5 فبراير 2024

هل يخاف طفلك من الظلام؟ كيف تساعده على تجاوز هذا الخوف؟

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

هل يخاف طفلك من الظلام؟ كيف تساعده على تجاوز هذا الخوف؟

أن يكون لدى طفلك خيالات حيّة، فهذا جزء من متعة الطفولة، وجزء طبيعي من نموّه الصحي، كما أن تخيّل وجود أصدقاء له بين ألعابه، أو داخل غرفته، يمكن أن يكون أمراً طبيعياً أيضاً، ولكن عندما تبدأ هذه التخيلات الصغيرة بالاندفاع نحوه في وقت النوم، فقد يؤدي ذلك إلى موقف مخيف بالنسبة إليه.. وليلة طويلة بالنسبة إليك.

الخوف من الظلام يشبه تقريباً شارة تميّز الطفولة. وسواء كانوا يخشون الوحش تحت السرير، أو الساحرات في خزاناتهم، يمكن أن يكون إطفاء الأنوار وقتاً مخيفاً للأطفال. لكن الخوف من الظلام يمكن أن يمنع طفلك من الحصول على قسط كافٍ من النوم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مجموعة كبيرة من المشاكل، الصحية والسلوكية.

يقول الخبراء في هذا الشأن إن من الشائع، نسبياًً أن يكون لدى الأطفال الصغار في مرحلة ما، مخاوف غير عقلانية. والطريقة التي يتعامل بها الآباء مع هذه المخاوف، وتقديم الطمأنينة للأطفال ستؤثر في قدرتهم على النوم، والاستمرار فيه.

هل يخاف طفلك من الظلام؟ كيف تساعده على تجاوز هذا الخوف؟

كيف تساعد طفلك في التغلب على خوفه من الظلام؟

ليس طفلك وحده من يخاف الظلام. إذ يشعر الكثير من الأطفال بالتوتر أثناء الليل. ومع ذلك، فإن النوم بشكل سليم مهمّ لنموّهم، (وأنت بحاجة إلى نومك أيضاً!).. يقدم الخبراء النصائح التالية لمساعدة طفلك في التغلب على مخاوفه:

1- معرفة السبب الرئيسي للخوف الذي يشعر به طفلك

اكتشف ما الذي يخيف طفلك في الظلام. اطرح أسئلة مفتوحة للسماح لطفلك بإخبارك بما يثير خوفه. استمع إلى طفلك لمساعدته على تحديد خوفه، وتسميته.

يقول المتخصصون إن ما قد يبدو مضحكاً، أو تافهاً، بالنسبة إليك قد يبدو حقيقياً للغاية بالنسبة إلى طفلك. فعندما يشعر الطفل بالخوف، سيكون من المفيد له مشاركة ما يشعر به من خوف مع شخص ما. إن شعور الطفل بوجود من يستمع له يمكن أن يساعده على رفع ثقل هذا الخوف عن كاهله.

إن معرفة ما هو الشيء الذي يخيفه بالضبط في تلك الليلة، سيساعدك على التحدث معه حول هذا الموضوع، وتقديم دعم خاص يتعلق بما يخاف منه، بالتحديد.

2- لا تعزّز الخوف لدى طفلك

من الأفضل عدم المشاركة في الخوف الذي ينتاب طفلك من الأشياء التي تتراءى له خلال الليل. على سبيل المثال، لا تَعِده بتخليص غرفته من المخلوقات، أو فحص الخزانة بحثاً عن الوحوش، لأن هذا يمكن أن يعزز مخاوفه. إذا اعترفت بوجود الكائن المثير للخوف، فقد يؤدي ذلك إلى اعتقاد طفلك بوجود شيء يدعو للقلق حقاً.

بدلاً من ذلك، اعترف بخوفه، لكن لا تقتنع به. قل أشياء مثل «أنا أفهم أنك تخاف من الظلام، وتعتقد أن فرانكنشتاين سيأتي من نافذتك. لكن فرانكشتاين ليس حقيقياً. لا يستطيع أن يؤذيك».

هل يخاف طفلك من الظلام؟ كيف تساعده على تجاوز هذا الخوف؟

3- شجّع طفلك على البقاء في غرفته كي يواجه مخاوفه

إذا اضطررت إلى ذلك، فمن الأفضل أن تنضم إلى طفلك في غرفته لتوفير الراحة له، بدلاً من السماح له بمغادرة غرفة نومه، والانضمام إليك في غرفتك، أو في غرفة أخرى، لأن هذا سيؤدي إلى تأخير النوم فقط، ولا يسمح لطفلك بالاسترخاء في النوم.

