نسمع بين الحين والآخر، قصصاً عن نساء حمَلن ونجح حملهنّ، وهنّ في سِن الأربعينيات أو الخمسينيات، أو حتى أكبر من هذا السِّن. ومع ذلك، فإن احتمالية إنجاب الأطفال تتضاءل مع تقدم المرأة في العمر؛ وفرصة الحمل بشكل طبيعي بعد انقطاع الطمث (سِن اليأس)، تكون شبه معدومة. هذا طبعاً كلام العلم والعلماء، والأمر، أولاً وأخيراً، بيد الله.
يقول العلم قد تكونين قادرة على الحمل في بعض الظروف، إذا مررت بمرحلة انقطاع الطمث. حيث مكّنت علاجات الخصوبة بعض النساء من الحمل من دون حدوث دورة شهرية.
وسواء كنت مهتمة بفرصة الحمل في سِن 37 أو 55 عاماً، إليك ما يجب أن تعرفيه عن احتمالية الحمل بعد انقطاع الطمث، ومخاطره المحتملة.
مراحل انقطاع الطمث
نستعرض في البداية المراحل الثلاث لانقطاع الطمث:
فترة ما قبل انقطاع الطمث
غالباً ما تبدأ فترة ما قبل انقطاع الطمث خلال الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، وتستمر لمدة خمس سنوات، أو أكثر. وتلاحظ العديد من النساء اللواتي يمررن بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث تغيّرات في الدورة الشهرية أولاً، مثل النزيف الخفيف، أو الدورات غير المنتظمة.
وخلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أيضاً، تبدأ مستويات الهرمونات في الجسم، مثل هرمون الإستروجين، والبروجستيرون، بالتحول بشكل كبير.
هذه التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأعراض، بما في ذلك:
مرحلة انقطاع الطمث (سِن اليأس)
انقطاع الطمث هو جزء طبيعي من الشيخوخة الصحية. يُطلق على انقطاع الطمث أحياناً اسم «تغيّر الحياة»، ويشير إلى النقطة الزمنية التي لا تأتي فيها الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً على التوالي. وتصل معظم النساء إلى سِن اليأس بين سن 45 و55 عاماً، على الرغم من أنه قد يحدث مبكراً، أو لاحقاً في بعض الحالات.
مرحلة ما بعد انقطاع الطمث
ما بعد انقطاع الطمث هي الفترة التي تتوقف فيها الدورة الشهرية للمرأة بشكل دائم. وعلى الرغم من أنه يختلف بشكل كبير من امرأة إلى أخرى، فإن متوسط العمر الذي تصل فيه المرأة إلى سن اليأس، وتدخل في فترة ما بعد انقطاع الطمث هو 51 عاماً.
بعد انقطاع الطمث، يلاحظ العديد من النسوة تغيّرات في وزنهن، وتكوين الجسم، مثل كيفية توزيع الدهون في الجسم، ومستويات الطاقة، والمزاج، والصحة العامة والرفاهية. وهناك أيضاً العديد من المضاعفات المحتملة طويلة المدى المرتبطة بفترة ما بعد انقطاع الطمث، بما في ذلك:
ترتبط العديد من المضاعفات الصحية بعد انقطاع الطمث بانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، في حين ترتبط مضاعفات أخرى بالشيخوخة. وغالباً ما يمكن معالجة هذه الأعراض بتغيير نمط الحياة، أو العلاج الهرموني، أو المكملات الغذائية، أو الأدوية، أو مجموعة من العلاجات.
هل يمكنك الحمل خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث؟
على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون لديك حمل غير مخطط له خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، إلا أن الأمر ليس مستحيلاً. وبالنسبة إلى معظم النساء، تبدأ فرصة الحمل بالانخفاض في سن الثلاثين. ويتبع هذا الانخفاض انخفاض آخر في أواخر الثلاثينيات، وكذلك انخفاض كبير وسريع، عندما يصلن إلى أواخر الأربعينيات.
عندما تلاحظين الأعراض الأولى لفترة ما حول انقطاع الطمث، مثل غياب الدورة الشهرية، فمن المحتمل أن يكون احتياطي المبيض لديك قد انخفض بشكل ملحوظ. كما أن التغيّرات في مستويات هرمون الإستروجين، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وانخفاض الدافع الجنسي، قد تجعل من الصعب الحمل خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث.
هل يمكنك الحمل أثناء انقطاع الطمث؟
خلال مرحلة انقطاع الطمث، ليس من الممكن الحمل بشكل طبيعي، لأن الدورة الشهرية قد انتهت. وإذا لاحظت أعراض انقطاع الطمث، وترغبين في إنجاب طفل، فتحدثي إلى الطبيب حول اختبار الخصوبة، حيث بالإمكان إجراء اختبار مستويات الهرمونات المرتبطة بالخصوبة، مثل الهرمون المضاد لمولر، والهرمون المنبّه للجريب، وبالتالي يمكن أن يساعدك هذا على معرفة المزيد عن احتمالية الحمل خلال السنوات القليلة المقبلة.
هل يمكنك الحمل في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث؟
بشكل عام، لا يمكن للنساء الحمل بشكل طبيعي بعد انقطاع الطمث، لأنهن لن يتمكنّ من الإباضة. ومع ذلك، يمكن لطرق تكنولوجيا الإنجاب المساعدة أن تجعل من الممكن حدوث حمل أثناء فترة ما بعد انقطاع الطمث.
التلقيح الاصطناعي بعد انقطاع الطمث
يمكنك الحمل باستخدام علاجات الخصوبة، مثل الإخصاب في المختبر، التلقيح الاصطناعي، وهو شكل من أشكال العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، والذي يتضمن دمج البويضة مع الحيوانات المنوية في المختبر، وبعد الإخصاب، يتم نقل الجنين إلى رحم الأم.
مخاطر الحمل قبل وأثناء وبعد انقطاع الطمث
تتعرض النسوة اللاتي يحملن في سِن 35 عاماً، أو أكثر، إلى خطر متزايد، بسبب:
مراجعة سريعة
إذا كنت تمرّين بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، فإن فرصتك في الحمل من دون علاجات الخصوبة تكون منخفضة، ولكنها ليست معدومة. ومع ذلك، فإن الوصول إلى سِن اليأس، وما بعد انقطاع الطمث، يجعل الحمل الطبيعي غير مرجّح.
وإذا مررت، بالفعل، بفترة انقطاع الطمث ولكنك ترغبين في الحمل، فتحدثي إلى الطبيب حول إمكانية إجراء التلقيح الاصطناعي.
اقرئي أيضاً: 8 مشاكل صحية تبدأ في سن اليأس
