النجم روبرت باتينسون يتمرد على مقاييس الجمال ورشاقة ممثلي هوليوود

باتينسون بالتنورة

بعد أن قام بدور «باتمان» على الشاشة، ها هو النجم البريطاني روبرت باتينسون يشارك في عرض لأزياء الرجال في أسبوع الموضة في باريس، ويثير الجدل بارتدائه تنورة بدل السروال. كما لفتت الانتباه تصريحاته المعارضة للنمط السائد عن البطل الوسيم والرشيق ومفتول العضلات.

كنا نعرف أن النساء ـ وبالأخص نجمات السينما والغناء ـ يعانين تذبذب الوزن. إنهن ملتزمات بحمية غذائية دائمة، على الرغم من أنها تنغّص حياتهن في حالات كثيرة وتحرمهن من راحة البال. لكن أن يعلن نجم بريطاني شاب أنه وصل إلى مرحلة الملل من تجربة كل أنواع الحميات وقرر التمرد عليها، فهذا ما يثير الدهشة. إنه الممثل والمغني وعارض الأزياء روبرت باتينسون، بطل فيلم «باتمان» الذي قدم للشاشة العديد من الأدوار الناجحة.

قبل أن يزداد وزنه

روبرت باتينسون..«خفاش» بكعب عالٍ

من المعروف أن الصحافة تتلقف كل عبارة غريبة تصدر عن نجم أو نجمة. إن هذه التصريحات تثير شهية القراء والمعجبين وتفتح الباب واسعاً لتعليقات رواد مواقع التواصل. ففي الربيع الماضي، قال باتينسون إنه اضطر لارتداء حذاء بكعب عالٍ أثناء قيامه بدور الرجل الخفاش في فيلم «باتمان».

جاء ذلك التصريح عند حضور الممثل إلى باريس للترويج للفيلم الذي كان نزوله للشاشات قد تأخر أكثر من مرة بسبب الجائحة. فالممثل الذي يبلغ طوله 1.85 سنتمتر ظهر في الفيلم بحذاء رياضي عالي الكعب، على الرغم من أنه ليس قصير القامة. وأضاف لدى استضافته في برنامج تلفزيوني أن تلك لم تكن رغبته؛ بل رغبة المخرج. وقامت شركة «نايكي» بتفصيل حذاء مخصوص له. وبسبب ارتفاع الكعب فإنه كان غير قادر على المشي بشكل صحيح. وهناك مشهد يقوم فيه بالإمساك بكتفي البطلة زوي كرافيتز. لكن الكعب العالي عرقل تنفيذ المشهد. وختم كلامه بالقول إن حياة الممثل ليست سهلة.

لعل من صعوبات حياة الممثلين أنهم مطالبون بالحفاظ على صورة معيّنة في أعين جمهور المعجبين والمعجبات. والحقيقة أن باتينسون لا يفتقد للوسامة، وقد كان رشيقاً قبل أن يكتسب وزناً ويظهر له كرش صغير. لذلك فإنه قام بمحاولات حثيثة لإنقاص وزنه، وجرّب كل أشكال الحميات الغذائية، لا سيما تلك المتداولة حديثاً، ثم حدث له ما يشبه الصحوة وقرر ـ قبل سنتين ـ التوقف عن اتباع أنماط الطعام المفروضة عليه والتمرّد على المقاييس الجمالية المقررة للرجال في ميدان صناعة السينما. إنه غير راغب في أن يكون «صاروخاً» على الشاشة، مثل العديد من نجوم هوليوود. ويقول إن ممارسة التمارين الرياضية باستمرار للحصول على عضلات بارزة يوقع المرء في مشكلات صحية، ويؤكد أنه لم يقم بأي استعدادات من هذا النوع قبل تصوير «باتمان».

ها هو اليوم يعود للموضوع ذاته الذي قوبل بانتقادات كثيرة بسببه. ولا يُخفي أنها لم تكن مجرد انتقادات؛ بل خلقت له متاعب لأنه كشف عدم ممارسته للتمارين الرياضية بانتظام. وحتى الشخص المشرف على تدريباته عاتبه على تلك التصريحات. ومن وجهة نظره، فإن تصريحات النجوم حول ممارسة الرياضة تسهم في الترويج لنمط جمالي معين لدى الشباب. وهو النمط الذي يناسب صناعة السينما. وفي مقابلة مع مجلة بريطانية نشرت الأسبوع الماضي، قال إنه سئم من تكرار الأسئلة حول نوع التمارين التي يمارسها، وأضاف: «مهما تمرّنت فهناك دائماً من يمتلك بنياناً جسدياً أفضل منك».

استغل النجم فرصة المقابلة لكي ينتقد مجدداً، النمط المثالي «المجنون» للكمال الجسماني الذي يجري الترويج له. وغالباً ما يكون على الممثلين الشبان مجاراته عند الاستعداد لتصوير فيلم جديد. وقد لاحظ التمجيد المبالغ فيه للممثلين الذين ينجحون في تقوية عضلاتهم قبل تقمّص شخصية على الشاشة. إنه أمر شائع في المجلات الرجالية التي تتوسع في عرض أنواع التمارين وتفاصيل الحمية الغذائية للممثل، ويقول: «إنه من السهل الوقوع في هذا الفخ وإهمال الطعام المتوازن والتحول إلى الإدمان على الرياضة، والجهل بالعواقب على المدى الطويل».

تابع الجمهور الممثل روبرت باتينسون، بشكل خاص، وهو يؤدي دوره في سلسلة أفلام «توايلايت». ومن أجل ذلك الدور جرّب كل أنماط «الريجيم» التي يمكن أن تخطر على البال، ومارس الرقابة على كل لقمة تدخل فمه. وهو في إحدى المرات لم يتناول سوى «البطاطا» المسلوقة في ملح الهملايا الوردي، لمدة أسبوعين، على أساس أن ذلك يطهّر الجسم من السموم. وكانت النتيجة الطبيعية أنه خسر بضعة كيلوجرامات. كما خضع لحمية «الكيتو» وكان سعيداً بأنها لا تحرمه من تناول اللحوم المقددة والأجبان، لكنه نسي أن احتساء الكحول يؤدي إلى نتائج عكسية. لذلك فإن أول قرار اتخذه عند بداية عام 2023 هو ترك الحميات المتطرفة، وأن تكون محتويات طبق الطعام متوازنة.

في أسبوع باريس للموضة، قبل أيام، التقط باتينسون صورة تجمعه مع نجم الكرة ديفيد بيكهام، والعارضة نعومي كامبل، والممثل البريطاني إيدي ريدماين. لقد فاجأ «باتمان» الحاضرين بظهوره على منصة العرض مرتدياً تنورة من «التويد» الكحلي مع بلوزة بيضاء وسترة طيارين ذات الفراء البني. كما انتعل جزمة جلدية سوداء وجوارب من اللون نفسه تظهر من أعلى الحذاء. لماذا التنورة؟

صورة تذكارية بعد العرض

إن الجواب في قلب مصمم العرض وضمن اتجاه غربي لمحو الفوارق بين الجنسين. وهو اتجاه ينسجم بالتأكيد مع ميل الممثل لأن يكون مختلفاً عن السائد وأقرب إلى الاستفزاز. وسبق للممثل براد بيت أن ظهر في الصيف الماضي مرتدياً تنورة وحذاء رياضياً في حفل إطلاق فيلم «القطار السريع» في العاصمة الألمانية برلين. وقبل ذلك كان الممثل الجواتيمالي أوسكار إسحاق قد ارتدى تنورة مع سترة رجالية رصاصية وربطة عنق.

روبرت باتينسون وصديقته سوكي في عرض أزياء ديور عند الأهرامات

إنها ليست المرة الأولى التي نرى فيها روبرت باتينسون على منصات عرض الأزياء. فقد سبقت له المشاركة في العرض الفخم والنخبوي الذي أقامته دار «ديور» الشهر الماضي، عند أهرام الجيزة في مصر. وكانت تلك مناسبة للإعلان عن ارتباط الممثل البريطاني رسمياً، بصديقته العارضة سوكي واترهاوس. وهو قد ترك شعره في فوضاه المعهودة وارتدى بدلة بيضاء مع بلوزة رمادية بقبة عالية، بينما ارتدت سوكي فستاناً شفافاً بلون الباذنجان وحذاء من الدانتيلا السوداء.

يدين النجم المولود في لندن، والبالغ 36 عاماً، بشهرته للشبان والمراهقين منذ ظهوره في «تويلايت»، ثم قيامه بدور سدريك ديجوري في الجزء الرابع من سلسلة أفلام هاري بوتر.

ويحسب له أنه شارك في عدة أفلام مع مخرجي ما يسمى السينما المستقلة؛ أي خارج نظام هوليوود. وفي عام 2019 بلغ مرتبة عليا بفضل اختياره لتأدية دور «باتمان» مع المخرج مات ريفز، والذي حقق إيرادات طيبة. وبهذا يكون قد حقق أمل والدته التي تعمل في وكالة للإعلانات ووالده الذي كان يصدّر السيارات الأوروبية العتيقة النادرة إلى الولايات المتحدة.