15 أكتوبر 2024

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

تركّز الدكتورة تاتيانا خوري، أخصائية الأشعة التداخلية للثدي في مستشفى «كينغز كولدج»- لندن بدبي، على مساري التوعية بالفحص المبكر لسرطان الثدي وعلى تعزيز القوة الداخلية للنساء والتواصل مع أجسادهنّ.

من خلال حكايات النساء التي تسردها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحاول د.خوري رصد أبعاد الألم الذي تعاني منه النساء المريضات بسرطان الثدي والإضاءة على ملامح الأمل وقدرة المرأة على التحمل لتحرّك أسئلة الوعي لديها.

معها لقاء يسلّط الضوء على أهمية الفحص الدوري ومخاوف البعض من التعرض للأشعة والتغيرات الجوهرية التي تطرأ على حياة هؤلاء المريضات وعلى علاقتهنّ بمحيطهنّ:

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

شهر أكتوبر هو شهر التوعية بسرطان الثدي.. كطبيبة أشعة، إلى أي مدى يشكّل الخوف من الفحص عائقاً أمام النساء للشفاء؟

بصراحة، مع كل حملات التوعية التي نقوم بها، نتوقع أن تكون النساء أكثر وعياً وثقافة حول سرطان الثدي وأهمية الفحص الدوري، ولكن للأسف ما زلت أرصد أن كثيراً من النساء يخشين مواجهة الواقع ويفضلن تجاهل الموضوع ويغفلن عنه تماماً، رغم معرفتهن بتداعيات هذا التوجه لأن الفحص المبكر هو المفتاح لتجنب المضاعفات..

هدفنا أن نكون بجانب المرأة وليس إجبارها على شيء، لنشرح لها الهدف من إجراء هذه الفحوصات، كونها الخيار الوحيد الذي نمتلكه كأطباء وتمتلكه المرأة، خصوصاً أشعة «الماموجرام» التي تمكننا من اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة بحيث تصل نسبة الشفاء منه إلى 100%، وكفريق طبي نعمل على دعم المرأة بكل مراحل الفحص والعلاج.

تتمحور المخاوف حول التعرض للأشعة خلال الفحوصات، كيف يمكن طمأنة النساء حول هذا الأمر؟

كلنا نشعر بالقلق تجاه التعرض للأشعة، لكن أؤكد أن الفائدة من «الماموجرام» تفوق أي مخاطر صغيرة من التعرض للأشعة، نسبة الإشعاع في «الماموجرام» توازي تقريباً الإشعاع الذي نتعرض له عند السفر بالطائرة، فلا أحد يلغي رحلاته لهذا السبب، فلماذا نلغي فحصاً قد ينقذ حياتنا؟ الخوف من الأشعة ليس مبرراً لتجاهل الفحص، خاصة وأن «الماموجرام» قد يكون الوسيلة التي تنشلها من براثن الموت إلى الحياة.

الصورة الصوتية غير كافية بعد سن الأربعين و"الماموجرام" ضرورة للإحاطة بكل أبعاد تشخيص سرطان الثدي

متى يجب على المرأة أن تبدأ الفحص الدوري للكشف عن سرطان الثدي، وما الإجراءات الطبية التي يجب اتباعها؟

وفقًا للتوصيات الأمريكية، يُفضل أن تبدأ المرأة بإجراء فحص «الماموجرام» عند عمر الأربعين كونه الأساس في تشخيص سرطان الثدي، وبعد ذلك يمكن أن يقرر طبيب الأشعة إذا كانت هناك حاجة لإضافة صورة صوتية أو لا، ولكن لا يمكن الاعتماد على الصورة الصوتية فقط بعد الأربعين من دون «الماموجرام»، باعتبار أن الصورة الصوتية قد تكشف بعض الأمور، لكنها قد تغفل أبعاداً لا تظهر إلا في «الماموجرام».

