الإماراتية روضة المنصوري: أول حكم تقود مباراة في الدوري الإماراتي
تعلّقها بكرة القدم ليس لكونها مجرد رياضة، بل لعبة ترفع لديها هرمون السعادة عند الفوز، والحزن عند الخسارة، وعلى الرغم من ارتباطها بمهام عمل، وتولّيها منصب مدير قسم في هيئة كهرباء ومياه دبي، إلا أنها استطاعت أن تحقق حلمها الذي ارتبط معها منذ الصغر، وهو إثبات وجودها داخل المستطيل الأخضر، من خلال تمثيل بلادها في المحافل الدولية.
هي الإماراتية روضة قطامي المنصوري، أول حكم تقود مباراة في تاريخ الدوري الإماراتي، وأول حكم من العنصر النسائي في بطولة كروية خليجية، التقيناها لنتعرف إلى ما تحققه لها الصافرة التحكيمية من نجاحات:
دائماً ما تشير مرحلة الطفولة إلى اختياراتنا المستقبلية، حدثينا عن نشأتك وكيف بدأ تعلّقك بكرة القدم؟
نشأتي، ومراحل طفولتي، كانت عبارة عن لعب كرة القدم مع إخوتي في المنزل، ومع صديقاتي في المدرسة، وقت الفسحة، وحصص الفراغ، إذ بدأ تعلّقي بكرة القدم عندما أدركت حجم شعور السعادة الذي ينتابني حين أمارسها، وحين أسجل أهدافاً، فقد كنت دائماً أحرص على أن أكون قائد الفريق، وأختار اللاعبين المهاريين بعناية، لأتمكن من تحقيق الفوز..
فمارست تلك اللعبة في الشوارع مع أطفال الفريج، وكنت أنا من يحضر لهم الكرة، فارتباطي بكرة القدم أكبر من أن أصفها برياضة، بل تعدّت إلى ارتباط اللعبة بشعور الفرح والحزن، وكنت دائماً أحلم بتمثيل المنتخب، والحصول على البطولات.
لماذا اخترت دخول المستطيل الأخضر من باب التحكيم؟
رغبة مني في إثبات قدراتي، والوصول إلى أبعد مكان في عالم الصافرة، فمن خلال الحكم تدار اللعبة، وتكون قراراته ملزمة للجميع، الأمر الذي يفرض أن يكون أهلاً للثقة، وأكثر حزماً، وانتصاراً للحق.
متى كانت البداية الفعلية في التحكيم؟
البداية الفعلية كانت في عام 2021، عندما التحقت بدورة الحكام المستجدين في اتحاد الإمارات لكرة القدم، وكانت تجربة ممتعة بالنسبة لي، تعلمت منها قواعد اللعبة، وضرورة التعلم المستمر، والقدرة على الإدارة الفعّالة، والثقة بالنفس، والحزم عند تطبيق القرارات.
ألم يعترض أحد من أسرتك على اختيار هذا التخصص؟
دخول مجال الرياضة، بحدّ ذاته، بالنسبة لي كان صعباً، ومن الطبيعي وجود من يعترض من أسرتي، وما بين مؤيّد ومعارض، ومع كثير من المحاولات والصبر، استطعت أن أشق طريقي في مجال الرياضة بشكل عام، وأسلك مجال التحكيم بشكل خاص، وهو بلا شك متعة حقيقية.
تعملين في هيئة كهرباء ومياه دبي، كيف توفقين بين دوامك والتحكيم؟
أتولى منصب مدير قسم في هيئة كهرباء ومياه دبي، ولديّ من المسؤوليات والأولويات الكثير، ولكن بفضل مهارة تنظيم الوقت أستطيع أن أوفق بين مهامي ومسؤولياتي في المجالين، إضافة إلى الدعم الذي أتلقاه من الأطراف المعنية، ما يعطيني الدافع لأن أبذل قصارى جهدي.
