حتى إذا لم تكن قد بدأت لديك الهبّات الساخنة بعد، فقد تعني العوامل التالية أنك على استعداد لهذه التغيرات الجسدية وأنك قد بلغتي سن اليأس في وقت أبكر مما كنت تتوقعين:
العامل الوراثي
يبلغ متوسط عمر الوصول بسن اليأس حوالي 51 عامًا، ولكن بالنسبة لبعض النساء يمكن أن يبدأ في الأربعينات أو حتى أقل من ذلك. يحدث انقطاع الطمث المبكر بين 40 و45 عامًا ربما بسبب فشل المبايض المبكر كما أن هناك بعض العوامل الجينية أو الموروثة.
وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة وجود مستويات منخفضة من احتياطي المبيض، كما يتضح من الهرمون المنبه للجريب، لدى النساء اللواتي مرّت أمهاتهن بانقطاع الطمث المبكر. إذا كانت والدتك حدث لديها انقطاع الطمث مبكرًا فمن المحتمل أن يكون لديك نفس التجربة ستة أضعاف.
جراحة الرحم
ليس من المستغرب أن تؤدي إزالة كلا المبيضين إلى انقطاع الطمث على الفور لأنهما مسؤولان عن إفراز الهرمونات، بل وحتى إزالة مبيض واحد يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في الإنتاج الكلي لهرموني الاستروجين والبروجسترون.
عندما تخضع النساء لاستئصال الرحم غالبًا ما يتم ترك المبايض في مكانها لمنع انقطاع الطمث، لكن ذلك قد لا يكون كافيًا لمنع هذه الحالة حيث يمكن أن يؤدي الاستئصال إلى انقطاع الطمث الجراحي نفسه نظرًا للتغير الذي طرأ على تدفق الدم إلى المبايض.
صعوبة الحمل
إذا تم تشخيصك من قبل بتناقص احتياطي المبيض أثناء خضوعك لعلاجات العقم فأنت على الطريق إلى وقف مبكر للخصوبة، لأن هذه الحالة تعني أن المبايض تحتوي على عدد أقل من البصيلات التي ستتحول إلى بويضات، لذلك سيكون من الصعب الحمل وسرعان ما تصلين إلى سن اليأس.
النحافة الشديدة
عندما يتعلق الأمر بانقطاع الطمث المبكر فإن نقص الوزن بدرجة كبيرة يُعد عامل خطر أكبر من السمنة حيث يتم تخزين الإستروجين في الأنسجة الدهنية لذا فإن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من احتمالية تأخر انقطاع الطمث نظرًا لوجود المزيد من هرمون الإستروجين.
على العكس من هذا فإن النحافة الشديدة، إما بسبب سوء التغذية أو الإصابة باضطراب في الأكل، يعني أن هناك نسبة أقل من الدهون وبالتالي مستوى أقل من هرمون الاستروجين واحتمال أكبر لحدوث انقطاع الطمث المبكر.
أمراض المناعة الذاتية
هذا النوع من الأمراض يعني أن جسمك يهاجم نفسه لذلك بالنسبة للنساء المصابات بأمراض، كالذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الغدة الدرقية، فمن الممكن أن تتلف خلايا مناعة البويضات لديهن، فأنواع معينة من أمراض المناعة الذاتية تنتج أجسامًا مضادة قد تهاجم عن طريق الخطأ أنسجة المبيض مما يؤدي إلى فشل المبايض المبكر.
تتسبب بعض الأمراض من هذا النوع أيضًا في إلحاق الضرر بالغدد التي تفرز الهرمونات، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن ما يصل إلى 20 بالمئة من النساء المصابات بفشل المبايض المبكر مصابات أيضًا بأمراض المناعة الذاتية.
عدم انتظام الصبغيات
حالة عدم انتظام الصبغيات، أو الكروموسومات، تُعرف بمتلازمة تيرنر حيث تفقد المرأة جزءًا من، أو كل، واحد من اثنين من كروموسومات X. لا تعمل المبايض عند النساء المصابات بالمتلازمة بشكل جيد وغالبًا لا تنتج الهرمونات اللازمة لبدء سن البلوغ ولكن يمكن أن تكون المرأة حاملةً لحالة كروموسومية أخرى، وهي متلازمة اكس الهشة دون أن تدرك ذلك، وتكون عرضة لعدم كفاءة المبيض.
التدخين والتدخين السلبي
إذا كنت مدخنة فأنتِ تعلمين بالفعل آثاره الضارة، ويمكن أن ينتقل بك إلى سن اليأس قبل عامين مما كان متوقعاً، وهذه نتيجة لتأثيرات النيكوتين المضادة لهرمون الاستروجين. وجد باحثون بقيادة معهد روزويل بارك للسرطان في بوفالو في نيويورك، أن النساء اللواتي دخن 100 سيجارة أو أكثر في حياتهن لديهن فرصة أكبر بنسبة 26% للإصابة بسن اليأس قبل سن الخمسين.
أيضاً التعرض لسموم التدخين السلبي (التدخين بواسطة شخص مجاور) بشكل منتظم في المنزل أو العمل كان له أيضًا معدل أعلى في انقطاع الطمث المبكر.
الإجهاد النفسي
في حين أن الإجهاد النفسي والتوتر وحده لا يسبب انقطاع الطمث المبكر إلا أنه قد يساعد في ذلك، حيث يؤدي إلى ضعف وظيفة المبيض. أظهرت الأبحاث الحديثة من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن التوتر ربما يلعب دورًا في جعل المرأة تدخل سن اليأس.
من الجيد أنه، إلى جانب التدخين والوزن، من العوامل التي يمكن التخلص منها، وبالتالي الحد من احتمالية بلوغ سن اليأس مبكراً، هذا في حالة غياب أسباب أخرى لا يمكن تغييرها كالأمراض.