إذاً، ما هي الأعراض التي يجب أن تنتبه إليها المرأة وتدفعها لزيارة الطبيب؟

دائماً ما أقول للنساء أن يكنّ على دراية جيدة بأجسادهنّ، لأنّ المرأة تعرف تفاصيل جسدها أكثر من أي طبيب.

فإذا شعرت المرأة بوجود كتلة غير مألوفة في صدرها، عليها أن تراجع الطبيب فوراً، كذلك التغيرات في الجلد، مثل ظهور تغيرات غريبة أو تغير في شكل الحلمة، إذا كانت طبيعية وفجأة صارت غائرة، أو إذا لاحظت أن حجم أحد الصدرين أصبح أكبر أو أصغر من الآخر، وهي إشارات يجب عدم تجاهلها، بعد انتهاء الدورة الشهرية، من المهم أن تلاحظ المرأة أي تغيرات في شكل أو حجم الثديين، لأن وعي المرأة بجسدها هو جزء أساسي من الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

ما هي أبرز تجارب مريضات سرطان الثدي التي أثرت فيك بشكل خاص؟

أتذكر حالة مريضة شابة جاءت إلينا بعد اكتشاف إصابتها بالسرطان في عمر صغير، كانت قد فقدت والدتها ووالدها مؤخراً، وتعيش في الغربة بعيدة عن أصدقائها الذين يعّدون على أصابع اليد الواحدة، كانت تواجه صعوبة كبيرة في تقبل العلاج الكيميائي، ولكنها أخبرتني أن الشيء الذي ساعدها في تجاوز هذه المرحلة الصعبة كان ألبوم الصور الذي يحتوي صوراً قديمة تجمعها بوالدتها.

كانت تفتح هذا الألبوم وتتأمل صور الذكريات الجميلة التي عاشتها مع والدتها، والتي جعلتها تتذكر أن الحياة كانت مليئة باللحظات السعيدة، مثل الذهاب إلى البحر أو الاحتفال بأعياد الميلاد.هذه الصور أعادت لها الأمل وأعطتها القوة لبدء العلاج، وكانت ترى في الذكريات دافعاً للتفاؤل بحياة جميلة قد تصنعها مع عائلتها المستقبلية.

وهناك حالة أخرى لامرأة في منتصف الأربعينات كانت ناجحة في عملها وشخّصت بسرطان الثدي. ما أثر فيّ كان دعم زوجها الذي وقف بجانبها، حيث قال لها «نحن لدينا سرطان الثدي، وليس أنت فقط» وأظهرت هذه العبارة القوية أن المرض ليس مجرد تجربة فردية، بل يؤثر على الأسرة بالكامل.

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

نلاحظ تزايد إصابات سرطان الثدي بين الفئات العمرية الأصغر.كيف تتعامل الأجيال الجديدة مع هذا المرض؟

أرى أن الجيل الجديد أصبح أكثر وعيا. فهم يعتمدون على القراءة، البحث عبر الإنترنت، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، مما يجعلهم أكثر استعدادا لتقبل النصائح الطبية والفحوصات الدورية.

ورغم أن البعض قد يتأثر بعادات أسرته وثقافتها، في حال كانت الأم لا تخضع لفحوصات دورية، إلا أن هذا الجيل يظهر اهتمامًا أكبر بصحته. يسأل هذا الجيل كثيرا عن الابتكارات والتقنيات الجديدة في العلاج، وهذا يطمئنني بوجود وعي متزايد بأهمية الحفاظ على صحته والاستفادة من التكنولوجيا المتوافرة.

