلق بحقيقة وجود «هرشة» في السنة السابعة تعرض الزوجين لأزمات متتالية قد تنتهي بالطلاق، يوضح د. أحمد هارون عدة نقاط:

  • أولاً: هرشة السنة السابعة هي مرحلة حرجة يمر بها الزوجان ما بين العامين الخامس والتاسع من الزواج، وفيها تتفاقم الأزمات بين الزوجين وتحديداً في العام السابع.
  • ثانياً: تبدأ الأزمة حينما تشعر المرأة بأنها استهلكت في تربية الأطفال والعناية بالمنزل وغيرها من الأمور الروتينية وينتابها شعور بأنها غير مقدرة على الرغم مما تقدمه للأسرة.
  • ثالثاً: الزوج أيضاً في المقابل يجد نفسه «مربوط في ساقية» ليل نهار لتوفير متطلبات الأسرة المادية ولا يفيق أبداً من الالتزامات فيبدأ يقف مع نفسه ويعيد حساباته ويطرح أسئلة قد تكون في بعض الأحيان غير منطقية مثل: هل هذه الحياة التي كنت أتمناها؟ وهل تستحق الزوجة والأبناء كل ما أبذله من أجلهم؟
  • رابعاً: هناك حالة من الملل الزوجي تهاجم الزوجين معاً بسبب المسؤوليات والالتزامات والحياة الروتينية التي يعيشونها والتي تؤدي غالباً إلى تفاقم «أزمة هرشة السنة السابعة».

إشارات تحذيرية لقرب ظهور أعراض "الهرشة"

وتتفق معه الدكتورة رشا عطية، استشاري العلاقات الزوجية وتعديل السلوك والتحليل النفسي بالقاهرة، في أن بعض النظريات النفسية تشير إلى أن الإنسان يميل إلى تجديد أسلوب حياته وعلاقاته كل سبع سنوات، ينضج ويتغير قناعاته ويستيقظ ذات صباح وهو راغب في مغادرة منزله وأفراد أسرته إلى أرض جديدة لا يعرفه فيها أحداً.

وتقول «وفقاً لآخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، فإن الفئة العمرية ما بين 25 و30 لدى النساء وما بين 30 و35 سنة لدى الرجال هي الأعلى في معدلات الطلاق والتي تتزامن مع السنة الخامسة إلى السابعة من عمر الزواج».

وتضيف "وعلى هذا المنوال فمن المتوقع أن يواجه أحد طرفي العلاقة الزوجية أو كليهما حالة من الملل بعد السنة السابعة من العيش تحت سقف واحد حتى لو تم الارتباط بعد حب، وهناك من يختصرها في ثلاث سنوات، لأنهم يكتشفون أنهما لا يستطيعان فهم بعضهما بعضاً، بعدها يبرد الولع ويتبدد الشغف وتموت الرغبة وتسقط السعادة بسبب مشاكل الملل والاعتياد وبالتالي يصلون للطلاق وإنهاء العلاقة".

ضجة واسعة أحدثها المسلسل.. هذه العلامات تدل على أنك تواجه

وحول العلامات التي تظهر على الرجل عندما يكون مقبلاً على هرشة السنة السابعة، توضح الدكتورة رشا عطية:

  • يزداد تفكير الزوج في أنه يعاني الفراغ العاطفي ويتهم الزوجة بالتقصير في حقوقه ويهددها بالزواج عليها أو الانفصال عنها إذا ما استمرت على هذا الحال.
  • تنتابه بعض التصرفات الصبيانية ويظهر عادة في تجديد شكله العام وملابسه والمبالغة في التألق والاهتمام بالنفس والمظهر.
  • ربما يبدأ في إقامة علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وقد تتفاقم الأزمة في حالة وجود خلل في العلاقة الزوجية وعندما يشعر الرجل بأنه لم يحقق ما يتمناه.

ضجة واسعة أحدثها المسلسل.. هذه العلامات تدل على أنك تواجه

كيف يقع الزوجان في مصيدة «الهرشة السابعة»؟

أما الدكتورة نورهان شطا، مدربة التنمية البشرية والمتخصصة في الإرشاد الأسري وعلاج المشكلات الزواجية في مصر، فتلفت إلى أن هرشة السنة السابعة انتشرت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية والسبب في ذلك التغيرات التي تسببت فيها وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا في حال الأسرة والدور الكبير الذي تلعبه في إفساد العلاقة بين الزوجين، ففي الوقت الذي يكون فيه الزوجان قد بدآ في إيجاد صيغة مشتركة للتعامل الأمثل مع بعضهما بعضاً وبدآ فيه التحلي بالصبر والتحمل وقت الخلافات، نجد هناك حملات للخراب والتمرد على العلاقات المستقرة. وتحذر الاستشارية الأسرية الزوجين من بعض الأمور التي تؤدي لوقوعهم في مصيدة هرشة السنة السابعة.

  1.  الإهمال العاطفي، وهو الفخ الذي يقع فيه كثير من الأزواج والزوجات دون أن يشعروا أو يقصدوا، لكنه يحدث بشكل تدريجي بدءاً من السنة الثالثة ويتسبب في بعض الأحيان بانتهاء العلاقة الزوجية بينهما، لأن مشاعر الحب تختفي ويحل بدلاً منها مشاعر الإحباط.
  2. استسلام الزوجين للضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يتعرضان لها بمرور الوقت والتي تجعل حياة الزوجين صعبة تكون سبباً مباشراً في الهروب من فخ الزواج كلية بعد أن أصبحت العلاقة الزوجية عبئاً إضافياً، فالزوجة انصرفت لأعبائها الأسرية والزوج انشغل بعمله ومسؤولياته لتوفير متطلبات الأسرة ومساحة الاهتمام بينهما أصبحت تقل بالتدريج إلى أن تتلاشى تماماً.
  3. الصمت الزوجي وتوقف الحوار بين الزوجين أبرز أسباب الهرشة، فبعد أن كان أحد الطرفين يشكو ويتألم ويثور، تجدهما يبدآن في التوقف عن الحوار والشكوى ويصمتان بحجة أن الحديث والشكوى لا يفيدان.
  4. إحساس بالوحدة يتسرب للزوجين تدريجياً بدءاً من السنة الخامسة بسبب انشغال كلا الزوجين بتفاصيل حياته اليومية بعيداً عن الآخر، وعلى الرغم من هذه الانشغالات والمسؤوليات يشعران بالوحدة، ما يدفع البعض للخيانة خاصة العاطفية.
  5. إهمال الزوجة لمظهرها بعد الزواج خاصة بعد مرور سنوات، وعدم اهتمامها بوزنها وشكلها ومظهرها خاصة داخل المنزل، وهي من أكثر الأمور التي تتسبب بالبرود الجنسي والتباعد العاطفي بين الزوجين.
  6. بعد محاولات كل طرف من طرفي العلاقة في تشكيل سلوك الطرف الآخر لما يحبه ويرضاه، يتوقف الطرفان عن المحاولات ويجدان أنه لا سبيل أمامهما سوى الفرار من هذه العلاقة

نصائح نفسية لتجاوز "الهرشة السابعة"

من جانبه يؤيد الدكتور حسام الوسيمي، خبير علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، حدوث ما يسمى بـ«هرشة السنة السابعة»، لافتاً إلى أنه في السنوات الأولى من الزواج يكون الزوجان أكثر ميلاً إلى التسامح والمغفرة لأن وجود الحب يعوض جميع أوجه القصور أو الفشل في بداية الحياة، لكن مع مرور الوقت يصبح الأزواج أقل صبراً ولا يتقبلون أن يسامحوا بعضهم بعضاً، والأمور التي كانوا يفوتونها قديماً لم تعد كذلك الآن؛ بل تتسبب باستياء شديد وتتحول الحياة إلى صراعات ومشاكل لا تنتهي

ويقدم د. الوسيمي بعض النصائح للزوجين ليتمكنا من خلالها تجاوز «هرشة السنة السابعة» دون خسائر:

  • التوقف عن النقد المستمر الذي يشعر الطرف الآخر بأنه لا يحصل على التقدير الكافي.
  • إظهار التسامح والتغاضي بين الطرفين عن بعض الهفوات حتى تسير الحياة بشكل أفضل.
  • ضبط النفس وتحكيم العقل وقت الخلافات والانتباه لكل كلمة تقال حتى لا تتسبب بجرح غائر لا يندمل.
  • محاسبة النفس أولاً بأول والتوقف عن العناد الذي يعتبر أكبر معول لهدم الحياة الأسرية.
  • الحرص على العلاقة الحميمية لما لها من دور كبير في التقريب بين الزوجين وعدم استخدام أسلوب الهجر كأداة للعقاب وتأديب الطرف الآخر.
  • عدم الاستسلام للفجوة التي تحدث بين الزوجين تدريجياً بسبب عدم الرغبة في التواصل مع الطرف الآخر، وسعة سدها بالتقرب منه ومناقشة أسباب البعد والفتور.
  • السعي لتجديد الحياة الزوجية بالسفر وقضاء وقت ممتع معاً.
  • الزوجة تحتاج في كل سنوات عمرها وسنين زواجها إلى التدليل وإغراقها بكلمات الحب والغزل، لذلك من أكبر الأخطاء التي يرتكبها بعض الأزواج التوقف عن الغزل والتدليل بمرور الزمن، لأن ذلك يجعل بطارية الحب تفرغ.