6 يونيو 2022

الرسامة كوكب محسن: يمكنني رسم أي شخص في غضون دقائق

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

الرسامة كوكب محسن: يمكنني رسم أي شخص في غضون دقائق

أثبتت الرسامة كوكب محسن أن التواصل مع البشر لا يشترط لغة الكلام، ولا حتى لغة الإشارة، فلديها ريشة سحرية تمنحها مساحة من الإبداع ممتدة حتى حدود اللوحة التي تختارها لترسم عليها، وتعبر عما يجول في خيالها وما يعبر ذاكرتها، مهما كان حجمها كبيراً. وخيال كوكب لا يتوقف عند حد معين، كما أن الفن يمنحها القدرة على تخطي أي حدود، فهو وسيلتها للتواصل مع الآخرين، على الرغم من الصمم الذي تعانيه على إثر مرض أصابها فأفقدها كذلك القدرة على النطق، ولكنه لم يفقدها الأمل والثقة في الذات والقدرة على الإبداع.

زارت «كل الأسرة» مركز راشد لأصحاب الهمم، لمحاورة الرسامة الشابة كوكب محسن، التي تقوم بدورها كمساعدة مدربة الرسم في المركز، فقد مارست كوكب في المركز العديد من الهوايات والأنشطة، ونالت المراكز الأولى في مسابقات رسم مخصصة لذوي الهمم:

الرسامة كوكب محسن: يمكنني رسم أي شخص في غضون دقائق

لدى كوكب محسن ذاكرة قوية تحفظ من خلالها صورة الشخص الذي سترسمه في دقائق قليلة، «عشقت هواية الرسم منذ سنوات طويلة لا أتذكر عددها حاليا، ولكني أتذكر كيف بدأت الرسم بطريقة بسيطة وغير منظمة وكيف تمكنت اليوم من تطوير نفسي والوصول إلى مرحلة متطورة من الرسم الاحترافي، إذ يمكنني رسم أي شخص في غضون دقائق، بعد حفظ ملامحه بمجرد النظر إليه، وهذا تطور هائل في موهبتي التي غيرت شخصيتي، ومنحني قدرة أكبر على التواصل مع الآخرين».

أرسم يومياً من خلال عملي كمساعدة مدربة الرسم للأطفال واليافعين في مركز راشد لذوي الهمم وأشارك في المعارض الفنية على مستوى الدولة وخارجها

تكمل كوكب حديثها حول الطرق التي طورت بها موهبتها، «لا تقتصر تنمية هواية الرسم على التدريب المستمر، فهي تنمو كذلك مع الإصرار، وقد تعلمت القراءة والكتابة، الأمر الذي أسهم في توسيع معارفي وإثراء خيالي، فتعلمت لغة الإشارة، وقررت تعلم العديد من الهوايات الأخرى، مثل الخياطة والتطريز وبعض المشغولات اليدوية، كل هذه الهوايات عززت لدي هواية الرسم فأصبحت أمارسها بكل مرونة وتمكن، خاصة أنني أرسم يومياً من خلال عملي كمساعدة مدربة الرسم للأطفال واليافعين في مركز راشد لذوي الهمم، وخلال وجودي في المركز أرسم المزيد من اللوحات التي أشارك بها في المعارض الفنية على مستوى الدولة وخارجها».

الرسامة كوكب محسن: يمكنني رسم أي شخص في غضون دقائق

لا تحب كوكب أن تتوقف عند مرحلة معينة، «بعدما نجحت في رسم «البورتريه» قررت أن أواكب العصر بالرسم على الأقمشة والحقائب والأكواب، وهذا النوع من الرسم يضفي علي حالة من البهجة، فهناك العديد من الناس يشعرون بالشفقة تجاهي، ولكن في الحقيقة أنا أشعر بسلام داخلي، وسعادة وامتنان أحاول أن أبرزهما في لوحاتي، خاصة في اللوحات الكبيرة التي أشعر معها باتساع المساحة أمامي لتكفي حجم السعادة التي تغمرني وأنا أرسم، حتى عندما أرى وجها وأحب أن أرسمه كما ترسخ في خيالي، الذي يحفظ جوانب أكبر وأشمل من الواقع».

تقدير سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لي دفعني للاستمرار والإبداع

من حين لآخر يتجدد الأمل في حياة كوكب، «الناس الذين يقومون بزيارة المركز أو الذين ألتقي بهم في المعارض الفنية يغمرونني بنظرات الإعجاب وكلمات الشكر التي حفظت أغلبها من حركة الشفاه، وقد كانت مكافأة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لي بعشرة آلاف درهم شرفاً لي، وهذا التقدير دفعني للاستمرار والإبداع، فلم أشعر بالنقص أو العجز في يوم من الأيام، خاصة أنني أفخر بأنني أمثل فئة ذوي الهمم بصورة مشرفة، فقد كانت لنا مشاركة في الجناح المصري في معرض «إكسبو 2020 دبي» بلوحات تعكس عمق العلاقة بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ووجودنا في هذا الحدث لا يقل أهمية عن مشاركتنا ضمن فعاليات المركز خارج الدولة».

الرسامة كوكب محسن: يمكنني رسم أي شخص في غضون دقائق

الحديث عن الفن لا ينتهي، خصوصاً أن كوكب تفكر في تعلم الفنون الرقمية، «منحني الله سبحانه وتعالى سرعة بديهة ورغبة شديدة في تعلم كل شيء، وأخطط لتعلم الرسم الرقمي في الفترة المقبلة، تحت إشراف مركز راشد لذوي الهمم، وأشعر بأنني سأتمكن من ذلك لأنني أحب الفنون بمختلف أنواعها. أما على الصعيد الشخصي، فلدي حلم بسيط مثل باقي الفتيات، أن أجد الشخص المناسب لأتزوجه، وأن تكون لدي أسرة صغيرة، وأطفال، ولكن إذا لم يحدث ذلك فلن أنزعج فهذه مشيئة الله، أما ما دون ذلك فأنا سعيدة في حياتي الفنية والشخصية، وأريد أن أشكر كل من دعمني ووقف بجواري منذ بدايتي وحتى اليوم».

*تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة