31 يوليو 2022

د. حسن مدن يكتب: الرضا والخيبة

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"

كاتب بحريني، يكتب زاوية يومية في جريدة "الخليج" الإماراتية بعنوان "شيْ ما"، صدرت له مجموعة من الكتب بينها: "ترميم الذاكرة"، "الكتابة بحبر أسود"، "للأشياء أوانها"، "يوميات التلصص".

د. حسن مدن يكتب: الرضا والخيبة

إذا كانت أمامك مهمة يمكن إنجازها في دقيقتين أو ثلاث، فلا تقل إنها مهمة بسيطة يمكن إنجازها لاحقاً، ثم تؤجلها، وإنما أشرع في تنفيذها فوراً، فإن لم تفعل فإنها ستضاف إلى قائمة المهام المؤجلة، والتي تتراكم مع مرور الوقت.

لا تقنع نفسك أن هناك مهاماً أكبر هي أولى بأن تنجز، وتؤجل ما تعتقد أنه «مقدور عليه» من المهام.

لأن تأجيلك لمهمة الدقيقتين لا يعني، بالضرورة، أنك ستنصرف من فورك لإنجاز ما تحسب أنه أهم، وفي النتيجة فإنك أضعت وقتاً كان يمكن أن تستثمره في التحرر من عبء حتى لو بدا لك سهلاً.

هذه واحدة من عدة نصائح يجزيها لنا الموقع الإلكتروني «لايف هاك» في مقال غايته إرشادنا إلى ما يجعلنا نشعر بالسعادة، وهي نصائح غاية في البساطة وممكنة التحقيق، كما هي الحال مع النصيحة التي أوردناها للتو، ولكننا سنكتشف أن اتباعها سيساعدنا في جعل حياتنا أبسط، وشعورنا بالسعادة أكبر.

نصيحة أخرى تتصل بالشعور بالقلق، الذي هو، في أحد وجوهه على الأقل، ضروري، حين يقترن بالشعور بالمسؤولية، فكونك ملتزماً بواجبات والتزامات من الطبيعي أن تشعر بالقلق الذي يحفزك على إنجازها. لكن علينا ألا نصبح أسرى القلق، أو نستمرئه، كأنه ضرورة حياتية، فهو في هذه الحال يصبح معيقاً للإنجاز، وربما يقذف بنا في دوامة من الخيبة والإحباط، في حال تخلفنا أو عجزنا عن إنجاز مهمة ما.

الحياة ليست إنجازات دائمة، فبها أيضاً عثرات وخيبات، هذا ما يجب أن ندركه ونحسن التعامل معه، ففي حال تعثرنا في أمر ما يجب ألا نستسلم، لأن شعوراً مثل هذا سيجرّ علينا المزيد من الخيبات، ويحرمنا من محفزات العمل والأمل، وللتغلب على ذلك ينصحنا الموقع المشار إليه بحساب الوقت والطاقة المهدرة في القلق بشأن أشياء معينة ومدى كون هذه المخاوف متكررة، لنرى حجم الخسارات.

الحياة، كما يرى واضعو هذه النصائح، بسيطة جداً. علينا ألا ننشد المثالية في كل شيء. الطموح والسعي للتجويد ضروريان، لكن المثالية غاية لا تدرك دائماً، فعلينا ألا نقع في وهم بلوغها، حتى لا نصاب بالخيبات، التي تفعل الفعل المعاكس تماماً للرضا، بل وتقتل في أنفسنا ما كان فيها من طاقة طموح ورغبة في الإنجاز.

نصيحة أخرى: «ابدأ اليوم بقرار واع بتحديد كيف سوف يكون يومك». علينا ألا نثقل أجندتنا اليومية بمهام كثيرة، نعلم سلفاً أننا لن نستطيع إنجازها. يجب ضبط وتيرة المهام تبعاً لطاقتنا المتاحة التي نحن خير من يعلمها، وتبعاً للوقت المتاح.

كلما ضبطنا عدد المهام اليومية أمكننا الشعور بالرضا لأننا أنجزناها، والعكس صحيح.

 

مقالات ذات صلة