28 أغسطس 2024

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

محررة في مجلة كل الأسرة

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

في مشهد يتزايد فيه الوعي البيئي على مستوى العالم، تبرز المرأة الإماراتية كرائدةٍ في التغيير المناخيّ وحماية البيئة، حيث -وبفضل دعم القيادة واستراتيجيات التمكين- تمكّنت من تحقيق العديد من الإنجازات، أثبتت قدرتها على قيادة المبادرات البيئيّة التي لم تقتصر على النطاق المحلي، لتمتدّ إلى المستوى الإقليمي والدولي، لتكون القوّة الدافعة نحو مستقبل بيئي مستدام.

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

المرأة الإماراتية نموذجاً يُحتذى به

أثمرت جهودها المتميّزة من تحقيق إنجازات مهمّة في عمليّة تسريع تحوّل الطاقة وتبنّي الطاقة المتجدّدة، إلى جانب دورها المحوريّ في تعزيز التوازن بين الجنسين في قطاع الطاقة، محقّقةً خطوات كبيرة في تحفيز المرأة على الدخول إلى هذا القطاع الحيويّ..

تقول الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربيّة المتحدة لدى الوكالة الدوليّة للطاقة المتجدّدة (آيرينا): «تمكّنت المرأة الإماراتية من تعزيز حضورها الريادي والمتميّز في مجال تنميّة وتمكين المجتمع والحفاظ على بيئة الإمارات وتعزيز مكتسباتها في ميدان التنميّة المستدامة التي تشمل كلّ الشرائح المجتمعيّة..

كما تسهم وبشكل بارز في ميادين المعرفة والابتكار وريادة الأعمال والاستدامة والاقتصاد الأخضر والعمل المناخي وتحوّل الطاقة والدبلوماسيّة الفاعلة، مستفيدة من استراتيجيّة التوازن بين الجنسين لدولة الإمارات 2026، التي ساهمت في تعزيز فرصها وحضورها في المواقع القياديّة ومراكز صناعة القرار محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، لاسيما الركيزة الرابعة من تلك الاستراتيجيّة المتمثّلة في القيادة والشراكات العالميّة..

وذلك بمساندة دائمة من حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسّسة دبي للمرأة..

كما أنها وبفضل اعتزازها بهويّتها الوطنيّة وقيمها الإنسانيّة وحضورها المؤثّر إقليميّاً ودوليّاً وقدراتها المتميّزة وكفاءاتها ومهاراتها ومؤهّلاتها العلميّة وخبراتها العمليّة، أضحت اليوم نموذجاً يُحتذى به في قطاعات حيويّة لمستقبل التنميّة والاستدامة الشاملة، كالدراسات الأكاديميّة، والبحوث التطبيقيّة، والأدوار التشريعيّة، والمواقع القضائيّة، والمهام الحكوميّة، والابتكارات التكنولوجيّة، لتبقى دولة الإمارات عنواناً لتكافؤ الفرص وتمكين كلّ فرد وفتح آفاق التنميّة أمام الجميع».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

تضيف د. نوال الحوسني: «يوم المرأة الإماراتية أصبح محطّة سنويّة ملهمة، تسلّط الضوء على أبرز ما حقّقته المرأة الإماراتية انطلاقاً من القيم التي أرساها الوالد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه» والآباء المؤسّسون، واستناداً إلى دعم لا حدود له من القيادة الرشيدة للدولة..

وبهذه المناسبة نرفع أسمى التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية..

كما أتقدّم بأطيب الأماني في هذه المناسبة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، التي تولي دائماً كلّ اهتمام ودعم وتمكين ورعاية للمرأة في دولة الإمارات في كافة المجالات، حتى أصبحت قدوة لأقرانها في المنطقة والعالم».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

المرأة شريك رئيسي في جهود الإمارات نحو الاستدامة

تنوعّت محطات مسيرتها المهنيّة وحقّقت الكثير من الإنجازات التي أثبتت قدرة المرأة الإماراتية على التميّز، كجائزة الشرق الأوسط لتميّز القيادات النسائيّة، وجائزة دبي للأداء الحكومي المتميّز فئة الموظف المتميّز..

كما تمّ تكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدورها الرياديّ في قيادة مبادرة «يوم بلا مركبات»..

تشير المهندسة علياء عبد الرحيم الهرمودي، الوكيل المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة: «المرأة الإماراتية شريك رئيسي في مسيرة الإمارات نحو تحقيق الاستدامة، فهي تمتلك جميع القدرات التي تؤهّلها للعب دور أكبر في تعزيز الاستدامة المناخيّة والبيئيّة في دولة الإمارات..

