للعام العاشر على التوالي يحتفل الإماراتيون والمقيمون على أرض دولة الإمارات بـ «يوم العلم» الذي يعكس مدى تماسك دولة الإمارات تحت كيان واحد كما أراد لها الآباء المؤسسون في مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، في عام 2013 اعتماد 3 من نوفمبر مناسبة وطنية سنوية للاحتفال بيوم العلم تزامناً مع الاحتفال بيوم تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» مقاليد الحكم رئيساً، وذلك برفع علم الدولة في جميع الجهات الاتحادية تأكيداً على رمزيته على الوحدة والعزة والعزيمة، قائلاً سموه «يوم العلم مناسبة وطنية غالية نستذكر فيها جهود آبائنا المؤسسين زايد وراشد وإخوانهما الذين رفعوا راية هذا الوطن، وأخلصوا له وضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل الحفاظ عليه عالياً شامخاً، ونحن نواصل المسيرة».
«دام العلم يا إماراتنا»
أكبر علم للدولة على سارية في العالم في جزيرة العلم بالشارقة
وبأجواء احتفالية مميزة تظهر مدى التفاف الشعب وإيمانه بقيادته، تتوقف عقارب الساعة في الـ 3 من نوفمبر عند الساعة الحادية عشرة صباحاً لتصدح الحناجر «دام العلم يا إماراتنا» والكثير من الأناشيد الوطنية والقصائد التي تتغنى بحب الوطن والعلم، ولا يقتصر الاحتفال على رفع الأعلام في ساحات وأسطح المباني الحكومية، بل تغطي واجهات المنازل وتتزين بها الشوارع وواجهات المحال التجارية تعزيزاً لفكرة الانتماء في نفوس أبناء الإمارات كونها المناسبة التي يستذكرون فيها الماضي ويطلعون على الإنجازات التي تحققت بفضل سواعد وحّدت إماراتها السبع في تجربة كانت الأولى من نوعها في الوطن العربي، حينما رفعه للمرة الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، في «دار الاتحاد» في إمارة دبي.
قصة العلم الإماراتي
تعود قصة اعتماد ألوان وشكل العلم الإماراتي عندما استقبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، أعضاء اللجنة الخاصة بمناقشة قضية العلم والنشيد الوطني وشعاره الرسمي لما يمثله من رمزية وطنية عظيمة، فاز بالمسابقة التصميم الذي قدمه المواطن عبد الله محمد المعينة، السفير سابقاً، من بين 1030 تصميماً تقدم بها مشاركون من الإمارات والدول العربية، ولم تمض أيام قليلة على إعلان قيام دولة الاتحاد حتى كان العلم الإماراتي يخفق عالياً في مقر جامعة الدول العربية التي انضمت الإمارات إلى عضويتها في 6 ديسمبر لتصبح العضو الثامن عشر فيها، ومن ثم، وتحديداً في يوم 9 ديسمبر 1971، رفرف علم الإمارات في مقر هيئة الأمم المتحدة بعد أن أصبحت العضو 132 في المنظمة الدولية.
رمزية العلم الإماراتي
اختار عبد الله المعينة التصميم وفق دلالات ضوء بيت الشعر الذي قاله الشاعر العراقي المعروف صفي الدين الحلي في وصفه لألوان علم الثورة العربية:
"بيض صنائعنا سود وقائعنا ... خضر مرابعنا حمر مواضينا"
حيث يشير اللون الأبيض إلى عمل الخير والعطاء، ومنهج الدولة لدعم الأمن والسلام في العالم، بينما يكون اللون الأخضر تعبيراً عن النماء والازدهار والبيئة الخضراء، والنهضة الحضارية التي تشهدها الدولة، ويعبر اللون الأسود عن قوة الدولة وبسالة أبنائها في الذود والدفاع عنه، ورفض الظلم والتطرف، بينما يرمز اللون الأحمر إلى تضحيات الجيل السابق لتأسيس الاتحاد، وتضحيات شهداء الوطن لحماية منجزاته ومكتسباته.