الزوجان المتوافقان المتفاهمان الأهم دائماً لتكوين أسرة سعيدة ضد الصدمات تواجه المشكلات والعراقيل بحب وتفاهم.. تتمنى الفتاة وأسرتها دائماً أن تحصل على الزوج حسن الخلق، الهادئ المسالم الذي لا يختلق المشاكل، وهي صفات جيدة، لكن إذا زادت عن حدها انقلبت ضدها وأصبحت سبباً قوياً في حدوث النفور بين الزوجين.
طرحت «كل الأسرة» عدداً من التساؤلات حول الزوج ضعيف الشخصية على مائدة خبراء الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية وسألتهم: كيف تتعامل الزوجة مع زوجها ضعيف الشخصية؟ وهل حياتها معه تكون سعيدة أم أن الجحيم في انتظارها؟
الزوج ضعيف الشخصية "دمية"
في البداية، تؤكد الدكتورة داليا عزام، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية وتعديل السلوك الأسري المعتمدة من جامعة عين شمس في القاهرة، أن ضعف شخصية الرجل هو بالفعل من العوامل المؤثرة سلباً على الحياة الزوجية، وتقول «المرأة كائن رومانسي ولكنها أيضاً تحب الرجل ذا الشخصية القوية، الذي يتخذ قراراته بعقل وحكمة وثقة دون تردد، بل إن بعض الزوجات يقلن إنهن لا يرضيهن إلا الزوج الذي يحكمهن ويقودهن بقوة وثقة. والواقع الذي نعيشه يؤكد أن الزوج السلبي الضعيف الشخصية يمنح زوجته الفرصة لتتحول إلى الشخصية المتسلطة المسيطرة التي تنتزع كل شيء بالقوة والإرهاب».
وتحذر الدكتورة داليا عزام الزوجات من الفرح بالارتباط بزوج ضعيف الشخصية لأن الزوج مسلوب الإرادة يكون كأنه مسير أو دمية بيد زوجته، ضعيف الشخصية لدرجة أن زوجته ممكن أن تأمره بقطع صلة الرحم وعقوق والديه والبراءة من إخوته وهو ينفذ بكل سهولة دون تفكير أو تأنٍ، لكنه لا يصلح لبناء أسرة ويكون أيضاً محط سخرية الناس وامتعاضهم منه.
وتضيف «لا تسلبي شخصية زوجك لأن ابنك سوف يصبح مثل والده كما تفعلين في والده، يصبح هو مسلوب الشخصية أمام زوجته، وكما تدين تدان، فدائماً ما يكون سبب ذلك يرجع إلى طريقة التربية الخطأ التي يتبعها معه الأهل، فهم للأسف عودوه على الاعتماد عليهم في كل شيء، خاصة إذا كان من النوع الذي تعود أن تقوم له والدته بكل شيء بنفسها وبالتالي أصبح لا يعتمد على نفسه مطلقاً. وللأسف هذا الابن حين يصبح رجلاً وزوجاً يستمر معه المفهوم الخطأ وهو أن المرأة تفعل كل شيء وتحمل مسؤولية البيت في كل صغيرة وكبيرة، وإن ساعدها فإنه يعتبر ذلك تفضلاً وتكرماً منه».
حياة بلا طعم مع زوج بلا شخصية
من جانبه، يرى الدكتور عبد المجيد عويس، خبير العلاقات الأسرية والزوجية،أن المشكلة الأساسية لدى الرجل ضعيف الشخصية هو أنه لا يشعر بالثقة في النفس لذلك بالتدريج يتحول لإنسان بلا رأي، ولهذا يكون من السهل انقياده سواء من قبل أهله أو زوجته أو حتى أصدقائه.
ويشرح «تخطئ بعض الفتيات عندما تسارع بالارتباط بشخص ضعيف الشخصية أمام أهله ظناً منها أن دفة القيادة ستتحول لها بعد الزواج وسيصبح هذا الزوج خاتماً في إصبعها، لأن احتمالات حدوث ذلك ضعيفة، وغالباً ما يكون هذا الزوج عنيفاً مع زوجته ويرفض انقياده لها رغم أنه لا يتوقف عن الانقياد لأهله كما تعود من قبل».
ويستطرد د. عبد المجيد عويس «وهنا ستبدأ المشكلات تتوالى لأن الزوجة في كثير من الأحيان تتقبل كل ما يأتي من زوجها سواء كان في شكل تعليمات أو قرارات أو آراء وخطط لكنها ترفض تماماً الانصياع لأي تدخلات من أهله في حياتهما خاصة، وإن تأكدت من ذلك بسبب إدراكها التام ووعيها بأن زوجها ضعيف الشخصية (ولا يهش ولا ينش) وكل قراراته تأتي من أهله، كما أن كافة أسراره وتفاصيل حياته تكون لديهم قبلها أو ربما هي لا تعلم عنها شيئاً».
لكنه في الوقت نفسه يحذر الزوجات اللاتي ارتبطن بشخص ضعيف الشخصية من اللجوء إلى محاولة أن تجعل زوجها يعادي أهله، فإذا كان الزوج ضعيف الشخصية أمامهم فلا تظني أن الحل يكمن في الإيقاع بينه وبين أهله، فصلة الرحم من الأمور الواجبة التي أوصانا بها ديننا والتي حث عليها، كما أن بعد زوجك عن أهله لن يعدل من شخصيته الضعيفة.
مفاتيح التعامل مع الزوج ضعيف الشخصية
الحل يكمن في الحفاظ على قدر مناسب من التفاهم والود مع الزوج
وكذلك تؤكد من جهتها الدكتورة علياء أمين، مدربة المهارات الشخصية والخبيرة الزوجية بالقاهرة، أن التعامل مع الزوج ضعيف الشخصية من الأمور المعقدة والتي يجب أن تتحلى معها الزوجة بالهدوء والذكاء وأن تتناقش معه بود وعقلانية حتى تزيد من ثقته في نفسها ويبدأ في مراجعة نفسه والتحكم في تصرفاته وخلق شخصية خاصة به شيئاً فشيئاً، ومع الوقت سيقل الأمر بالتدريج خاصة عندما يكتسب خبرة في الحياة وتكون لديه مجموعة من التجارب الحياتية التي يتصرف بناء عليها.
وتشدد الخبيرة الأسرية على أن الوقيعة بينه وبين الأهل مرفوضة تماماً حتى وإن كانت علاقتها بهم ليست على ما يرام، ولكن عليها أن تضع لنفسها حدوداً منذ البداية حتى تتحكم ولو بقدر معقول في حجم تدخلاتهم في حياتها.
وترى د. علياء أمين أنه لا توجد زوجة تسعد بضعف شخصية زوجها مهما كانت كارهة لتسلط بعض الرجال، لأن الزوج بلا شخصية يصبح عبئاً ثقيلاً عليها، لكن الحل يكمن في الحفاظ على قدر مناسب من التفاهم والود مع الزوج يجعل هناك فرصة عظيمة بإقناع الزوج بإيقاف أي تدخلات بل ويسعى جاهداً لحل كل الخلافات فيما بينهما.
لا تبحثي عن المشاكل
كما يحذر الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، هو الآخر من الاستسلام للحياة مع زوج ضعيف الشخصية، وينصح الزوجات اللاتي يرتبطن بزوج ذي خلق قويم ويعامل زوجته بلطف ويعتمد عليها في إدارة أمور المنزل واتخاذ القرارات المصيرية ألا يثرن على هذا النوع من الأزواج، ويؤكد «ما دام الزوج طيعاً ليناً يلبي احتياجات زوجته وأسرته فلا داعي لاختلاق المشاكل، فربما كان طبعه هو الاستسلام والهدوء».
ويضيف «الأزواج في الوقت الراهن يتحملون الكثير من الأعباء المالية والاجتماعية نتيجة الضغوط الاقتصادية ولتلبية احتياجات الأسرة، وعلى ذلك ينبغي أن تراعي الزوجة ذلك وتضعه في الاعتبار، ولا يوجد إنسان كامل سواء كان زوجاً أو زوجة، وعلى كل منهما أن يتعايش مع نواقص الآخر ويعالجها قدر الإمكان فإن لم يستطع فليتأقلم».