تزودين مرضاك بالطاقة الإيجابية. من أين تستمدينها لدعم مريضة سرطان الثدي؟

تأتي المريضة غالبا وهي تشعر بالخوف والارتباك، وتواجه مراحل صعبة جدا. دوري كطبيبة لا يقتصر على تقديم العلاج فقط، بل أعتبر أنني سند ومصدر لدعمها نفسيا. كإنسانة يكون عقلي وقلبي في صلب الحالة ولا أتعامل مع المريضات من منطلق طبيب ومريضة فقط، بل أرى نفسي شخصا يشارك في جزء من رحلتهن، وكأنهن أفراد من عائلتي وأعمل على إعطائهن الدعم والطاقة الإيجابية التي يحتجنها للانتقال من مرحلة صعبة إلى أخرى.

هذا الشغف ينبع من إحساسي بالمسؤولية تجاه الآخرين، ومن شعور كبير بالإنجاز والامتنان الذي أشعر به عندما أرى أنني قادرة على مساعدة مريضة وتقديم الدعم لها. فدوري في الحياة لا يقتصر على العمل بالمنطق والعقل فقط، بل هناك قلب ومشاعر يجب أن أقدمها أيضا وعندما أقدم طاقة إيجابية لمريضة في مرحلة تحتاج فيها إلى هذا الدعم، أشعر بأنني الجسر الذي يساعدها على العبور من مرحلة إلى أخرى.

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

تصادفين نساء يرفضن الإفصاح عن مرضهن حتى لأقرب الناس، ما السبب؟

نعيش في مجتمع قد يكون، في بعض الأحيان، قاسياً على المرأة، ما يجعل بعض النساء يشعرن وكأنهن محاصرات أو أسيرات قوالب معينة، عندما تُصاب المرأة بمرض مثل سرطان الثدي، قد تشعر بأنّ المجتمع لن يساندها بالشكل المطلوب، بل قد تشعر أنها مُدانة أو معرضة للانتقاد والظلم، لذلك تفضل بعض النساء عدم الإفصاح عن مرضهن، خوفاً من عدم تفهم المجتمع أو من الحكم عليهن، وهذا منطلق للإصابة بالأمراض النفسية التي تؤثر عليها مستقبلاً..

فالإفصاح والحديث عن المرض يساعد على التخفيف من الضغط النفسي، ولكن عندما تشعر المرأة أن المجتمع قد يظلمها، تفضل الصمت. لذلك نحن بحاجة لإرساء مجتمع أكثر وعياً ودعماً للمرأة التي تلعب دوراً أساسياً في بناء هذا المجتمع، ويجب أن تكون قوية ومدعومة مجتمعياً لاستكمال دورها.

تشعرين بالضيق عند إخبار مريضة بالنتيجة السلبية للفحص، كيف تؤثر هذه المشاعر عليك؟

المشاعر تتفاوت حسب كل حالة. أحياناً، أجد نفسي متضايقة لأنني أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه المرضى، وخاصة إذا كانت المريضة لديها أطفال صغار أو أهل مرضى. أضع نفسي في مكان المريضة وأتخيل كيف سأشعر لو كنت في موقفها، وهذا يجعلني أتضايق. ومع مرور الوقت، قد يعتاد الطبيب على التعامل مع هذه الحالات، لكن المشاعر الإنسانية تبقى حاضرة. أحاول دوماً أن أخفف عن المريضة قدر المستطاع لأنني أعلم أن الخبر صعب وثقيل.

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

كيف تديرين مشاعرك عندما تكشفين للمريضة عن وجود خلايا سرطانية؟

إدارة المشاعر في هذه اللحظات خطوة مهمة جداً. عندما نكتشف وجود خلايا سرطانية على الماموغرام أو الصورة الصوتية، يجب أن نكون حذرين في كيفية إيصال الخبر للمريضة. أحياناً, نحتاج إلى الوقت لنوضح الأمور بشكل تدريجي، خاصة إذا لم نكن متأكدين من المرحلة الدقيقة، وأعمل على شرح الوضع بطريقة تتناسب مع قدرتها على استيعابها. علينا أن نكون حساسين لمشاعرها وأن نساعدها في التهيئة النفسية لهذا الخبر، لأن الصدمة تكون قوية ويجب أن نكون مستعدين لتقديم الدعم اللازم.

كيف تميزين بين ردود فعل المريضات عندما تكشفين لهن عن التشخيص؟

ردود الفعل تختلف بناء على شخصية كل مريضة وكيفية تعاملها مع الصعوبات. غالباً ما تكون الصدمة أول رد فعل، حيث لا تستوعب المريضة الخبر في البداية. بعد مرور الوقت والتحدث مع الأطباء وفهم الصورة الكاملة، تتقبل معظم المريضات الوضع وتتعامل معه بشكل أفضل.

لكن هناك مريضات يكون رد فعلهن دراماتيكياً، ويصبن بالانهيار. ولكن مهما كانت ردود الفعل الأولية، فإن معظم النساء يتقبلن الوضع مع مرور الوقت ويستطعن تجاوز الصعوبات تدريجيا.ً

هل تفضلين أن تكون المريضة وحدها أثناء تلقي الخبر، أم تفضلين أن يكون معها شخص داعم؟

هذا يعتمد على حالة كل مريضة. بعض النساء يفضلن أن يكنَ وحدهن، لكنني دائما أفضّل أن يكون هناك شخص داعم معها، سواء كان زوجها، أو أحد أفراد عائلتها، أو أصدقائها. الدعم الاجتماعي مهم جداً خلال هذه المرحلة، سواء أثناء العلاج أو بعده، والحضور بجانب المريضة في الأوقات الصعبة يمكن أن يكون بمثابة جسر يساعدها على الانتقال من المرحلة الصعبة إلى الحياة الطبيعية.

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

من هو الشخص الذي تشعرين أنه يلعب دوراً أكبر في دعم المرأة خلال مرضها؟

في كثير من الحالات، ألاحظ أن للزوج أو الرجل دوراً كبيراً في حياة المرأة، سواء في النجاحات أو في الأوقات الصعبة مثل المرض. حتى وإن كانت المرأة قوية ومستقلة، يبقى الرجل سنداً لها، حيث أن الدعم الذي يقدمه الزوج من خلال اهتمامه وحبه يعزز نفسية المرأة بشكل إيجابي، وأنا ألاحظ الفرق الكبير عندما تكون المرأة مدعومة من زوجها مقارنة بمن تمر بظروف أصعب مثل الانفصال أو عدم وجود دعم.

وجود الرجل بجانب المرأة في هذه المرحلة يعيد لها القوة والثقة بنفسها، وهذا عامل محوري في رحلة العلاج.

وهناك قصص مؤثرة حول فقدان الأم وتداعيات ذلك على النساء اللواتي يواجهن السرطان، كون الأم تمثل دعماً عاطفياً غير مشروط ومصدر قوة لهنّ، كما تمثل رمزاً للحماية والدعم اللامحدود. عندما تواجه النساء المرض بدون دعم أمهاتهن، يشعرن بفقدان أحد أهم مصادر قوتهن، مما يمكن أن يضاعف تحدياتهن النفسية.

ولكن ماذا عن المشكلات النفسية ,في ظل عدم وجود دعم نفسي؟

الدراسات تشير إلى أن الضغط النفسي ليس السبب المباشر لظهور السرطان، ولكن يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على صحتنا العامة بطرق متعددة، مثل زيادة القابلية للإصابة بأمراض أخرى أو تسريع تطور الأمراض الموجودة بالفعل. لذلك، من المهم للنساء اللواتي يواجهن ضغطاً كبيراً أن يجدن طرقاً للتعامل مع هذا الضغط، مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء أو طلب الدعم النفسي.

