ونحن على أعتاب توديع عام دراسي وما يحمله من توتر وإجهاد ليس للطالب فقط بل وللأهل أيضاً، تستعد الأسر للقيام برحلات صيفية لشحن الذات بالطاقة الإيجابية، والتي تساعد على الاستعداد للانخراط في معترك الحياة مرة أخرى، إلا أن هناك من لا ينجح في تحقيق ذلك ويظل إحساسه كما كان قبل السفر وربما يرجع ذلك لعدم التخطيط الجيد، وهو ما جعلنا نبحث عمن يدلنا على خريطة طريق للقيام برحلة خالية من المنغصات.
رقية حمد، أم لأربعة أبناء، تقول "يفتقد البعض سبل التخطيط الجيد للرحلات، إذ يقتصر الاهتمام على تحديد الوجهة المقصودة وتدبير النفقات وما دون ذلك يسير دون تنظيم وهي مشكلة كبيرة، فأنا مثلاً أظل قبل بداية إجازة الصيف بأكثر من 3 أشهر أفكر فيما يحتاجه أبنائي من ملابس ومستلزمات وغيرها، وعندما نبدأ رحلتنا أكتشف أننا لم نضع جدولاً نسير عليه كي نستمتع بكل وقت نقضيه، فنجد من يريد الذهاب إلى السوق وآخر يبحث عن الأماكن الجديدة وثالثاً يريد الذهاب للشاطئ، ورابعاً يريد الاسترخاء دون أن يتحرك من مكانه، لأجد نفسي محتارة بين الجميع. وكي لا أرضي طرف على حساب آخر، في أحيان كثيرة أفضل البقاء في الفندق، خاصة وأن لدي طفلاً عمره 3 سنوات شديد التعلق بي ولا تناسبه طلعات إخوته، وعندما تنتهي الرحلة وأعود إلى الروتين اليومي المعتاد، أشعر وكأنني لم أفعل شيئاً سوى حمل الحقائب والخروج من بيتي قاصدة مكاناً آخر أردت الاستمتاع فيه ولم يحدث".
من جانبها، تبين أمينة عبدالله، 35 عاماً، "دائماً ما يشعرني زوجي بأننا نقوم برحلة صيفية من أجل الأبناء كونهم أكثر حاجة منا إلى التغيير بعد عام دراسي طويل، فنبدأ بالاستعداد لهذا الحدث السعيد الذي يتأهب له الجميع ونترك مساحة ليستعرض كل واحد ما يود القيام به في الرحلة، وفي أحيان كثيرة نخطط لجدول معين نقضيه معاً لزيارة الأماكن السياحية والمزارات وغيرها، ونترك وقتاً آخر يفعل فيه كل فرد ما يريده دون إلزام الباقين، لنجد أنفسنا في نهاية الرحلة لم نطبق أي شيء، والسبب جلوس زوجي معظم الوقت في الغرفة لمتابعة سير العمل والرد على المكالمات والإيميلات التي تلاحقه طوال فترة الإجازة، والحقيقة أن هذا الأمر أعتبره أكبر منغص لي طوال الرحلة، التي في الغالب لا تحقق الهدف المرجو منها".
ما هي فوائد السفر للعائلة؟
يجيب عبدالله النهام، مدرب في مجال التنمية البشرية والمهارات الحياتية والمجتمعية، "يعتبر السفر درساً متكاملاً في الحياة، يتعلم منه الإنسان، الصبر، والحكمة، والتحمل، بجانب الاستمتاع بالترفيه والترويح عن النفس، وبلاشك قد تحدث ظروفاً تربك المسافر كأن ينسى بعض أغراضه أو تضيع أثناء الانتقال، أو يسلك أحدهم سلوكاً يغضب من حوله وكلها أمور يجب التغاضي عنها والتخلص من آثارها السلبية، التي تغير المزاج وتضع من قرر السفر بحثاً عن الاستجمام في حالة مربكة تؤثر فيه وفي المحيطين من حوله. فمن باب كوننا بشراً نحتاج إلى تجديد النشاط وشحن الذات بالمشاعر الإيجابية والتفاؤل والسعادة، نظل نبحث عن التخلص من الروتين الذي يسبب قلة الإنتاجية سواء من الناحية العقلية أو الجسدية، ليأتي السفر ويساعد الأسرة على تغيير نفسية أفرادها وتهيئتهم للاستعداد للعام الدراسي الجديد بنشاط وحيوية، ويخلصهم من الضغوط التي مروا بها أثناء الامتحانات، وكذلك يساعدهم على بناء شخصياتهم وصقلها بالتجارب والخبرات الحياتية".
يضيف عبدالله النهام "تشير بعض الدراسات إلى أن السفر يعزز الذكاء وينمي المواهب ويظهر الإبداع لدى الأبناء في اكتشاف من حولهم ويعلمهم المرونة في التعامل مع الآخرين والتسامح وتقبل الثقافات الأخرى من خلال التعايش مع شعوبها عن قرب، لذلك ينبغي على الأسرة أن تقوم بالتنظيم الجيد قبل بدء رحلة سفرها من أجل الاستمتاع بكل لحظة فيها وعيش كل تفاصيلها".
5 نصائح للتخطيط الجيد قبل السفر
يوضح عبدالله النهام خطوات التخطيط الجيد للسفر كعائلة:
فالهدف استغلال الوقت بما يفيدهم ويمتعهم، وتوثيق اللحظات السعيدة بالتقاط الصور التي تظل باقية وتحيي الذكريات بعد العودة، ونستعرض فيما يلي بعض النصائح والنقاط المهمة لنجاح الرحلة.
الهدف من السفر قضاء وقت ممتع يتحقق بالتواجد في أماكن مختلفة
وفيما يلي بعض النصائح والنقاط المهمة لنجاح الرحلة: