مريم رعد على غلاف مجلة كل الأسرة
رغم أن الفنانة العراقية مريم رعد تحمل شهادة علمية. فهي مهندسة كهرباء، لكن طموحاتها في الفن تُلامس السماء، حيث لم تيأس من المحاولات الحثيثة لدخول عالم الفن من بوابة برامج الهواة، فانطلقت بمفردها، واجتهدت لتحفر لها مكاناً يليق بموهبتها وصوتها العراقي الدافئ.
التقتها «هدى الأسير» في لبنان، حيث حضرت لتصوير أغنيتين مع المخرجة رندلى قديح، فبدأت حديثها معها بالسؤال عنهما فقالت «أنا هنا لتصوير أغنيتين مع المخرجة رندلى قديح، الأولى عراقية بعنوان «أشك بها الجمال»، والثانية لبنانية في تجربة جديدة عليّ، فهذه هي المرّة الأولى التي أُقدّم فيها عملاً لبنانياً في انطلاقتي العربية».
كما كشفت لنا عن بعض تفاصيل الأغنية الثانية «هي من النوع الرومانسي، حملت عنوان «مشتاقلك»، من كلمات أحمد عصام وألحان مُهنّد الأيوبي، وهي لامست وجداني حالما سمعتها، وشعرت بها تنبع من داخلي حين غنيتها، لذلك أعتقد وأتمنى أن تصل إلى الناس بدون استئذان، لأنها تُحاكي الرومانسية المفقودة هذه الأيام».
شاءت الصدفة أن أجد العمل اللبناني في البداية
تمّ تسجيل الأغنية بين بيروت، سوريا والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث اختارت مريم رعد أن تكون أول أعمالها العربية لبنانية وليس مصرية، وهذا أمر ربما يثير التساؤل خاصة أن الكثير من الفنانين يعتمدون على الجمهور المصري في الانتشار العربي، تشرح لنا السبب «أنا أبحث عن عمل أشعر به لأكون صادقة في إيصاله إلى الجمهور، وليس العمل من أجل العمل والانتشار، وأنا لن أقف عند أغنية لبنانية وأخرى مصرية، لأن طموحي أن أغني المغربي، الخليجي، التونسي وكل اللهجات العربية، المهم أن أجد العمل المناسب، وشاءت الصدفة أن أجد العمل اللبناني في البداية».
يرى البعض أنها تأخرت في البحث عن الانتشار العربي، ولكنها ترد «أنا أؤمن بأن لكل شيء أوانه.. لا بُدّ للفنان أن يُركز اسمه في بلده أولاً، ثمّ ينطلق باتجاه الانتشار خارجه، وأنا لم أستعجل خطواتي الفنية التي بدأتها في العام 2018، علما بأني كنت أغني منذ صغري، ولكن لم يكن ببالي الدخول في مجال الفن، وفضّلت استكمال دراستي في مجال الهندسة الكهربائية، وحين أنهيتها، قررت الانطلاق في مجال الغناء».
المثير أن مريم أصرت على متابعة دراستها في مجال الهندسة رغم ولعها بالغناء، وتبين أن ذلك كان مخطط له من قبلها «في الحياة يجب أن نحسب حساب كل شيء، والفن غدّار في مكان ما، لذلك كان يجب أن أتسلح بشهادة، إذ لا بُد وأن يكون لي مورد مالي أعتمد عليه لأصرف على فني».
تؤكد أنها انطلقت من برامج الهواة ولكنها لم تستمر «لم أكن بعيدة عن هذه البرامج بالمطلق، فقد شاركت في برنامج ذي فويس في العام 2014، وتم قبولي في المراحل الأولى، ولكن لم يتسن لي الاستمرار حتى النهائيات، كذلك شاركت في برنامج عراق آيدل في العام 2020، وحصل معي نفس الشيء الذي حصل في ذي فويس، ولأني كنت مُصرة على إكمال الطريق، تابعت المسير وحدي».
رغم مسيرتها لوحدها، تعترف أن تجربتها في برامج الهواة كانت جميلة ومفيدة «لا أنكر أني استفدت منها كثيراً، وهي حفّزتني كثيراً للاستمرار والعمل على نفسي أكثر». وتروي لنا الصعوبات التي واجهتها في هذه البرامج التي لم تصل بها للنهائيات «لا أعرف علام تُبنى اختياراتهم في هذه البرامج، رغم الإشادة بموهبتي دائماً، ولكني مؤمنة بأن المشاركة مبنية على مسابقة، لا بُدّ وأن يكون الفائز فيها واحداً، وقد أثبتت التجارب في الغالب بأن الاستمرار والنجاح بعد البرامج أهم من الفوز الآني فيها».
وعند سؤالها عن مدى وجود وساطات في مثل هذه البرامج ، أجابت «لا أعرف ماذا يدور في الكواليس، وإذا كانت الوساطات موجودة فلن تظهر أمامنا، ولا أُنكر بأن الأصوات كانت جميلة جداً، ولكن الأصوات النسائية كانت قليلة نسبة للشباب، وأنا لم أتوقع خروجي من البرنامج بهذه السرعة».
وتعبر عن ثقة كبيرة بامكانياتها «لا أدّعي الموهبة الخارقة، ولكن بكل تواضع وثقة بالنفس أنا أعرف قدراتي وإمكاناتي».
انطلاقتي العملية كانت في أمريكا من خلال حفلات فرقة «صالون الفن»
تعود مريم فيها الحوار إلى بداياتها لتفصح لنا عمن دعمها وساعدها في انطلاقتها «انطلاقتي العملية كانت في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الحفلات والأمسيات الطربية مع فرقة «صالون الفن» التي تضم 25 شخصاً بين عازف ومغنٍ ما شجعني لتقديم أعمال خاصة، وقد ساعدتني الفرقة في تعلّم الوقوف على المسرح أمام جمهور كبير، وكذلك في التقنيات الموسيقية، وهنا لا بُد من ذكر المايسترو رائد الهندي الموزع الموسيقي الذي يرافقني في كل أعمالي».
وتقول عن برنامج «ذي فويس» ، «لا شك بأني استفدت منه كثيراً، وكذلك من عراق ايدل، خصوصاً وأنه لم يكن لديّ خبرة الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور، والتناغم مع الفرقة الموسيقية».
نعيش عصر الأغنية المنفردة والجمهور ملّ من الألبومات
في رصيدها الغنائي اليوم 10 أغنيات، ولكن طموحاتها الفنية أكبر من ذلك «آخر أغنية أطلقتها مؤخراً بعنوان «ولا عبالك»، ولا يزال في جعبتي الكثير من الأغنيات المختلفة عن التي قدّمتها سابقاً وسـأطلقها تباعاً».
ولكن تؤكد أنها لا تفكر بطرح ألبوم، والسبب «نعيش اليوم عصر الأغنية المنفردة، فقد ملّ الجمهور من الألبومات».
تشير إلى أن موجة «كورونا» لم تؤثر فيها سلبا ولا عطلت كثيرا أعمالها «بالعكس، كانت فرصة بالنسبة لي للبحث عن أغنيات جديدة، وكان لديّ متسع من الوقت لتسجيلها، لأني بحكم عملي كنت ملتزمة بدوام مكتبي ألغته الجائحة، فتفرغت للفن بشكل أكبر».
وأخيراً.. تقول مريم رعد أنها تفضل أن تركز على الغناء ولا ترغب الدخول في مجال آخر «لا أُفضل تشتيت نفسي، أقلّه في الوقت الحاضر».
* نشر الحوار كاملاً في (العدد 1522) بتاريخ 13 ديسمبر 2022