وبفضل نهج الدولة الذي أرسى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، أصبحت المرأة الإماراتية نموذجاً يحتذى به؛ نظراً لتطوّر جهود الدولة التنمويّة في كافة المجالات، لا سيما مواجهة التغيّر المناخي والحفاظ على البيئة»..

تضيف الهرمودي «نمتلك في وزارة التغيّر المناخي والبيئة، مجموعة من الكوادر النسائيّة المؤهّلة في كافة مجالات العمل المناخي والبيئي، وكذلك قياديّات مسؤولات عن إدارة العديد من الملفّات الحيويّة، خاصة في بناء المجتمعات المستدامة بالتعاون مع الجهات الاتحاديّة والحكوميّة المحليّة والقطاع الخاص، إيماناً منّا بقدرتها على المساهمة الفاعلة في تبنّي المجتمع سلوكيّات أكثر استدامة..

فالمرأة هي نصف المجتمع والعمل على تمكينها لاتخاذ قرارات بيئيّة واستهلاكيّة صحيحة يؤدّي إلى تعزيز أنماط حياة أكثر استدامة بين كافة الفئات العمريّة والمجتمعيّة، ورفع وعي الأفراد تجاه التحديّات التي نواجهها والمساهمة في إيجاد حلول لها. كما نعوّل على المرأة الإماراتية لإحداث أثر أكبر في جهود وزارة التغيّر المناخي والبيئة وكافة الجهات المعنيّة من أجل مستقبل مستدام لنا وللأجيال القادمة».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

المرأة الإماراتية الروح الملهمة والمحفّزة للنجاحات الوطنيّة

إلى جانب إدارتها هيئة البيئة والمحميّات الطبيعيّة في إمارة الشارقة، ساهمت من خلال أدوارها المتعدّدة مع العديد من اللجان والمبادرات من تعزيز الوعي البيئي والمحافظة على الموارد الطبيعة، تكشف هناء السويدي قائلة: «الموقع الريادي الذي تتبوأه المرأة الإماراتية في كافة ميادين العمل والحياة أثمر عن تعزيز مكانة دولة الإمارات عالميّاً وتربّعها المراكز الأولى في مؤشرات التنافسيّة العالميّة فيما يتعلّق بالمرأة وأدوارها..

حيث سخّرت قيادة دولة الإمارات جميع الإمكانيّات والموارد؛ لأن تكون ابنة هذا الوطن سبّاقة إلى الريادة، فإننا نجد المرأة الإماراتية هي الروح الملهمة والمحفّزة للنجاحات الوطنيّة العظيمة في هذا الاتجاه..

وهي الحاضنة الأولى لكل بذور النجاح المستدام، والشريك الأساسيّ في تنفيذ الخطط والرؤى الشاملة، وكلنا فخر بالكوادر النسائيّة الوطنيّة التي تقلدت أعلى المناصب، وحقّقت إنجازات نوعيّة في جميع المجالات، محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

تضيف هناء السويدي «في المجال البيئي لم يكن دور المرأة مجرّد مشاركة رمزيّة، بل كانت عنصراً فعّالاً يعكس رؤية القيادة الرشيدة التي تعتبر المرأة شريكاً أساسيّاً في تحقيق التنمية المستدامة، التي مكّنتها من المشاركة بفعاليّة في مبادرات ومشاريع تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئيّة سواء من خلال العمل في المؤسّسات البيئيّة، أو قيادة مبادرات توعويّة وتثقيفيّة تجاوزت الجهود المحليّة، لتشمل المستوى العربي والدولي»..

توجز: «يبقى دور المرأة الإماراتية وجهودها في المجال البيئي نموذجاً يُحتذى به في تحقيق رؤية الإمارات وتطلعاتها نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تسهم بفاعليّة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، ما يعزّز من مكانة إمارة الشارقة ودولة الإمارات في الحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة للأجيال القادمة».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

للمرأة دورٌ محوريٌّ في ترسخ القيم البيئيّة عند الأطفال

تُعدُّ واحدة من النساء الإماراتيات اللواتي يسهمن بشكل فعّال في الحفاظ على البيئة، مضيفة بذلك إلى الدور الرياديّ الذي تلعبه المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، بما فيها مجال البيئة وتعزيز التنميّة المستدامة على مستوى الدولة والمنطقة..

تقول المهندسة فاطمة الحنطوبي، من هيئة الفجيرة للبيئة: «يُعتبر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه» الأيقونة الأولى التي أسّست المعارف المنهجيّة والسلوكيّة للمرأة الإماراتية والمجتمع ككل، فمن منهجه وسلوكه في التعامل مع الزراعة والبيئة تأسّست القواعد الأولى التي نعتمدها حتى اليوم، فقد كان المبادر الأول في مجال الزراعة..