في وقت النوم، ذكّر طفلك بأن كل شيء على ما يرام، وأنه آمن، ولن يزعجه شيء، ويمكنه النوم بشكل مريح في سريره طوال الليل. سيساعد ذلك على تعزيز ثقة طفلك بأن سريره هو مكان آمن.

4-أعطِه الطمأنينة واترك غرفته

إذا استيقظ طفلك في منتصف الليل، فطمئنه، مرة أخرى، أن كل شيء على ما يرام، وأن غرفة نومه آمنة. ومرة أخرى، ذكّره أيضاً بأنه لا يوجد ما يخشاه، ووفّر له بعض الراحة، واترك غرفته.

يشدد الخبراء على أنه لا يُنصح بالبقاء في غرفة طفلك إلا إذا كان خائفاً للغاية. عندما تبقى في مكانك، أو تسمح له بالدخول إلى غرفتك، فإنك بذلك ستواصل تعزيز فكرة أن هناك شيئاً يدعو للقلق.

5- قم ببناء ثقة طفلك بنفسه

إن بناء ثقة طفلك بنفسه، ومهارات التأقلم خلال النهار، يمكن أن يساعده في التغلب على خوفه من الظلام.

وخلال ساعات النهار، مارس الأنشطة التي تساعد على بناء الثقة بالنفس. على سبيل المثال، اطلب من طفلك أن يتحدث عن مخاوفه وتجاربه أثناء وقت النوم، بينما لا يزال ضوء الشمس ساطعاً. قد تتمكن من مناقشة طرق بديلة للرد على هذه المخاوف أو التعامل معها، ما قد يساعد طفلك على تقليل الشعور بالخوف أثناء الليل.

6 - التزم بالروتين اليومي لنوم طفلك

عادة ما ينصح الأطباء بالحفاظ على روتين وقت النوم خفيفاً وسعيداً وممتعاً.

في غضون 30 إلى 60 دقيقة، قبل وقت النوم، لا تعرّض طفلك لأفلام مخيفة، أو برامج تلفزيونية، أو قصص مخيفة قبل النوم، أو موسيقى أو مقاطع فيديو مخيفة، أو غيرها من المحفزات التي قد تزعج طفلك.

وبدلاً من ذلك، يمكنه الاسترخاء من خلال حمام مريح، والأنشطة المهدئة، مثل قصص الأطفال المرحة، والألغاز المناسبة لعمره.

هل يخاف طفلك من الظلام؟ كيف تساعده على تجاوز هذا الخوف؟

7- جرّب الأضواء الليلية والأشياء الأمنية لطمأنة طفلك

يستجيب بعض الأطفال جيداً لوجود حيوان محشو خاص بهم، أو بطانية معهم في السرير، لتوفير المزيد من الراحة والشعور بالأمان.

القليل من الضوء قد يفي بالغرض أيضاً. بعض الأطفال الذين يخافون من الظلام يجدون إحساساً بالأمان في ظل وجود ضوء الليل، أو مصباح خافت جداً في غرفهم. قد يفضل الطفل أيضا ترك باب غرفة نومه مفتوحاً، أو موارباً، طالما أن طفلك يعرف أن الباب المفتوح ليس دعوة للتجول خارج غرفته بعد وقت النوم.

8- احرص على التعزيز الإيجابي لطفلك

يمكن للأطفال، والأطفال الأصغر سناً، الاستجابة بشكل جيد للمكافآت مقابل السلوك الجيد. يقول الخبراء إن الطريقة المعتادة والقديمة بتقديم الثناء والحوافز التي تكافئ النوم السليم يمكن أن تساعد في إعطاء الأطفال سبباً لمواجهة خوفهم من الظلام.

بعد ليلة من النوم الجيد، قم بالتشجيع الإيجابي «لقد قمت بعمل رائع بالبقاء في سريرك الليلة الماضية! أنا فخور جداً بك!». يمكنك أيضاً التفكير في مكافآت صغيرة، مثل ملصق، أو جوائز صغيرة أخرى، لتعزيز السلوك الجيد.

الخوف من الظلام ليس بالأمر غير المعتاد بالنسبة إلى لأطفال، وحتى لبعض البالغين. ولكن ربما لا يوجد وحش أكثر رعباً من طفل محروم من النوم. إذا استمر الخوف من الظلام لفترة طويلة من الزمن، أو كان مصحوباً بمخاوف أخرى، أو مخاوف مفرطة، ففكر في التحدث مع طبيب مختص.

اقرأ أيضاً:
- الخوف عند الأطفال.. ما أسبابه وكيف نتعامل معه؟
- 4 استراتيجيات تساعد الأطفال النشطين على النوم

 

مقالات ذات صلة