أثناء إدارة المباراة نعمل جميعاً بروح الفريق للظهور بمستوى مميّز يليق بنا وبقدراتنا
تعدّين أول حكم تقود مباراة في تاريخ الدوري الإماراتي «دوري أدنوك للمحترفين»، مع طاقم تحكيم من العنصر النسائي، هل ساعدك ذلك على تأدية مهامك بأريحية؟
كان طاقم التحكيم من العنصر النسائي فقط، وكانت فرصة نثبت فيها قدرتنا على إدارة المباراة، فأثناء إدارة المباراة نعمل جميعاً بروح الفريق، سواء كان التحكيم من العنصر الذكوري، أو النسائي، فالهدف واحد وهو تحقيق النجاح والظهور بمستوى متميز يليق بنا وبقدراتنا.
تولّيت التحكيم ضمن منافسات كرة القدم في دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب «الإمارات 2024» وقدتِ مباراة منتخبَي الكويت والبحرين، كيف كانت الأجواء؟
كانت الأجواء جميلة، وردود الأفعال كانت طيبة من الجميع، وروح التعاون كانت هي السائدة وقائمة على احترام العنصر النسائي، وجدير بالذكر أنني كنت أول حكم تقود الصافرة التحكيمية من العنصر النسائي في هذه الدورة، وهذا ما أتشرف به.
ماذا يحتاج الحكم تحديداً كي يدير مباراة بجودة عالية؟
من وجهة نظري، الإلمام بقوانين اللعبة، وتحكيم العديد من المباريات لاكتساب الخبرة التي لا غني عنها في هذا المجال، بجانب القدرة والمهارة في إدارة الأحداث، وردّات الفعل السريعة في المواقف التي يحدث حولها جدل.
ما نصيحتك لبنات جيلك ومن تريد الالتحاق بمجال التحكيم؟
نصيحتي أن تصنع المرأة الفارق في سبيل أحلامها، وأن تؤمن بها، وتسعى بكل طاقتها لتحقيقها، فالإيمان بالله سبحانه وتعالى، وقدرته، مع السعي والعمل الدؤوب، كفيل بتحقيق الحلم، ولو كان مستحيلاً.
دائماً ما يكون لتواجد الجمهور الأثر الطيب في اللاعبين، فهل ينتاب الحكام الشعور نفسه؟
عندما تكتمل المنظومة الكروية فبكل تأكيد تدار المباراة بحماسة، فتشجيع الجمهور يعطي المباراة روحاً، ويجعلها أكثر متعة وتشويقاً، ما ينعكس على 90 دقيقة كاملة.
من قدوتك في عالم الرياضة ودائماً ما تتأثرين بأفكاره؟
كثيرون هم من برزوا في مجال الرياضة، ولا يسعني ذكر شخص واحد كي أسلّط الضوء عليه، وأسلب الباقين حقهم، إلا أنني دائماً أبحث عن أسباب تميّزهم، وأسلوب حياتهم الذي ساعدهم على أن يكونوا قدوة للآخرين، وأن يشكّلوا الفارق على مستوى العالم، في أيّ رياضة يمارسونها، ثم آخذ بتلك الأسباب وانتهجها لتكون خريطة طريقي نحو التميز.
هل توجد بطولة تتمنين المشاركة فيها؟
نعم، فلا أفق لأحلامي، وعلينا أن نبذل قصارى الجهد، من تعليم وتدريب، لنعانق تلك الأحلام، فالتحكيم في كأس العالم حلمي، وأتمنى من الله عز وجل، أن يبارك في مسعاي.
حدثينا عن طموحاتك في مجال التحكيم وعلى المستوى الشخصي؟
تمثيل التحكيم الإماراتي في المحافل الدولية هدف أسعى لتحقيقه، وعلى المستوى الشخصي طموحي هو أن أترك بصمة طيبة في ذاكرة وقلب كل من تعامل معي، وأن أكون شخصاً أفضل في كل يوم عن الذي سبقه.