حيث شهد عهده تأسيس وزارة الزراعة والثروة السمكيّة والجمعيات النسائيّة، التي أكدّت على اهتمامه بتعزيز مهارات المرأة في الزراعة والحرف التراثيّة، إلى جانب فرض إلزاميّة تعليم المرأة، دخولها المدارس؛ إيماناً منه بدور المرأة المتعلمة كأساس للتنميّة لأنها مربيّة الأجيال. وكان تأسيس جامعة الإمارات وعدد من المدارس الحكوميّة المخصّصة للنساء خطوة كبيرة في هذا الاتجاه..

وبفضل هذا الدعم تمكّنت المرأة الإماراتية من اعتلاء أعلى المناصب القياديّة في مجال البيئة اليوم، وأصبحت الإمارات اليوم تزدهر بمشاريع بيئيّة متعدّدة، من الأحزمة الخضراء، التي تخفّف من حدّة الانبعاثات، إلى الزراعة الذكيّة التي تواجه تحديّات الصحراء وتحقيق الأمن الغذائي إلى استراتيجيّات بيئيّة رفعت من مكانة الإمارات عالميّاً بفضل الأداء البيئي الأمثل عربيّاً وإقليميّاً وعالميّاً».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

تضيف فاطمة الحنطوبي: «تلعب المرأة دوراً محوريّاً في ترسيخ القيم والمفاهيم البيئيّة لدى الأطفال، من خلال سلوك الأم واتجاهها نحو البيئة، حيث يتعلم الطفل كيفية التعامل مع البيئة بشكل تلقائي، سواء كان ذلك من خلال إدارة نفايات المنزل أو الاستخدام الرشيد للمياه أو الزراعة، وبهذا النهج يتعلّم الطفل قيم العناية بالبيئة والحفاظ عليها ويمنحه فهماً عميقاً لأهميّة البيئة في حياتنا».

المرأة الإماراتية ركيزة أساسية في جهود الاستدامة

المرأة الإماراتيّة حارسة التراث البيئي والثقافي للدولة

برزت كإحدى الشخصيّات الرائدة في مجال البيئة في دولة الإمارات والعالم العربي، لعبت دوراً حاسماً في تعزيز الوعي البيئي والممارسات المستدامة، تقلّدت مناصب قياديّة عديدة عزّزت من تأثيرها الكبير والمستمرّ في مجال البيئة..

توضح الدكتورة حبيبة المرعشي، العضو المؤسّس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، «حظيت المرأة الإماراتية بدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، الذي آمن بأهميّة دورها في المجتمع، وقد مكّنها هذا الدعم من تطوير مهاراتها والمساهمة بفعاليّة في الحفاظ على البيئة وتحقيق طموحات التنميّة المستدامة في الدولة، إذ لعبت دوراً محوريّاً في المجال البيئي..

حيث كانت دائماً حارسة للتراث البيئي والثقافي للدولة، فقد اضطلعت المرأة بأدوار بيئيّة عديدة، وفي ما يخصّ «التراث الزراعي والبيئي» كانت تعتمد على البيئة المحيطة لتلبيّة احتياجاتها اليوميّة، تزرع النباتات وتستخرج منها الموارد اللازمة للعيش، مثل الغذاء والدواء، وقد عزّز اعتمادها على الموارد الطبيعيّة من فهمها العميق للبيئة والحفاظ عليها..

كما استخدمت الموارد الطبيعيّة لصنع منتجات يدويّة تقليديّة، كالسلال والحصير، وهذا ساعد على التقليل من الاعتماد على المنتجات المستوردة وشجع على إعادة استخدام المواد، بالإضافة إلى مشاركتها في حملات التوعيّة البيئيّة وزرع الأشجار وتنظيف الشواطئ».

وتضيف: «تمكّنت المرأة الإماراتية اليوم من أن تكون من بين القادة في مجالات التعليم والبحث البيئي، حيث تعمل الكثير من النساء في الجامعات ومراكز الأبحاث على تطوير حلول مستدامة للمشكلات البيئيّة، كما تشارك المرأة الإماراتية في إدارة وتأسيس مشاريع بيئيّة مبتكرة تتنوّع بين الزراعة المستدامة والطاقة المتجدّدة وإعادة التدوير..

فهي التي كانت وما زالت حارساً أميناً للتراث البيئي والثقافي، كما ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وهو ما يعكس الدور الحيوي الذي تضطلع به في تحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات».