4 أبريل 2023

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

حققت القرية العالمية بدبي معادلة صعبة في إرضاء أكثر من 200 جنسية مقيمة على أرض الإمارات، من خلال العديد من التجارب الرمضانية التي تمثل ثقافة وعادات الدول العربية والإسلامية خلال الشهر الفضيل، وما يمثله لتلك الجاليات من ذكريات مرتبطة بطقوس اعتادوا ممارستها في بلدانهم خلال الشهر الكريم، وأزياء صممت خصيصاً لاستقبال الشهر الفضيل، وأكلات شعبية لا يمكن تخيل مائدة الإفطار من دونها.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

تلك العادات والأزياء والأكلات التي تمثل روح شهر رمضان اجتمعت في مكان لم يتجاهل حتى أدق التفاصيل للبلدان التي خصصت لها أجنحة في القرية العالمية، حيث اكتست القرية العالمية بحلة رمضانية فريدة، شملت ديكورات وزينة تراثية رائعة، لكنها لم تطغ على روعة الألحان الموسيقية الشرقية الدافئة ولا العروض الفولكلورية الشهيرة التي وصفها صابر العالم من تونس بأنها جعلته يعيش رمضان في أكثر من دولة، لكن في مكان واحد، فقد كان يخطط لزيارة مصر في رمضان على سبيل المثال، لكن ما شهده في الجناح المصري والأجنحة الأخرى بالقرية العالمية من أجواء رمضانية مبهجة، أرضاه إلى حد كبير، وعزز ما تخيله من طقوس لتلك البلدان التي اكتشف أنهم في تونس يتشاركون معهم في بعض تلك الطقوس.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

مشاركة العادات العربية خلال الشهر الفضيل

وبالحديث عن تشارك العادات والأزياء بين الجاليات المختلفة خلال شهر رمضان، لفتت شادية الشرقاوي، صاحبة أحد محال بيع القفطان المغربي في القرية العالمية، إلى الإقبال الكبير على شراء القفطان المغربي قبل حلول شهر رمضان بأسبوعين على الأقل، وترى الشرقاوي أن ارتداء القفطان هو المفضل لدى النساء خلال شهر رمضان، ويطلبن تصاميم خاصة لوقت الإفطار، وأخرى مناسبة لسهرات السحور، خصوصاً التي تقام في الخيم الرمضانية، فقديماً كانت النساء تنتظر من يأتي له به كهدية من المغرب لصعوبة الحصول عليه من بلده الأصل، لكن في الإمارات لا شيء مستحيل، خصوصاً في القرية العالمية التي قربت المشتاقين لأوطانهم لها.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

تزيين المنازل بإكسسوار رمضاني مبتكر

وباعتبار القرية العالمية وجهة مثالية لتسوق مختلف الإكسسوار والديكورات والنكهات الرمضانية، من خلال أكثر من 3500 منفذ تسوق لاقتناء الديكورات والزينة الرمضانية المنزلية، فكما تحدثت شادية عن أهمية القفطان المغربي في توحيد الشعوب العربية خلال الشهر الكريم، أكد أحمد صلاح عشق زوار القرية من مختلف الجنسيات للخيامية المصرية التي تتزين بها سفرات الطعام في أغلب المنازل والمطاعم في رمضان، لذلك يتفنن صناعها في إنتاج أشكال إبداعية ومقاسات مختلفة تناسب أصحاب الأذواق المختلفة، كذلك الفانوس المصري، المصنوع من النحاس والزجاج، يأتي الناس لطلبها من الجناح المصري قبل أن يهل شهر رمضان بفترة كافية، تلك الحالة وصفها أحمد بأنها تعكس أبرز صفات التسامح والاندماج بين الشعوب، فهو يشعر بالامتنان مثل الآلاف من زوار القرية، الذين وجدوا أنفسهم ينجذبون لكل ما يقربهم من شعوب العالم، ويقتبسون منهم الأفكار الملهمة لتزيين منازلهم ومشاريعهم الصغيرة.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

تمور وتوابل من منشأها

وحول أفضل أصناف التمور، يتجه سيد فتح الله من السودان للجناح السعودي لشراء التمر الذي سمع عنه كثيراً، لكن لم يتذوقه من قبل، فهذه هي السنة الثانية لسيد في الإمارات، وكان يقيم من قبل في الولايات المتحدة الأمريكية، وما يعيشه في القرية العالمية من أجواء يرى أنها مثالية بالنسبة لشخص قضى معظم حياته في دولة أجنبية، فقد قصد القرية خلال شهر رمضان لشراء التمور وأصناف البهارات والتوابل التي تضفي نكهات فريدة على الأطباق الرمضانية من أجنحة الدول التي تنتجها وتتميز بها، أما زوجته فقد وجدت متعتها في اقتناء أواني الطهي المصنوعة من الفخار التي تعرف بقدرتها على الاحتفاظ بجودة الطعام وقيمته الغذائية، وتشكل إضافة رائعة إلى أي مائدة إفطار، خصوصاً أن هنالك المزخرف والملون بألوان زاهية مبهجة.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

استقبال ضيوف رمضان في مجلس العالم

وخلال السير في ممشى الاحتفالات المزين بالزخارف الرمضانية ذات الطابع الشرقي الأصيل، هنالك المزيد من الفعاليات المبهجة التي تنطلق من السادسة مساء وحتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، التي ألهمت زوار القرية لتغيير سلوكهم خلال شهر رمضان، فقد قررت سامية محمد من سوريا أن تستقبل أقاربها على مائدة «مجلس العالم» لتناول الإفطار معهم في القرية بدلاً من المنزل كما كانت تفعل في السنوات الماضية، فقد اكتشفت أن هناك طقوساً وتجارب تحب أن تشارك أقاربها وضيوفها، خلال أوقات الاإفطار والسحور، في المجلس، حيث اكتشفت العادات والتقاليد الرمضانية في أجواء تراثية أصيلة، وتناول الأكلات المختلفة من نحو ٢٥٠ منفذاً للطعام من أكلات الشعوب المختلفة، فهي تجربة فريدة بالفعل لكسر نمطية «عزومات» الإفطار التي ترى أنها مجهدة بالنسبة لها، ولا تتمكن خلالها من الجلوس والاستمتاع مع ضيوفها خلالها بسبب الانشغال بتوفير أجواء رمضانية مميزة لهم.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

تجارب متعددة للموسيقى الرمضانية

سحر الموسيقى يعزز التجارب الرمضانية في القرية العالمية، حيث يستضيف المسرح الرئيسي على مدار شهر رمضان مجموعة متنوعة من العروض الاحتفالية المستوحاة من أجواء الشهر الفضيل، بما في ذلك عرض أوركسترا أرابيسك المكونة من 30 عازفاً الذي يقدم مرتين يومياً، كما تتنوع الموسيقى بين وقت الإفطار والسحور، عبر تلك الأمسيات استثنائية وفقرات من عروض التنورة، التي حرص محمد سالم من الإمارات أن يتعرف إلى الفرق بين عروض التنورة المصرية والتركية، وما تاريخها في البلدين، ووجد أن وجوده في القرية سيتيح له الفرصة أن يجد إجابات عن تلك الأسئلة من ذوي الخبرة الموجودين في أجنحة البلدين.

أجواء رمضانية تجمع عادات وتقاليد الشعوب في القرية العالمية

الحلوى الشرقية.. أصلها وفصلها

ولكن هذا لم يكن التساؤل الوحيد الذي يبحث عنه زوار القرية أثناء تجولهم في ممرات القرية، وبين الأجنحة التي تقدم أكلات شعبية مشتركة بينها وبين الدول الأخرى، ففي الجناح السوري أشار بائع الحلويات الشرقية أبو سمير إلى وجود اختلاف في طريقة إعداد القطايف على سبيل المثال بين دولة وأخرى، تلك الطرق التي تميز المذاق السوري عن المصري مثلاً، لكن ليست تلك هي الأسئلة الشائعة بين زوار القرية، فهناك من يريد معرفة أصل السحلب مثلاً، أو معاني أسماء الحلويات الرمضانية مثل النمورة، العوامة، البقلاوة، وما تاريخها، ومكوناتها خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين لم يتذوقوا مثلها من قبل.

هنالك المزيد والمزيد من الأسرار وراء كل ما تشمله القرية العالمية من أجواء ومنتجات وفعاليات، قد لا يتسنى حتى لسكان الدول التي خصصت أجنحة في القرية معرفتها، فمن الصعب أن ترى العالم في مكان واحد إلا في كوكب دبي الساحر.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة