مريم الشامسي: أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة وتعزيز خبرتي في هذا المجال
5 فبراير 2023

مريم الشامسي: أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة وتعزيز خبرتي في هذا المجال

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

مريم الشامسي: أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة وتعزيز خبرتي في هذا المجال

اختارت دراسة علوم التغذية لرغبتها في مساعدة أفراد المجتمع على نشر ثقافة الطعام الصحي وتبنّي أنماط سليمة تقلل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة، حصلت على درجة الماجستير في الصحة العامة، ونجحت على مدار 12 عاماً في تقديم الاستشارات الخاصة بتخطيط الوجبات وتحليل البطاقة التغذوية لكثير من المرضى، بهدف تغيير نظرتهم لطرق العلاج والشفاء من بعض الأمراض.. هي مريم محمد الشامسي، أخصائية التغذية السريرية في مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» في أبوظبي، التقيناها لنتعرّف إلى طبيعة عملها وتكشف لنا عن أسباب انتشار بعض أمراض العصر:

لديك خبرة عملية تتجاوز 12 عاماً في مجالات التثقيف الغذائي، فهل تجدين نقصاً في وعي الجمهور بهذه الثقافة؟

نعم. تنتشر بعض المعلومات الصحية والغذائية الخطأ في أيامنا هذه، بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي أسهمت في عدم معرفة العديد من الناس المعنى الحقيقي لأخصائي التغذية، ولا يزال المجتمع متخوّفاً من فكرة التغذية ولا يملك دراية كافية بهذا المجال.

نقوم بتثقيف الشخص ليتمكن من فهم ما هي البطاقة التغذوية

تقدّمين الاستشارات الخاصة بتخطيط الوجبات وتحليل البطاقة التغذوية، فماذا تعني؟

المتخصصون في التغذية يضعون الخطط الغذائية ويحدّدون السعرات الحرارية، التي يحتاج إليها الشخص حسب الوزن والطول، وأيضاً طبيعة العمل وممارسة الرياضة، وبناء على ذلك فنحن نخطط للوجبات ونحدّد الأطعمة اليومية، ونقوم بتثقيف الشخص ليتمكن من فهم ما هي البطاقة التغذوية، وكيف يمكنه اختيار الأطعمة الصحية لحمايته من السمنة، فهدفنا نشر التوعية بها، بما يسهم في تغيير النظرة حول طرق العلاج والاستشفاء من بعض الأمراض المزمنة ومضاعفاتها.

مريم الشامسي: أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة وتعزيز خبرتي في هذا المجال

تلعب الدولة دوراً كبيراً في مكافحة الأمراض المرتبطة بتبنّي نمط صحي خطأ وعلى رأسها مرض السكري، فما السبب من خلال ملاحظاتك لسجلات المرضى؟

تعود الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات الإصابة بالسكري في الشرق الأوسط إلى أنماط الحياة الخطأ والسلوكيات غير الصحية للفرد، مثل قلة النشاط بسبب استخدام خدمات النقل في كافة احتياجاتنا، إلى جانب انتشار جائحة «كورونا» لعدة سنوات والتي فتحت المجال للعمل عن بعد. وإضافة إلى ذلك شهد النظام الغذائي في منطقة الشرق الأوسط تغييرات سلبية، أبرزها انتشار الأطعمة عالية السعرات الحرارية، واعتياد أفراد المجتمع على تناول الوجبات السريعة بدلاً من الصحية المتكاملة، كما أن قضاء الشخص وقتاً طويلاً في المنزل يدفعه إلى تناول الطعام بكثرة؛ الأمر الذي يسبب زيادة وزنه.

هل السمنة هي العدو الحقيقي لمريض السكري، أم توجد أسباب أخرى؟

تعتبر زيادة الوزن من عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري، ولم تعد مشكلة البدانة مقتصرة على البالغين فحسب؛ إذ نرى العديد من الأطفال المصابين بالسمنة نتيجة أسلوب الحياة الراهن. وترتبط السمنة بمرض السكري بنسبة تراوح بين 80% و85%، حيث تزيد هذه المشكلة من فرص الإصابة بالمرض، وتحدث السمنة نتيجة مزيج من أنماط الحياة السيئة والعوامل الوراثية، وإذا تمكنا من فهم أسباب السمنة ومعالجتها من جذورها، ننجح في تقليل معدلات الإصابة بالسكري والتخفيف من مضاعفاته.

مريم الشامسي: أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة وتعزيز خبرتي في هذا المجال

من خلال اطلاعك على الحالات، هل الرجال أكثر عرضة للإصابة به أم النساء؟

من خلال عملي في مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري» لا ألاحظ فرقاً، فالرجال والنساء معرضون للإصابة بهذا المرض، وإن كانت بعض الدراسات تشير إلى أن الرجال أكثر عرضة من النساء نتيجة خصائص بيولوجية يمتلكونها، في حين تشير أخرى إلى أن النساء أكثر عرضة بسبب التغيرات الهرمونية في أجسامهن عند التقدّم في العمر.

ماذا عن أهمية ممارسة الرياضة التي يفتقد معظم الناس لدورها في صحة البدن؟

يعتبر النشاط البدني جزءاً مهماً من أسلوب الحياة الصحي، كما تساعد التمارين الرياضية في السيطرة على بعض الأمراض، وتنشيط الدورة الدموية، وتعزيز المناعة وصحة القلب؛ إذ يمكن للرياضة المساعدة في الحفاظ على مستويات طبيعية من الكوليسترول في الدم، وتعزيز مرونة الأوعية الدموية، وتقليل مخاطر ارتفاع ضغط الدم، كل ذلك إلى جانب تجنّب بعض الأطعمة، مثل تلك الغنية بالسكريات والخبز الأبيض، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، واللحوم عالية الدهون، والرقائق والمعجنات والأطعمة المقلية.

أيكفي الإنسان الالتزام بنظام غذائي محدّد للتمتع بصحة جيدة، أم هناك جوانب أخرى يجب أن ينتبه إليها؟

الالتزام بنظام غذائي صحي هو أمر في غاية الأهمية، إلا أنه ليس كافياً للتمتع بصحة جيدة؛ إذ يجب أن تضاف أمور أخرى مثل النوم لمدة كافية وبجودة عالية، والتمتع بصحة نفسية، نظراً لتأثيرها الكبير في وزن الجسم وحيويته، ويتعين أيضاً إدارة الأمراض المزمنة بشكل مناسب، والابتعاد عن التدخين بأشكاله كافة.

هل اتباع نظام غذائي صحي يعني التكلفة المادية العالية؟

الالتزام بنظام غذائي صحي لا يعني بالضرورة تكلفة مادية إضافية؛ بل يمكن اختيار الأطعمة الطازجة وتفضيلها على المأكولات الجاهزة، واختيار الخضراوات واللحوم الطازجة ومنتجات الألبان الصحية، فجوهر الأمر يكمن في التسوق الذكي واختيار المنتجات عالية الجودة وذات الكلفة القليلة.

من أكثر الأنظمة العلاجية شيوعاً تلك الخالية من الغلوتين والقائمة على ضبط السعرات الحرارية

هل باتت التغذية العلاجية تخصّصاً مهماً لعلاج كثير من الأمراض، وما أنواعها؟

نعم. باتت التغذية العلاجية تخصصاً مهماً؛ إذ تقوم على دراسة الاحتياجات الغذائية للمرضى المصابين بأمراض مختلفة، مع مراعاة طول فترة مرضهم، ومن أكثر الأنظمة العلاجية شيوعاً تلك الخالية من الغلوتين والقائمة على ضبط السعرات الحرارية، وقلة الدهون والألياف، والوجبات الغذائية التي لا تحتوي على أملاح مضافة، وقد يتغير نظامك الغذائي العلاجي مع استمرار الاستجابة الجيدة له وتحسّن الصحة، واعتماداً على الحالة الصحية العامة للشخص، وقد يكون النظام الغذائي العلاجي مؤقتاً وأحياناً يصبح نظاماً مدى الحياة.

قد يشتكي البعض من اتباعهم لأنظمة «الدايت»، ومع ذلك يكون لديهم ثبات في الوزن، فهل هذا نتاج خطأ يتبعونه؟

بلاشك فقدان الوزن على الميزان يحسن الصحة، ورغم ذلك ليس هو العامل الوحيد المهم؛ إذ إن كثيراً من الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً ويمارسون الرياضة قد يفقدون الوزن، لكن الأمر لا يقتصر على فقدان الدهون الزائدة في الجسم فقط، فإذا كنت تمارس الرياضة بانتظام وتتناول طعاماً صحياً يراعي احتياجات الجسم من السعرات الحرارية، سترى تغييراً كبيراً في قياسات الجسم، حتى لو لم يظهر تغيير على الميزان، ولهذا السبب نوصي دائماً بالاعتماد على قياسات الجسم، وليس فقط الميزان لمعرفة نتائج النظام الغذائي، وتظل الصحة والطاقة والنمو الصحي الإيجابي بشكل عام من أهم العوامل لفقدان الوزن.

مريم الشامسي: أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة وتعزيز خبرتي في هذا المجال

ما تقييمكِ لمن يلجأ إلى عمليات «التنحيف» كونها أسهل وأسرع من ناحية النتيجة؟

هناك عدة أنواع من جراحات السمنة التي تكون عادة الطريقة الأسرع والأكثر ضماناً لفقدان الوزن، وعلى الرغم من أن الجراحة ليست دائماً الخيار الأفضل لمعظم الناس، فإن نتائج جراحات السمنة الناجحة في السنوات الماضية شجعت الكثيرين على تجربتها في أجزاء مختلفة حول العالم، والسؤال المهم لمن يعاني السمنة: هل حالتي تتطلب الاعتماد على جراحة السمنة؟ وما هي أفضل جراحة مناسبة لي؟

بعيداً عن مجال العمل، هل لك هوايات تمارسينها وتخصصين وقتاً لها؟

أمارس هواية الرسم على الأجهزة الذكية واللوحات؛ كونها طريقة رائعة للتركيز على نفسي واكتساب بعض الهدوء بعد يوم حافل بالعمل، كما أحب امتلاك الحيوانات الأليفة، فلدي قطة استمتع بقضاء بعض الوقت معها، إلى جانب هواية السفر وتنظيم الرحلات مع عائلتي؛ كونه يوفر لي السعادة التي أسعى إليها، ودائماً ما أتطلع كل عام إلى زيارة وجهات جديدة، إضافة إلى الاستمتاع بالأماكن القديمة للبلدان التي أقصدها.

حدّثينا عن مشروعاتك المستقبلية.

أسعى إلى التخصص في علاجات مرض السمنة، وتعزيز خبرتي في هذا المجال بهدف المساعدة في الحد من معدلات انتشاره، ليتمتع أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع بصحة جيدة، كما أسعى إلى التعاون مع جميع المعنيين والمهتمين لوضع استراتيجية لمعالجة السمنة، والمساعدة في التأكد من أن كل فرد لديه إمكانية الوصول إلى أفضل رعاية ممكنة، لا سيما أولئك الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة.

* تصوير: محمد السماني

 

مقالات ذات صلة