الملازم أول الريم عبد الرحمن: العنصر النسائي قادر على إبطال القنابل وإتلاف المتفجرات
أهّلها الالتحاق ببرنامج في مجال علوم المتفجرات وتكنولوجيا الذخائر لأن تصبح رائدة في مجالها، إذ تُعد أول ضابط مهندس مساعد خبير من العنصر النسائي يعمل في إبطال مفعول القنابل المبتكرة..
هي الملازم أول مهندس الريم عبد الرحمن عبدالله، مساعد خبير متفجرات في إدارة أمن المتفجرات ـ قسم الإبطال في القيادة العامة لشرطة دبي، التقيناها لنتعرف إلى طبيعة عملها، وإسهاماتها في الحد من التلوّث، وتطهير البيئة من المتفجرات.
حصلت على درجة الماجستير في الحد من التلوث وتطهير البيئة من المتفجرات، هل لك أن تطلعينا على الآلية التي تسعين لتحقيقها من خلال دراستك؟
تعمل الدول على توحيد الجهود مع جميع الأطراف من أجل تعزيز العمل المناخي لضمان مستقبل مستدام، وهذا ما يشجعنا نحن، كخبراء وباحثين ومهندسين، على تقديم البحوث والدراسات الداعمة لهذا، وفي ظل هذه التوجهات التي تتبناها الإمارات استوحيت فكرة العمل على البحث والدراسة التي تجمع ما بين مجالَي البكالوريوس والماجستير، والتي لم يتم العمل عليها مسبقاً داخل الدولة، فقدمت دراسة علمية بعنوان «تطهير أو تنظيف المناطق الملوثة بالمتفجرات باستخدام عملية بيولوجية «نباتية»، بواسطة عشب نجيل الهند».
وتعنى الدراسة التي قدمتها بقضايا البيئة، وتُعد أحد العوامل المهمة للدول والباحثين لتعزيز الجهود في الحدّ من التلوث البيئي بمختلف أنواعه وتصنيفاته، والناتج عن المتفجرات والنفايات الخطرة، مثل الصناعات العسكرية للأسلحة، والذخائر، والأنشطة العسكرية الميدانية، وتعتبر طريقة بيئية فعالة قليلة الكلفة ومستدامة.
تتحدثين عن نوعية معينة من النباتات لديها القدرة على الحد من مشكلة السمّية للمتفجرات، أليس الغطاء النباتي بشكل عام قادراً على أن يسهم في ذلك؟
اختياري لعشب نجيل الهند تحديداً، جاء بسبب ما يتوافر فيه من خصائص مميزة عن باقي النباتات، فهو قادر على النمو في ظل ظروف مختلفة، مرتبطة بالماء، والتربة، ودرجات الحرارة المنخفضة، أو العالية، كما ينمو في ضوء النهار، أو الليل الطبيعي، أو الاصطناعي، إذ يتمتع هذا العشب بقدرته العالية على مقاومة سمّية المتفجرات، وامتصاص المتفجرات الثانوية، وإزالة المواد شديدة الانفجار غير الحساسة.
فعشب نجيل الهند له جذور قوية، وعميقة، وتفرعات يمكن أن تصل إلى عمق الجذر، وإلى أكثر من 4 أمتار، كما له قابلية في نقل وتجميع المركّبات والمواد المتفجرة من الجذور إلى الساق، لذلك فإن هذه الخصائص المميزة تجعل نجيل الهند مناسباً للمعالجة النباتية للملوثات المتفجرة.
استضافت الإمارات مؤخراً مؤتمر الأطراف «كوب 28»، هل كان لك مشاركة فيه؟
نعم، وكانت تجربة استثنائية، إذ استعرضت شرطة دبي ممارساتها الرائدة في مجالات الاستدامة ومواجهة تحديات تغيّر المناخ، إيماناً بأهمية دور المؤسسات الأمنية في مجالَي الأمن البيئي والتنمية المستدامة، والحفاظ على الأمن العام والسلم الاجتماعي، والمكانة العالمية لإمارة دبي، إذ شاركت شرطة دبي بـ 12 مشروعاً بيئياً في «كوب 28»، وكان مشروعي ضمنها، وحمل عنوان «تطهير البيئة من المتفجرات بالنباتات».
نستخدم أحدث المعدات والتقنيات العالمية في مجال إبطال القنابل
هل لك أن تطلعينا على طبيعة عملك في إدارة المتفجرات؟
أُعدّ أول ضابط مهندس مساعد خبير من العنصر النسائي يعمل في مجال المتفجرات، ووظيفتي تحديداً، هي العمل على إبطال مفعول القنابل الإرهابية، والإجرامية المبتكرة، والتعامل مع الأجسام المشتبه فيها، وإتلاف المتفجرات، والألعاب النارية، والذخائر العسكرية، واستخدام أحدث المعدات والتقنيات العالمية في مجال إبطال القنابل، بجانب إدارة المشاريع في المجال التخصصي، إضافة إلى تقديم محاضرات وورش عمل ودورات تدريبية للعنصر النسائي.
ما الدور الذي تقدمه إدارتكم لخدمة المجتمع؟
ساهمت إدارة أمن المتفجرات في تنفيذ مبادرة بعنوان «إتلاف المتفجرات والذخائر بنهج مستدام»، ضمن الخدمات المجتمعية التي تقدمها القيادة العامة لشرطة دبي، وتتيح هذه الخدمة لشركات الألعاب النارية العاملة في الدولة، إتلاف المتفجرات والذخائر والألعاب النارية المنتهية الصلاحية، وتشمل الخدمة، الاستلام ونقل المواد المراد إتلافها، وتتميز هذه المبادرة بأنها آمنة وصديقة للبيئة، وخالية من أيّ تلوث بيئي، كما تحتوي على أجهزة مفلترة لامتصاص الأدخنة المتولدة عن عملية الاحتراق ومعالجتها بطريقة صديقة للبيئة وتلبّي أعلى معايير الأمن والسلامة.
ما أهم إنجاز حققته من وجهة نظرك؟
تحثنا القيادة الرشيدة على الجدّ والعمل والتميز فيه، وأبرز إنجازاتي هي حصولي على لقب أول ضابط من العنصر النسائي تعمل في مجال إبطال القنابل، ما أهّلني للحصول على عضوية مهندس في منظمة مهندسي المتفجرات، وتمثيلي كأول مشاركة من العنصر النسائي لشرطة دبي في أول دورة للمؤتمر الدولي للمتفجرات، إضافة إلى حصولي على جائزة الإمارات للسيدات من مجموعة دبي للجودة ـ فئة الموظفة الشابة المتميزة لعام 2022، وحصولي على جائزة الجمعية الدولية لقادة الشرطة 2023، فئة 40، تحت سن الأربعين، في الولايات المتحدة الأمريكية.
اقتحامك لهذا المجال لابد أن يكون أفرز بعض التحديات التي واجهتك في البداية، ما أبرزها؟
مجال المتفجرات لا يزال حديث العهد بالنسبة إلى العنصر النسائي في شرطة دبي، إذ قررت خوض هذا التحدي في مجال عملي بكل ثقة واقتدار، وتم إلحاقي للعمل بشرطة دبي في مجال المتفجرات، ثم التحقت بدورات تدريبية وورش عمل لتمكيني من الجانب التخصصي والميداني، وبعدها انضممت لأول برنامج دبلوم مهني طرح في أكاديمية شرطة دبي في مجال علوم المتفجرات وتكنولوجيا الذخائر، ما سخّر لي الانخراط في مجال المتفجرات، وبالتالي سنحت لي الفرصة لابتعاثي لدراسة الماجستير في تخصص هندسة الذخائر والمتفجرات في جامعة كرانفيلد بالمملكة المتحدة.
تُعد شرطة دبي بيئة محفزة وداعمة للباحثين، ما يسهم في تقديم الأفكار الإبداعية والحلول لمختلف التحديات، حدثينا عن طبيعة الدعم الذي قُدم لك لإنجاز بحثك.
القيادة العامة لشرطة دبي جهة رائدة في تقديم أحدث النماذج والممارسات والتجارب الأمنية والشرطية، بجانب تقديم الدراسات العلمية المتقدمة في مختلف المجالات والتخصصات ذات الصلة، بما فيها الدراسات التي تسهم في دعم الجهود العالمية في مجال البيئة، إذ تمتلك منظومة عمل، وبيئة محفزة وداعمة للدارسين والباحثين، ساعد ذلك كله على تقديمي أفكاراً إبداعية وابتكارية في مسيرتي الدراسية التي تسمح لنا باستشراف المستقبل الأمني.
كونك على تماسّ مع الطبيعة وتقدّرين دورها في استدامة الحياة، ما النصيحة التي تحرصين على تقديمها لأفراد المجتمع؟
أنصحهم باحترام وتقدير البيئة، والحفاظ عليها، والوعي بأهمية استدامتها، وتقليل النفايات فيها، بجانب المشاركة الفاعلة مع الآخرين، سواء بالأفكار والمعلومات، للحفاظ عليها، أو بدعم المبادرات التي تعزز السلوك البيئي السليم، إضافة إلى المساهمة في الأنشطة البيئية التطوعية المختلفة، والتي تحث على استخدام الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح للحد من استخدام الموارد غير المتجددة.
تجربتي في الغربة علّمتني مهارة إدارة الوقت والاعتماد على الذات
فرض عليك طلب العلم التواجد خارج الدولة لفترة طويلة، هل لك أن تلخصين تجربتك وما استفدته منها؟
تخرجت في كرانفيلد بالمملكة المتحدة، وتعتبر الجامعة الوحيدة والرائدة في العالم التي توفر تخصص هندسة الذخائر والمتفجرات بمؤهل علمي أكاديمي، وعلى الرغم من صعوبة التجربة، وما فيها من تحديات ترتبط بتخصص فريد من نوعه، إلا أن العيش بعيداً عن الأهل والديار علّمني معنى الحياة، ومهارة إدارة الوقت، وكيفية الاعتماد على الذات، واكتساب المعرفة، ما ساهم في بنائي لجسور من التواصل الفعال مع مختلف الثقافات الموجودة في المجتمع الطلابي.
هل يوجد في أسرتك من تحرصين على سماع رأيه وأخذ المشورة منه في كل خطوة تقدمين عليها؟
بشكل عام، تقدّم لي أسرتي الدعم المعنوي الكبير، الذي يشجّعني ويحفزني لتخطّي أي صعوبات، أو تحديات، وإن كنت أحرص،بشكل خاص، على سماع رأي ومشورة أخي لكونه لديه نفس اهتماماتي، إذ يعمل أيضاً في القيادة العامة لشرطة دبي.
هل لديك هواية تمارسينها وتخصصين وقتاً محدداً لها في يومك؟
بالطبع، فأنا أمارس الرياضة لأنها تساعدني في الحفاظ على لياقتي البدنية، كما أحب الرسم الذي أشعر معه بصفاء الروح والعقل من أي ضغوطات مرتبطة بالعمل، أو الحياة عموماً.