كيف تتعاملين مع فقدان مريضة، خاصة عندما تكون صغيرة في السن؟

فقدان مريضة، خصوصا عندما تكون صغيرة في السن، هو من أصعب التجارب التي يمكن أن أواجهها. يؤلمني بشكل خاص أن المرض يؤثر على النساء في مرحلة مهمة من حياتهن، مثل عمر الأربعين أو الخمسين، عندما يكنّ في أوج عطائهن ويعتمد عليهن أفراد عائلاتهن. من المؤلم جداً أن يأخذ المرض حياة امرأة في هذه المرحلة، حيث يكون لها دور كبير في حياة أسرتها ومجتمعها.

أعتبر من واجبي أن أعمل على اكتشاف السرطان مبكراً وتقديم العلاج بأفضل شكل ممكن، لتجنب فقدان النساء في هذه المرحلة الحيوية ولتظل المرأة قادرة على مواصلة حياتها ومساهمتها في المجتمع.

الضغط النفسي والإجهاد يؤثران على جهاز المناعة ويزيدان من خطر الإصابة بالأمراض،منها السرطان،بشكل غير مباشر

هل أصبح لديك صداقات مع بعض المريضات؟

نعم، هناك العديد من المريضات اللواتي أصبحن صديقات لي وتتشكل علاقة قوية بيننا لأنهنّ يشعرن أنّني سند لهن خلال تلك الفترة الصعبة. بعضهن يعبرن عن تقديرهن الكبير لأننا اكتشفنا المرض في مراحله المبكرة وتمكنا من متابعة العلاج بفعالية، وهذا يساعدهن على الاستمرار في حياتهن بشكل طبيعي.

هل تستمدين بعض الأفكار التي تشاركينها على منصة "إنستغرام" من تجارب المريضات؟

بالتأكيد، الكثير من القصص التي أشاركها على "إنستغرام" تأتي من تجارب المريضات وأحاديثهن معي. هذه القصص تعلمنا دروساً هامة عن الحياة والألم والموت، وهي أمور نميل أحياناً لتجنبها. ولكن من المهم أن ندرك أنها جزء طبيعي من الحياة، وأن مواجهة هذه الحقائق يمكن أن تساعدنا في فهم أعمق للواقع وكيفية التعامل معه.

ماذا عن حالات محددة لنساء تصالحن مع أنفسهن بعد الإصابة بالسرطان، وهل تغيرت أولوياتهن بعد تجربة السرطان؟

نعم، هناك العديد من الحالات التي شهدنا فيها تحولات إيجابية بعد مواجهة السرطان، حيث تعاملن مع السرطان كمحطة لتحسين حياتهن وتوصلن إلى تحقيق التوازن النفسي واتباع استراتيجيات للتعامل مع التوتر، ما يساعد في تحسين نوعية حياتهن بشكل كبير.

فالعديد من النساء تغيرت أولوياتهن بعد تجربة السرطان وأصبحن أكثر تقديراً للحياة وللأشياء التي كانت تعتبر ثانوية في الماضي، وتحرّرن من الكثير من المخاوف. ولكن يبقى الخوف من عودة السرطان حاضراً في حياتهن وهذا الخوف طبيعي، حتى بالنسبة للنساء اللواتي تجاوزن المرض، لأنه يرتبط بالخوف من المستقبل

د.تاتيانا خوري للنساء: الفحوصات الدورية لسرطان الثدي واجب لأن الوعي ينتشلنا من الموت

ما رسالتك للمرأة في شهر التوعية بسرطان الثدي؟

في شهر أكتوبر، وهو شهر التوعية بسرطان الثدي، أود أن أوجه رسالة لكل امرأة بعدم إغفال الفحص الدوري..

أقول لكل امرأة: تذكري أن صحتك هي أولويتك القصوى واستمعي لجسمك وقومي بإجراء الفحوصات بانتظام، وفكري بمن حولك وتأثير هذا القرار على عائلتك ومحيطك ولا تترددي في طلب الدعم عندما تحتاجين إليه، قوتك ليست فقط في قدرتك على مواجهة التحديات، ولكن أيضاً في الوعي واتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة، وكوني على يقين بأنك لست وحدك في هذه الرحلة.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة