23 سبتمبر 2024

في فترة التعارف.. كيف تتأكدين أن هذا الشخص سيكون شريك حياتك؟

محررة متعاونة

في فترة التعارف.. كيف تتأكدين أن هذا الشخص سيكون شريك حياتك؟

لا أحد ينكر أن الحب هو الضمانة الأولى لتوفر السعادة الزوجية وأساس بناء الثقة والمودة والألفة بين الطرفين، وبخلاف ذلك تلعب القواسم المشتركة دوراً كبيراً في تحقيق الانسجام المطلوب بين الطرفين.

لكن الزواج الناجح لا يشترط أن يتشابه الزوجان في الصفات والطباع والاهتمامات فقط؛ ليتحقق بينهما التوافق بل ربما يؤدي التشابه في بعض الأحيان إلى ملل ورتابة وخلافات لا تنتهي بين الزوجين..

فالواقع يؤكد أن التوافق والانسجام بين الزوجين له علامات تظهر في فترة التعارف ويجب الانتباه لها مبكراً حتى يتأكد الشريكان أنهما على الطريق الصحيح.

سألت «كل الأسرة» عدداً من خبراء الطب النفسي والعلاقات الزوجية والعلاج الزواجي حول العلامات التي تؤكد للشريكين أنهما في علاقة صحيحة وأنهما على الطريق الصحيح..

وما هي أبرز الأمور التي لا يجب التغافل عنها عندما تظهر بين الطرفين في فترة التعارف؟، وكيف نكتشف أننا أحسنا الاختيار قبل إتمام الخطة والبدء في خطوات الزواج؟، وهل يضمن لنا التوافق مع الشركاء حياة سعيدة ومستقرة مستقبلاً أم لا

في فترة التعارف.. كيف تتأكدين أن هذا الشخص سيكون شريك حياتك؟

أخطاء شائعة في اللقاء الأول

في البداية، تؤكد الدكتورة نادية جمال، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية وتعديل السلوك بالقاهرة، أن أي طرفين مهما كانا على علاقة وثيقة ببعضهما بعضاً فإنهما يحتاجان إلى فترة تعارف قبل الزواج، وتكون هذه الفترة كافية للتأكد من مدى التوافق الزواجي بينهما..

فالاندماج والتعايش معاً كزوجين يحتاج إلى مقومات كثيرة ليستطيعا التفاهم والتقارب ويتمكنا من تجاوز ما قد يعترضهما من خلافات وعثرات لم تكن بالحسبان.. فالزواج ليس نزهة قصيرة ولا شهر عسل دائم.

وتؤكد الاستشارية الأسرية نادية جمال أن هناك أخطاءً يرتكبها الزوجان في بداية فترة التعارف تتسبب في مشاكل وخلافات بينهما في المستقبل، ومن أبرز هذه الأخطاء:

  1. التجمل الزائد، محاولة كل منهما إظهار أفضل ما لديه ليكسب حب شريكة وإعجابه سواء في السلوك أو الطباع، إلا أن هذا الأمر يتبدل سريعاً بعد الزواج فيختفي التكلف الذي كان يسود على علاقتهما.
  2. الكثيرون من الشباب في فترة الخطوبة والتعارف لا يدركون حجم المسؤوليات التي سيقبلون عليها بعد الزواج وتمر فترة الخطوبة بينهما هادئة وخالية من أي همٍّ، ولكن يصطدمون بعدها بالحياة الواقعية التي لا تكون هادئة كالسابق.
  3. الاهتمام الزائد بالنفس، فإذا لم يكن هو طبيعة الحال للطرفين قد يؤدي لصدمة كبيرة مستقبلاً، فليس من المعقول أن يري الرجل مثلاً المرأة في فترة التعارف وهي في قمة الأناقة والجمال وتنبعث منها الروائح المبهرة ثم تتحول إلى العكس بعد الزواج، فإذا لم تكوني من هواة الأناقة والجمال فلتخبريه أنك لست دائماً على هذا الحال حتى لا ينصدم مستقبلاً.
  4. أخطر ما يهدد الحياة الزوجية ويؤثر على استقرارها هو عدم وجود توافق بين الأهل وشريك الحياة لأنهما شيئاً فشيئاً ستنقطع بينهما حبال الود والتواصل وسيعيش الطرفان في صراع دام، وتمر الزوجة بأوقات من المنغصات بين البر بالأهل وبين رضا الزوج وإقامة حياة زوجية مستقرة معه، فالزواج ليس رباطاً بين رجل وفتاة فقط وإنما هو توافق بين العائلتين، فإن لم يكن هناك انسجام بين العائلتين تتأثر العلاقة بين الزوجين سلباً وربما يتسبب ذلك في مشاكل كثيرة مستقبلاً.
  5. التسرع في إتمام الزواج رغم وجود بعض الملاحظات التي يجب الوقوف عندها بتروٍّ ووجود عيوب قاتلة في الطرف الآخر بحجة أنه سيتغير بعد الزواج رغم أن هذا لن يحدث أبداً بل على العكس ربما تزداد الأمور سوءاً.
  6. تأجيل المناقشات والتفاهمات حول الحياة الزوجية لما بعد إتمام الزواج يعتبر من أبرز مسببات الطلاق والانفصال لأنه يجب على الزوجين مناقشة كل الأمور الخاصة بحياتهما الزوجية وعلاقته بالأسرة وخروج المرأة للعمل ومصروف البيت وتربية الأبناء وكل الأمور الخلافية حتى تكون القرارات فيها مرضية ومنصفة للطرفين بلا أية ضغوط.

في فترة التعارف.. كيف تتأكدين أن هذا الشخص سيكون شريك حياتك؟

إشارات تحذيرية على عدم التوافق

ويتفق معها الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية، في أهمية التوافق بين الطرفين وتحقيق قدر كاف منه قبل البدء أو الإقدام على الارتباط الدائم في شكل زواج..

ويؤكد أن الزواج الصحي ليس هو الزواج الذي يتشابه فيه الزوجان في الصفات والاهتمامات والطباع، ولكن هناك أيضاً جوانب توافق أخرى لإنجاح العلاقة والحفاظ عليها..

ويقول: إنه على الرغم من أن التوافق في الأفكار والمبادئ والمعتقدات يعتبر أمراً مفيداً في البداية لكن يجب التوافق في الأمور كلها أو أغلبها على الأقل لضمان نجاح العلاقة واستمراريتها.

ويحدد الدكتور أحمد البحيري علامات تشير إلى عدم التوافق مع شريك الحياة أهمها:

  1. أولويات حياتية مختلفة: حينما لا تتوافق أولوياتك في الحياة مع الشريك المحتمل فقد يؤدى الأمر إلى الكثير من الخلافات في القضايا الجوهرية وتظهر بينهما فجوة كبيرة يصعب تجاوزها، فالأهم من التشابه في الشخصيات أن تكون أولوياتنا في الحياة متشابهة حتى وإن كان كل طرف يحقق هذه الأولويات بطريقة خاصة المهم فقط أن نتفق على ترتيبها.
  2. الصراع المتواصل حول كل الأمور: إذا كانت النقاشات بين الطرفين دائماً صاخبة ولا تخلو من الجدال والقلق فهذا يعني أنهما ليسا على توافق كافٍ لإتمام الزواج لأن الصراعات التي كانت تحيط بهما لن تتوقف وستصبح أسلوب حياة مستقبلاً.
  3. الاختلاف في طريقة التعبير عن المشاعر: لأن اختلاف الطباع قد يكون مقبولاً بين الزوجين لكن أن يكون لكل منَّا لغة مختلفة يعبر بها عن حبه ومشاعره تجاه الآخر أمر قد يتسبب في الشعور بالانفصال وصعوبة التفاهم وعدم وجود لغة مشتركة للتفاهم بينهما.
  4. اختفاء الشغف والشعور بالملل: عندما تفكر أكثر من مرة في الانفصال في فترة التعارف هذا يعني أنك في علاقة لا تشعر فيها بالشغف نحو الطرف الآخر وأن العلاقة العاطفية بينكما ليست على ما يرام بل وهنا يكون من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الطرفان أو أحدهما هو الاستمرار فيها على أمل التغيير إلى الأفضل مستقبلاً، حيث سيتحول فقدان الشغف إلى إهمال يقتل كل المشاعر الجميلة التي كانت بين الزوجين.
  5. الهروب من التواصل مع الطرف الآخر: تجاهل النقاش معه يعني أن الأمور لا تسير في الطريق الصحيح وأن التوافق في العلاقة غير متوفر ومع الوقت يظهر بعض أنواع من التجاهل وقلة الاهتمام ما يصل بهما إلى الإهمال التام ثم يتسبب في انتهاء العلاقة بينهما.

في فترة التعارف.. كيف تتأكدين أن هذا الشخص سيكون شريك حياتك؟

نصائح عملية لتحقيق التوافق المطلوب قبل الزواج

ومن جهتها تقدم الدكتورة إيمان كشك، استشاري العلاج النفسي والعلاقات الزوجية بالقاهرة..

نصائح نفسية للشباب المقبلين على الزواج تساعدهم في تحقيق مدى التوافق مع الطرف الآخر خلال فترة التعارف الأولى:

  • الصراحة التامة في فترة التعارف تعتبر شرطاً أساسياً لقياس مدى التوافق بين الزوجين، فلا يجب علينا أن نتجمل بشكل زائد عن الحد حتى لا ينخدع الطرف الآخر ثم يصطدم بالواقع بعد ذلك.
  • أبرز علامات التوافق مع الآخر هو مدى احترام كل طرف لرغبات وخصوصيات الطرف الآخر ثم الإصغاء إليه.
  • من المهم جداً في فترة التعارف الأولى أن يتحدث الطرفان حول مخططات المستقبل الخاصة بكل منهما ورؤيتهما لما يريدان فعله بعد الزواج والتفاهم المسبق حول الشؤون المادية للمنزل؛ لتجنب الشجار حولها مستقبلاً.. لذا يجب على الطرفين أن يتفقا حول كيفية الإنفاق على البيت ومن سيتولى الميزانية ومن سيحدد حدود الإنفاق.
  • التوافق بين الشريكين يشمل أيضاً التفاهم حول المسؤوليات الزوجية وتوزيع المهام المنزلية كعنصر أساسي للتمتع بحياة زوجية هانئة وهادئة لأن التفاهم المشترك بينهما يجعلهما يتفاديان العديد من المشاكل التي تحدث بسبب عدم التوافق المسبق.
  • التوافق حول العمل بالنسبة للمرأة والإنجاب ومراحل تكوين الأسرة ومسؤولية تربية الأبناء.. كل هذه قرارات ثنائية يجب التوافق حولها مسبقاً حتى لا تكون محلاً للجدل والخلاف مستقبلاً.

في فترة التعارف.. كيف تتأكدين أن هذا الشخص سيكون شريك حياتك؟

شخصيات يصعب التوافق معها للارتباط

وتشدد الدكتورة إيمان كشك على أن هناك عدداً من الشخصيات التي من الصعب التوافق معها في كل الأحوال، وعلى رأسها:

  • الشخصية النرجسية: عندما يكون الشاب، أو الفتاة، معجب بنفسه ويعتبر نفسه محور الكون؛ لأنه يكون شخصاً شديد الأنانية والغرور فهو شخص يصعب التوافق معه مهما حاولت.
  • الشخصية الشكاكة: تقدم دائماً سوء الظن بالآخرين، ويعتقد أنه ضحية دائمة لمؤامرات الآخرين وحقدهم عليه، ويمكنك كشف هذا النوع بسهولة لأنه سيكون دائم السؤال عن تحركاتك ويريد أن يعرف مع من تحدثت ومن قابلت وماذا قلت وهو شخص شديد الغيرة.
  • الشخص المخادع والكاذب: وهو شخص دائماً ما يناقض نفسه ويناقض كلامه وينسى ما قال ويكون كثير الوعود ولكن بلا تنفيذ على أرض الواقع.
  • الشخص البخيل: أيضاً من الأشخاص الذين تكون الحياة معه كلها معاناة.
  • الشخص «البصباص»: تستطيعين التعامل معه حسب قدرتك على التحمل لكن إذا كان الأمر معه يصل إلى حد المرض فالأفضل لك الابتعاد عنه.

اقرأ أيضاً:
- للمقبلين على الزواج.. كيف تقيّم الطرف الآخر؟
- كيف تتعاملين مع مشاكل فترة الخطوبة؟