مستمرة في "ولاية بطيخ".. العراقية رهام البياتي: دخلت أولى مشاهد التصوير وأنا أرتجف
رهام البياتي، ممثلة عراقية استطاعت في وقت قصير أن تأخذ مساحة كبيرة على الساحة التمثيلية العراقية، وأن تحجز مكانة لدى المشاهد العربي بأدائها المميز والمؤثر، وظهرت موهبة تستحق الثناء وأمكنها أن تجمع بين الدراما والكوميديا بأعمال مهمة. بعيد تخرجها من معهد الفنون الجميلة، قسم الإخراج، بدأت تستقبل الفرص العملية، أولها ضمن البرنامج العراقي الكوميدي الشهير «ولاية بطيخ» الذي كانت نجمته لأكثر منذ ٥ سنوات حتى الآن، حيث حقق لها انتشاراً كبيراً كونها الممثلة الأولى التي تدخل هذا النوع من البرامج التي عالجت عدة مواضيع اجتماعية بطريقة كوميدية هزلية فكاهية وواقعية.
واستطاعت البياتي أيضاً أن تشارك في العديد من المسرحيات والمسلسلات العراقية والمشتركة وأبدعت فيها كلها، منها المسلسل العراقي السوري المشترك «ليلة السقوط»، المسلسل العراقي «الماس مكسور» الذي عرض على mbc iraq، المسلسل العراقي «طيبة»، المسلسل العراقي «بنج عام»، وغيرها الكثير، بطريقة قدمت فيها أدواراً متنوعة بين شريرة، طيبة، داعمة نسائية، وغيره. كما كان لها إطلالات عديدة في بعض البرامج، حيث حلت ضيفة مع الإعلامي المعروف مصطفى اغا في برنامج «صدى الملاعب». كل هذا أسهم في شهرتها الواسعة لا سيما أنها حصدت قاعدة جماهيرية كبيرة ليتخطى حسابها على إنستغرام مليوني متابع..
في رحلتها الأخيرة إلى لبنان كان لنا معها هذا الحوار:
مشهد من «ولاية بطيخ»
بدأت العمل التمثيلي من خلال مسلسل كوميدي اجتماعي ساخر حقق لك الانتشار والنجومية، فهل أنت بطبعك مرحة؟
صحيح أني مرحة بطبعي، لكن ما جذبني إلى هذا العمل معالجته قضايا اجتماعية، استطعت من خلالها تمرير رسائل معينة، فأصبت من خلال نجاحه الكبير عصفورين بحجر واحد.
هل تجدين أن الكوميديا السوداء توصل الرسائل بشكل أسرع؟
بالتأكيد، لأن الجمهور، وتحديداً العراقي، يقبل على مشاهدة هذا النوع هرباً من واقع صعب يعيشه، من هنا كانت أهمية تمرير الرسائل من خلالها.
شهادة الدبلوم التي أحملها من معهد الفنون سهلت علي الكثير من الأمور
الكوميديا أصعب أنواع التمثيل، وأنت بدأت بهذا النوع، فما هي الصعوبات التي واجهتها؟
إضافة إلى صعوبة هذا النوع، كانت هناك صعوبات من نوع آخر وهي الوقوف أمام نجوم كبار في التمثيل، وأمام كاميرا مخرج مخضرم، لكن شهادة الدبلوم التي أحملها من معهد الفنون سهلت علي الكثير من الأمور، إضافة إلى العمل مع مخرج ماهر عرف كيف يوظف موهبتي، الأمر الذي ولد بيننا كيمياء جميلة وتفاهم، فانعكس نجاحاً في العمل.
كنت محظوظة في العمل مع أشخاص محترفين في بداياتك؟
بالتأكيد، وكنت محظوظة أيضاً بالعمل مع نجوم هدفهم من الفن إيصال رسائل سامية وليس التمثيل من أجل العمل والشهرة فقط، ولذلك استمر نجاح المسلسل ثمانية مواسم، في الوقت الذي نستعد فيه لموسم تاسع.
البعض يرى في كثرة المواسم إضعافاً للأعمال التلفزيونية؟
هذا صحيح إذا لم يكن فيها تجديد وإبداع وإذا كان فيها تكرار، وفي «ولاية البطيخ» مررنا بمواسم مختلفة صعوداً ونزولاً، وفي كل مرة حاولنا إدخال نفس جديد، سواء في الأفكار أو الممثلين أو أسلوب العمل.
في مسلسل «باب الحارة» السوري تم إدخال عناصر جديدة، ومع ذلك فشل؟
هذا صحيح، وأنا واحدة من الناس ممن ملوا متابعته، لكن في «ولاية البطيخ» كان الموضوع مختلفاً، ربما لأنه برنامج كوميدي تعلق به الجمهور، وأصبح يطالبنا دائماً بمواسم جديدة من خلال التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان استمرارنا في تقديم مواسم جديدة بناء على طلب الجمهور.. في «ولاية البطيخ» نقدم اسكتشات كوميدية اجتماعية مختصرة من يومياتنا، لا نكررها، لأن المواضيع الاجتماعية لا تنتهي.
الممثل الذي اشتهر بالأعمال الكوميدية هل يتقبله الجمهور في التراجيديا؟
من الناس من يحب أن يرى الممثل في الكوميديا، ومنهم من يحبه في الدراما، لكن أنا كممثلة أحب أن يؤدي الممثل كل الأنواع، وهنا تكمن «الشطارة».
الممثل الكوميدي مضطر دائماً أن يكون مبتسماً حتى لو لم يكن في أحلى حالاته؟
هذا صحيح، فأحياناً يكون مزاجي سيئاً في وقت التقي فيه بمعجبين يطلبون التقاط الصور معي، وأنا لا أحب أن «أكسف» أحداً، والأكثر، غالباً ما يطلبون مني الابتسام، فأفعل على الرغم من حالتي النفسية محاولة أن لا يبدر مني أي ردة فعل سيئة.
وصلت إلى مرحلة ندمت فيها على اختيارك التمثيل كمهنة؟
أبداً، لأنه لكل مهنة صعوبات يمكن أن تواجهنا فيها، والتمثيل مثله مثل أي مجال آخر فيه الحلو وفيه المر.
ولكن أخطاءه تحت الضوء؟
هذا صحيح، ولذلك على الفنان التركيز على عمله ونجاحه تجنباً لأي مشاكل.
اخترت فرع الإخراج المسرحي، وفي السنة الجامعية الأولى وقفت على المسرح مجبرة
أنت دخلت مجال التمثيل عن سابق تصور وتصميم، ومن خلال معهد الفنون...
على الرغم من أني لا أحب التمثيل وأكره فكرة الشهرة... لذلك اخترت فرع الإخراج المسرحي، وفي السنة الجامعية الأولى وقفت على المسرح مجبرة لأداء العروض التمثيلية، وفي السنة الثانية كذلك مثلت، وتوالت التدريبات وتنمت موهبتي إلى أن قدمت أطروحتي في السنة الخامسة، بعدها جاء ترشيحي لبرنامج «ولاية البطيخ»، وأنا كنت سعيدة به لأن البرنامج ذائع الصيت والنجاح، وتم قبولي بكل يسر، فدخلت أولى مشاهد التصوير وأنا أرتجف، وحملت مشاركتي نجاحاً كبيراً في الجزء الرابع بعد ركود في الجزء الثالث، بشهادة المخرج الذي كان يذكر اسمي دائماً في نجاح هذا الموسم، إضافة إلى شهادات إيجابية كثيرة شجعتني على المضي قدماً في مجال التمثيل.
دراستك الإخراج سهلت عليك عملك في التمثيل؟
بالتأكيد، أساساً دخولي معهد الفنون غيرني كثيراً، فأنا دخلته إنسانة ضعيفة جداً، خجولة، أي كلمة تؤثر بها وتحبطها، لدرجة كان البعض يظنني «هبلة»، هو بنى شخصيتي وغير تفكيري وجعلني أكثر انفتاحاً وقدرة على الحوار.
بدأت تحبين الشهرة؟
إلى حد ما، نتيجة حب الناس لي، لكنها لم تكن مجانية في حياتي لأني تخليت عن أمور كثيرة لأجلها، تخليت عن عفويتي أنا التي كنت أضحك بصوت عالٍ فأضحك الجميع من حولي، لم أعد أخرج إلى أي مكان ولا أختلط كثيراً... فأنا لا أخرج إلا إلى العمل أو «الجيم».
هكذا ستذبل زهرة شبابك!
ما باليد حيلة، لكل عمل ضريبة، وهذه ضريبتها ، إضافة إلى شخصيتي التي يحكمها العقل الذي يقيدني إلى حد كبير.
تصعبين الأمور على نفسك؟
نحن نعيش في مجتمع محافظ جداً، يختلف عن المجتمع اللبناني، وإذا بدر مني أي خطأ ولو بغير قصد يحسب علي، خصوصا بوجود الـ «سوشيال ميديا»، علماً بأن هناك زميلات لي يعشن حياتهن، لكني شخصياً أتوجس حتى من عفويتي التي نسيتها.
شاركت في عمل عربي مشترك، هل يمكن أن تكرري التجربة؟
لي الشرف، ومشاركتي في «ليلة السقوط» أفادتني كثيراً بوجود نجوم ونجمات كبار من العالم العربي، أمثال طارق لطفي، صبا مبارك، كيندا حنا وغيرهم، على الرغم من أن المسلسل ظلم ولم يأخذ الصدى المطلوب، لأنه كان من المفروض أن يعرض على شاشة أم بي سي، لكن حصلت بعض المشاكل التي أوقفت عرضه عليها، ولا أخفي أن هناك تجربة ثانية من هذا النوع لا أفضل الحديث عن تفاصيلها الآن حتى تكتمل.
بلهجتك العراقية؟
أنا قادرة على أداء كل اللهجات العربية، خصوصاً المصرية التي تربينا عليها، كذلك السورية واللبنانية نظراً لصداقاتي الكثيرة في البلدين.
ما هو العمل الذي تتمنين أداءه اليوم؟
في السيرة الذاتية أحب أن أقدم حياة ممثلة شهيرة، لا فرق بين اسم وآخر.
وأمام من تتمنين الوقوف؟
أحب الوقوف أمام منى زكي، غادة عبد الرازق، نادين نجيم، ماغي أبو غصن وديمة قندلفت، أما من الرجال فأحب الوقوف أمام عابد فهد، ظافر عابدين وأحمد حلمي.
متى يمكن أن تعودي إلى ما وراء الكاميرا؟
عندما يحين الوقت ويأتي العمل المناسب.