10 يوليو 2023

خلود آل علي: هدفنا في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

محررة في مجلة كل الأسرة

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

هدفها وفريق عملها هو حماية الأطفال، كونها الفئة الأهم في المجتمع وشباب المستقبل، وذلك من خلال توفير بيئة أسرية آمنة لهم، والعمل على التصدي لمن يقوم بالإساءة إليهم.. هي خلود آل علي، مدير مركز حماية الطفل والأسرة في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

دوركم يتمثل في النظر بالبلاغات المقدمة إلى مركز حماية الطفل والأسرة.. حدثينا عن نوعية الخدمات التي تقدمونها للمبلغين؟

نستقبل ونتلقى البلاغات الخاصة بالطفل المعرض للخطر أو الإيذاء أو الاعتداء، كما نستجيب لكافة البلاغات الواردة للخط الساخن بعد تصنيفها وتحديد مدى خطورة الموقف الذي تتعرض له الحالة ودرجة الاستعجال والتدخل العلاجي أو الوقائي المطلوب واتخاذ تدابير الحماية اللازمة لضمان تمتع الحالة بكافة حقوقها. إذ يتم استقبال البلاغ وتصنيفه إلى نوعين: بلاغ عاجل وآخر غير عاجل، إذ وضع مركز حماية الطفل والأسرة للنوع الأول معياراً زمنياً عن طريق فريق «الاستجابة العاجلة»، والذي يتواجد فيه اختصاصي الحماية وممن لديهم صفة الضبطية القضائية لاتخاذ إجراءات الحماية والتدابير وفق القانون، ويتم التعامل مع الحالة في أقل زمن ممكن من ورود البلاغ وعليه يتم التدخل فوراً نظراً للخطورة التي يمكن أن يعانيها الطفل، أما النوع الثاني وهو التدخل غير العاجل فيتم حل المشكلة خلال 48 ساعة من تلقي البلاغ.

نسعى لتحقيق أعلى مستويات حماية تضمن حقوق الطفل

ما السياسة المتبعة لحماية الطفل داخل المركز؟

نعمل بخطوات استباقية تحقيقاً لأعلى مستويات حماية تضمن كافة حقوق الطفل دون انتهاك، وذلك حسب القانون الاتحادي رقم (3) لسنة 2016، بشأن حقوق الطفل (وديمة)، ومن ضمن ما تشمله هذه السياسة: تقييم الضرر الواقع على الطفل، وأنواع الإساءة والعنف، وآليات حماية الطفل وفاقدي الرعاية الاجتماعية ووقايتهم من الإساءة، وتقديم خدمات الرعاية الأولية لوقاية الطفل من الإساءة، وغيرها.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

هل لك أن تطلعينا على ترتيب البلاغات التي تلقاها المركز خلال العام المنصرم، وأعلاها وأدناها نسبة؟

تعد المشكلات الأسرية النسبة الأكبر للبلاغات التي يتلقاها مركز حماية الطفل، إذ تلقينا العام الماضي أكثر من 500 بلاغ، واحتلت مشكلات الإيذاء أو الإساءة أو العنف أعلى القائمة وعددها ما يقارب 1800 بلاغ.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

دخلت البلاغات الإلكترونية على خط المشاكل المتعلقة بالطفل، فهل هي وسيلة فتحت باباً لمزيد من الوعي، أم عبء على القائمين عليها؟

ساهمت تلك الخدمة في تسهيل آلية تقديم البلاغ من حيث سرعة الوقت والاستجابة له من المختصين في قسم خط النجدة التابع لمركز حماية الطفل والأسرة، والذي ساهم بدوره في تأمين حقوق وحماية الطفل من كافة أنواع الضرر التي يتعرض له، إذ يعمل المركز على تقديم الخدمات المتخصصة ومنها البرامج التوعوية التي يقدمها متخصصو حماية الطفل في المدارس والجهات ذات الاختصاص.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

فيما يتعلق بشكاوى الابتزاز الإلكتروني، من وجهة نظرك هل تعتقدين أن تقلص دور الأهل وانشغالهم عن أبنائهم هو السبب؟

نعم بكل تأكيد، يعد دور الأسرة مهماً في وقاية الأبناء من الابتزاز الإلكتروني، فانشغال الأهل عنهم وعدم تأمين أهم حقوقهم وهو الأمان الأسري، بجانب عدم تحمل المسؤولية تجاه ما يتعرضون له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغياب الرقابة والتوجيه، يزيد من خطر وقوعهم فريسة في يد المبتزين، فحين يواجه الطفل مشكلة ما ولا يجد حوله أحداً من أهله سيبحث عن البديل عبر التواصل والدردشة مع الغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ومن هنا تحدث الكارثة، وهو ما يعرضه للأضرار الجسدية والنفسية.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

أتاحت خدمة التسجيل الصوتي للأطفال سرعة وسهولة وصول البلاغ، ألا ترين أن ذلك يمكن أن يفرز عن مشاكل أخرى مع الأهل؟

أكثر مستخدمي البلاغات الصوتية هم الوالدان بجانب الأطفال طبعاً، وبطبيعة الحال فأي شكوى يمكن أن تحدث نوعاً من الحساسية بين أفراد الأسرة، ولكن لدينا طاقم عمل مدرباً بشكل متميز، وهم ذوو خبرة وكفاءة عالية ولديهم القدرة على السيطرة على الانفعالات التي يمكن أن تحدث داخل الأسرة.

هل توجد شكاوى متكررة من الأطفال تستحق الالتفات إليها؟

لا توجد شكاوى محددة فهي متغيرة ومتنوعة، وليست جميع البلاغات تستحق الالتفات لها، ولكننا نأخذ جميعها على محمل الجد، ونقوم بتوجيه ونصح وتثقيف الأطفال بالطريقة التي تناسب أعمارهم، فعلى سبيل المثال هناك بلاغات يطلبون فيها زيادة المصروف رغم أن الوالدين يقومان بتوفير جميع وسائل العيش الكريم لهم، وهناك أخرى ترد بشأن توبيخ الوالدين لهم على فعل خطأ ارتكبوه، كذلك توجد شكاوى بشأن خلافات عادية بين الزملاء بالمدرسة، وأخرى متعلقة بانتهاك بعض حقوق الطفل مثل عدم تجديد الأوراق الثبوتية وعدم إكماله التعليم، أو تعرضه للضرب المبرح، وعدم أخذه للمستشفى لتقديم العلاج له، والإجراءات في هذه البلاغات متفاوتة بحسب المتبع بشأن قانون حقوق الطفل "وديمة" رقم 3 لسنة 2016.

ما الفئات الأخرى التي تستفيد من خدمات المركز؟

يعمل مركز حماية الطفل والأسرة على حماية حقوق الأطفال، وفاقدي الرعاية الاجتماعية من (كبار السن – المرأة المعنفة – ذوي الإعاقة والمرضى النفسيين) في الدولة، إذ يعمل المركز على ضمان بيئة آمنة لهم من خلال تأمين حقوقهم وتوعية المجتمع بها، ووقاية المعرضين للإساءة وإزالة آثارها.

هناك 4 أنواع من الشكاوى التي ترد من المرأة المعنفة

ما نوعية الشكاوى التي ترد من المرأة المعنفة، وكيف تتعاملون معها؟

  • التعرض إلى الإيذاء أو الإساءة أو العنف (إيذاء جسدي وعاطفي).
  • مشكلات قانونية مثل (الحضانة - الرؤية – النفقة - المسكن).
  • مشكلات أسرية (خلافات زوجية).
  • مشكلات اقتصادية (تدني الدخل).

إذ يتم التعامل معها عن طريق جلسات توجيه وإرشاد لجميع الأطراف – توقيع المسيء على محضر ضبط ومخالفة في حال ثبت وجود اعتداء على الطفل – عقد اتفاقية حماية الطفل مع القائم على الرعاية في حال تبين بأن المشكلات القائمة بينهما تؤثر في الأطفال، التحويل للعيادات الاجتماعية والنفسية في حال الحاجة لوضع خطة فردية وعلاجية – رفع عريضة للنيابة في حال عدم تعاون المعتدي – تحويل البلاغ إلى الشركاء إذا استدعى الأمر.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

كونك امرأة، ما نصيحتك لمن تعاني في صمت زوجاً يظلمها بحجة استمرار الحياة الأسرية وخشية ضياع الأبناء؟

الحوار الإيجابي أساس نجاح أي علاقة كونية، وعلى المرأة التي تعاني ظلم زوجها استخدام هذا الأسلوب، لتحافظ على نفسها وأبنائها، وفي حال فشلت محاولاتها فعليها التوجه للقنوات المتاحة في الدولة، ليتم التعامل مع الزوج وبهذا تكون اتخذت الأسلوب الأمثل والأقل ضرراً نفسياً على أسرتها.

هل كثرة البلاغات التي تتعاملون معها يومياً تنعكس على حياتكم الخاصة؟

هذا أمر طبيعي بأن يكون للشكاوى والبلاغات تأثير في حياتنا الشخصية، ولكن كوننا مدربين بالتعامل مع هذه الأمور منذ بداية عملنا لا يؤثر ذلك كثيراً فينا، فالمرأة بدورها تستطيع بشخصيتها وتركيبتها فصل الأمور المهنية عن الحياة الشخصية، والتركيز في كيفية التخلص من المشاعر السلبية بعد ساعات العمل واحتواء أسرتها، إذ إن عملنا في مجال حماية الطفل والأسرة ساهم في توسيع نطاق الفكر لدينا وتوعيتنا أكثر في كيفية التعامل مع أبنائنا وتجنب الأخطاء التي قد نقع فيها نحن كأمهات وأولياء أمور، واختيار الوسائل الجديدة والمتاحة في التعامل معهم ومعرفة كذلك كيفية حمايتهم من الأذى الذي قد يتعرضون له، والتعرف إلى البرامج وكل ما هو يستجد بخصوصه في مجتمعنا الداخلي والعالم الخارجي.

خلود آل علي: هدفنا  في دائرة الخدمات الاجتماعية بناء أسرة قوية متماسكة لا تتهاون في حقوق أفرادها

حدثينا عن طموحاتك المستقبلية في مجال العمل.

نسعى في دائرة الخدمات الاجتماعية إلى بناء أسرة قوية متماسكة محافظة على القيم الإسلامية، لا تهاون في حقوق الفرد فيها، وتوفير الحياة الكريمة لكل من يقيم على أرض الشارقة من طفل وشاب وكبير سن سواء كان يتمتع بصحته أو مريضاً، ونكون له المعين متى ما كان بحاجة إلى العون.

* تصوير: السيد رمضان