رحلة العودة إلى الماضي بعبقه وروحه وجميع تفاصيله هي تلك التي يعيشها زوار فندق نزل الرياحين في تجربة تمزج بين الأصالة بالمعاصرة، ليطلوا من خلالها على ذاكرة المكان فيروي لهم تأريخ وتراث المنطقة وحكاية تطورها مع الزمن.
يعد النزل الواقع في مدينة خورفكان أحد مشاريع المناطق التراثية التي أمر بأحيائها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
يتكون النزل المندرج تحت مظلة "معهد الشارقة للتراث" من عدة منازل تراثية وفقاً لأحمد محمد الدح، مدير إدارة المشاريع والممتلكات التراثية في معهد الشارقة للتراث، الذي يقول "تم تصميم النزل لـ 19 منزلاً "بيت" و 54 غرفة 32 منها غرف فندقية والمتبقي من العدد غرف خاصة بالخدمات".
ويواصل "يضم كل منزل، إضافة إلى غرف النوم، غرفة جلوس، وليوان "فناء يتوسط المنزل تحيط به الغرف من الجوانب مفتوح من الأعلى" تمت زراعتها بالنخيل والريحان، ومطبخ وملحقات أخرى لتلبي احتياجات ورغبات الضيوف"، ويكشف "تمت تسمية النزل بهذا الاسم لاشتهار هذه المنطقة بزراعة نبات الريحان، حيث كانت تعرف باسم فريج الريحان".
تصميم يحاكي البيوت والفرجان القديمة
في النزل يمكن للزوار عيش تجربة حياة الآباء والأجداد بعد أن تم ترميمها بمساحات وتلبي احتياجات الزوار بطريقة تحافظ على روح البيوت القديمة، حيث تم تصميمها وفق الأساسيات المتبعة في هيكلة الحي الإماراتي القديم، المكون في العادة من بيوت شعبية متقاربة تسمى بـ"الفريج" تفصل بينها ممرات ضيقة يطلق عليها محلياً "السكيك" وتأثيثها بما يتناسب مع حاجة الزوار مع المحافظة على الفكرة التي أقيم لأجلها.
وجبات وأطباق شعبية
تم ترميم منزل "المشتغل"، أكبر منزل في الحي، ليصبح منطقة استقبال للضيوف وبعض الخدمات الخاصة بالنزل ومكاتب الإدارة ومطعم تراثي يقدم مأكولات وأطباق من البيئة المحلية الإماراتية ترسخ تقاليد الآباء والأجداد في إعداد الأكلات الشعبية من بلاليط ورقاق وخمير، في الإفطار الذي يتيح النزل تقديمه في المنازل دون أي مبالغ مالية إضافية، أما في وجبة الغذاء يقدم الجبيس والبرياني والهريس والثريد، إضافة إلى بوفيه كبير من الأطباق المختلفة الشرقية والغربية.
موقع سياحي استراتيجي
تتوفر في النزل حديقة زرعت بأشجار النخيل والريحان، فيما يطل الباب الجانبي على سوق الشرق والوادي، حيث يمكن للضيوف التعرف عن كثب إلى الكثير مما كانت تزخر به الأسواق الإماراتية من بضائع كانت ترسو بها السفن القادمة من الهند.
يجاور النزل من الجانب الآخر المنطقة التراثية في خورفكان والتابعة لمعهد الشارقة للتراث والتي تضم سبعة متاحف شخصية ومقهى ومطعماً، فيما يمكن للضيوف الاستمتاع بالواجهة المائية في منطقة كورنيش خورفكان التابعة لهيئة شروق للاستثمار والتطوير في الجانب المقابل للنزل، حيث تم تخصيص مناطق خاصة للعبور والاستمتاع بالأجواء.
الاحتفاء بالتراث والحرف اليدوية
يضيف الدح "نسعى إلى إعداد برنامج لاستضافة فرق فولكلورية شعبية لدول عربية وأجنبية مختلفة تقدم فقرات من التراث الوطني الخاص بها نهاية كل أسبوع، إضافة إلى تنظيم ورش لحرف متنوعة بمشاركة حرفيين بتخصصات مختلفة"، يكمل "يعد النزل أحد مشاريع صاحب السمو حاكم لشارقة لإعادة إحياء المناطق التراثية كونها ركيزة أساسية لتفعيل الحراك الثقافي في المنطقة".
* تصوير: السيد رمضان