17 مارس 2022

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

كاتبة صحافية

كاتبة صحافية

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

اسمها كاري سيموندز، أو مسز جونسون، وهي زوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

امرأة تفرط في استغلال منصب زوجها وتميل كثيراً إلى اقتناء البضائع والثياب الغالية بحيث إن صحف لندن أطلقت عليها تسمية «كاري انطوانيت»، نسبة إلى ملكة فرنسا ماري انطوانيت التي كانت شديدة البذخ إلى أن قطع الثوار رأسها بالمقصلة.

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

ما الذي يفعله الحب بالرجال إذا جاءهم في سن الكهولة؟

الجواب هو المشكلات المتتالية التي يتعرض لها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بسبب تصرفات زوجته الثالثة كاري سيمونز التي اقترن بها في العام الماضي بعد علاقة أثمرت طفلاً قبل الزواج وطفلاً ثانياً بعده.

وقد تزايدت الضغوط على جونسون في الفترة الأخيرة بعد أن تسربت معلومات عن حفلات حضرها في مقر رئاسة الوزارة مع مجموعة من موظفي مكتبه رغم أن التجمعات كانت محظورة بسبب الجائحة.

لكن أكثر السهام الموجهة لجونسون هي تلك التي تتعلق بزوجته. فما حكايتها؟

معلومات مثيرة كشفها كتاب «دسائس السيدة الأولى»

الجواب في كتاب من المقرر أن يصدر أواخر مارس من هذا العام ويتضمن تفاصيل نشأتها وحياتها مع معلومات مثيرة من النوع الذي تعشقه الصحافة الشعبية في لندن. عنوان الكتاب «دسائس السيدة الأولى». وتحت هذا العنوان الرئيس هناك عنوان ثان هو «في بلاط كاري وبوريس جونسون». والكتاب ليس من تأليف أحد الصحفيين الذين اعتادوا النبش في حياة المشاهير بل كتبه رجل الأعمال مايكل أشكروفت، الملياردير الذي اعتاد التبرع بسخاء لحزب المحافظين، وهو سيرة لاذعة تتهم مسز جونسون بالغيرة والتلاعب والجشع والمحسوبية وبأنها ذات تأثير خطير على زوجها.

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

هل تسكت كاري؟

الكتاب لم يصدر بعد، ولم يقرأه سوى قلائل. لكن تفاصيله تسربت للعلن من خلال فصل من الكتاب نشرته صحيفة «ذا ميل أون صانداي» وفيه يتهم الزوجة البالغة من العمر 33 عاماً بأنها ذات تأثير سيئ على زوجها وبأنها وراء سلسلة الفضائح التي لاحقته في الأشهر الأخيرة وأضعفت مركزه.

بل يمضي المؤلف في إطلاق التهم ويؤكد أن زوجة جونسون التي تصغره بـ 26 عاماً تتدخل في بعض قراراته السياسية. وطبعاً ما كان يمكن السكوت على اتهامات بهذا الثقل، وجاء الرد على ما جاء في الكتاب من خلال تصريح لمتحدث رسمي نشرته صحيفة «التايمس» وقال فيه بأنه «مجموعة أكاذيب».

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

قبل تسلمه رئاسة الوزارة، كان جونسون عمدة للندن ووزيراً للخارجية. ويذكر المؤلف أن زوجته كانت تستخدم هاتفه الخاص، في تلك الفترة، وترسل رسائل وتوجيهات إلى مساعديه توحي بأنه هو من بعث بها.

ومن جهتهم، حاول بعض المساعدين عرقلة مخططاتها، فكانوا يطلبون، مثلاً، من سائقي التاكسي سلوك طريق أطول من المعتاد لكي تصل مسز جونسون متأخرة عن مواعيد افتتاح عدد من المناسبات.

إن المساعدين يسمونها «ليدي ماكبث»، نسبة إلى تلك الشخصية التي وردت في مسرحية شهيرة لشكسبير.
ويؤكد المؤلف أن جونسون توسل لمساعديه في عدد من المرات قائلاً: «لا تفعلوا شيئاً من شأنه أن يجعل زوجتي تعذبني عند عودتي إلى المنزل. إن حياتي في البيت بائسة».

كاري سيمونز
كاري سيمونز

يروي المؤلف الكثير عن الشخصية الغيورة والمتسلطة لكاري سيموندز، والدة آخر طفلين لبوريس جونسون، وينفريد البالغ من العمر عاماً واحداً ورومي التي ما زالت في شهرها الثاني.

إنها أول حالة ولادة تجري في مقر رئاسة الوزارة منذ 150 عاماً على هذا المقر الشهير في العاصمة البريطانية.

وهو يقول إنها سعت لكي تخلق فراغاً حول زوجها وتقطع صلته بالمقربين منه. فقد استهدفت أفراد عائلته وقطعت علاقاته بأبنائه الأربعة الكبار الذين رزق بهم من زوجته السابقة مارينا ويلر، ثم قطعت علاقاته بأصدقائه، وحتى بأخلص مساعديه.

فقد كانت وراء الاستغناء بكثير من الدهاء عن خدمات الكثيرين منهم. ومن هؤلاء إيلي ليونز، المستشارة الخاصة السابقة التي جرى استبعادها لأنها كانت جذابة وذكية والمفضلة لدى إدارة حزب المحافظين.

لقد استخدمتها كاري في البداية لتقوم بـ «الأعمال القذرة» ثم تخلت عنها بشكل بات ووضعت حداً لوظيفتها، وهو المصير نفسه الذي تلقاه لي كلين في عام 2020، الرئيس السابق للعلاقات العامة للحزب وغيره من المسؤولين.

«كاري انطوانيت»

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

كانت كاري تتحرك في الخفاء للتخلص ممن لا يتفق مع تدخلاتها حتى ولو كان من أكفأ الموظفين وممن يعود إليهم الفضل في فوز جونسون عام 2019. وبلغ الأمر أن نشرت صحيفة «الجارديان» تقريراً جاء فيه أن كل الوظائف المهمة في الحزب يشغلها مقربون من السيدة كاري سيموندز.

لكن استبعادها لمن لا ترغب فيه وتقريبها لمن ترتاح له يبقى الجانب الرسمي من الحكاية.

وهناك جانب شخصي يتعلق بنفقاتها وحبها للغالي من الثياب والأثاث وبالمستوى المعيشي للزوجين. وهو ما جعل الصحافة تطلق عليها لقب «كاري انطوانيت». فقد تعرض جونسون للانتقاد بسبب فضيحة ورق الحائط الذي تم تجديده في جناحه بمقر رئاسة الوزارة، حيث بلغت تكاليفه 232 ألف يورو.

لكن المبلغ ليس مهماً لو كان قد دفعه من جيبه، ذلك أن الشكوك حامت من أن الحزب هو من سدد الفاتورة.

كاري سيمونز
كاري سيمونز

فضيحة كادت تودي بمنصب جونسون

ثم جاءت فضيحة الحفلات التي أقيمت في مقر رئاسة الوزراء، أي في العنوان الشهير: 10 داوننج ستريت في لندن، وقد جرت خلال السنتين الأخيرتين حين كان البلد في حالة إغلاق بسبب وباء «كورونا» ومنع للتجمعات، وهي فضيحة كادت تودي بمنصب جونسون وتدفعه إلى الاستقالة.

وهذا أمر ما زال يلقي بالشكوك عليه ويضعه في منطقة قاتمة. وهو ليس المستهدف الوحيد بل تشاركه كاري في تلقي السهام لأنها متهمة بأنها هي التي نظمت حفل عيد ميلاد زوجها في صيف 2020 بشكل سري للتحايل على قرارات التباعد ومنع التجمعات.

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

لعبت كاري دوراً في فضيحة أخرى نسبت لزوجها. فعندما سيطرت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، صيف العام الماضي، اتخذ جونسون قراراً بإنقاذ الحيوانات، لاسيما القطط والكلاب، على حساب أرواح البشر الذين سعوا لمغادرة البلاد.

فقد وافق رئيس الوزراء البريطاني على إجلاء الحيوانات التابعة لجمعية «نوزاد» التي يديرها بول فارثينج، أحد قدامى ضباط البحرية ممن تربطه صداقة بالسيدة كاري. إن هذه الأخيرة ملتزمة جداً بجمعيات حماية حقوق الحيوان، وهي تنشط في مؤسسة «أسبينال» منذ أن تركت منصبها كمديرة للاتصالات في حزب المحافظين عام 2018.

الأخطاء الفادحة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

عموما، هذا الكتاب من شأنه أن يزيد من الأعباء النفسية الواقعة على كاهل بوريس جونسون. ولا شك أن الرأي العام سيطالبه بتوضيح ما ورد فيه من اتهامات حتى ولو كانت مزاعم.

وقد سارع المقربون من زوجته كاري إلى الرد واصفين محتوى الكتاب بالأكاذيب «الذكورية» التي تستهدفها لأنها كانت موظفة نشيطة في الحزب، وهي اتهامات صادرة عن عاملين سابقين يحملون لها الكراهية ويعانون المرارة بسبب فقدانهم لمراكزهم.

ويؤكد أصدقاء كاري أنها لا تتدخل في قرارات زوجها ولا تقوم بأي دور رسمي داخل الوزارة. هذا ما أعلنه ساجد جويد وزير الصحة والضمان الاجتماعي في مقابلة له مع «سكاي نيوز».

أما الرد الأقوى فقد جاء من جونسون نفسه الذي هدد بملاحقة المؤلف أمام القضاء رغم أن الكتاب لم يصدر بعد. وطبعاً فإن أشكروفت ودار النشر «باتباك» يشعران بالسعادة لأن هذه القضية ستكون خير دعاية للكتاب وهي سترفع من مبيعاته.

 

مقالات ذات صلة