فيلم الحب الضائع
الواقع يؤكد أن خطف الأزواج من قبل الصديقات المقربات لم يعد في القصص والروايات ولم يعد ظاهرة تتحدث عنها المسلسلات والأفلام بل أصبحنا نعايشه كل يوم في قصص الأصدقاء والجيران والأهل بل ويبرره البعض ويعتبره شطارة وذكاء ويلقي باللوم كله على الزوجة المصدومة لأنها أقحمت الصديقة في حياتها وقربتها من زوجها.
طرحت «كل الأسرة» قضية خطف الأزواج من قبل الصديقات على عدد من خبراء العلاقات الزوجية والعلاج النفسي والسلوكي للخلافات والمشكلات الزوجية وسألتهم من المذنب الزوج الخائن أم الصديقة خطافة الرجالة أم أنها الزوجة الساذجة التي لم تتخذ حذرها؟ وما العلامات التحذيرية والمؤشرات التي تكشف بداية خيانة الزوج والصديقة؟
أغلب حالات خطف الأزواج بين الصديقات تحدث بسبب إقحام الزوجات لصديقاتهن في حياتهن الخاصة
في البداية يؤكد الدكتور أحمد فوزي صبرة استشاري الصحة النفسية والمتخصص في العلاج النفسي الأسري بالقاهرة أن الزوجة غالباً ما تكون السبب في بداية التعارف دون أن تدري أنها وضعت النار بجوار البنزين ولا تدرك الحقيقة إلا عندما يصعب تداركها.
ويقول: أغلب حالات خطف الأزواج بين الصديقات تحدث بسبب إقحام الزوجات لصديقاتهن في حياتهن الخاصة واطلاعهن على أسرارهن الزوجية، حتى أننا نجد سيدات يطلعن صديقاتهن على أدق الأسرار الخاصة بالزوج مثل حالته المادية وماذا يحب وماذا يكره حتى أسرار غرف النوم وبالتالي يصبح الزوج مثل الكتاب المفتوح لدى الصديقة التي تعرف كل نقاط الضعف والقوة الخاصة به وتتعامل معه بذكاء.
ويشير الدكتور أحمد فوزي صبرة إلى أن استفحال ظاهرة خطف الأزواج بين الصديقات يرجع إلى الثقة والطيبة الزائدة من الزوجة التي تسمح لصديقاتها بالتجرؤ واقتحام حياتها الخاصة، بل منهن الساذجة التي تعرفهن إلى زوجها وتحكي لهن أسرارهما الزوجية وتبالغ في مدح زوجها أمامهن لتفاجأ بعد ذلك بصديقتها تشاركها في زوجها.
ويفسر استشاري العلاج النفسي سلوك الصديقة التي تسرق زوج صديقتها بأن هذه الصديقة قد ترى سعادة صديقتها وما تنعم به من مزايا فتفضل أن تحصل على ما لديها باعتباره زوجاً مختبراً ولم تظهر منه أي نذالة أو سوء طبع بل هو زوج مثالي.
ويقول: البعض يرى أن وقوع الزوج في براثن أخرى يعود لفشل الأولى لا لقدرات الثانية، أو لأنه هو نفسه باحث عن امرأة أخرى وإن لم يفكر في ذلك فعلياً لكن عندما تظهر تشغل تفكيره وتستحوذ على حواسه.
الثقة المبالغ فيها بين الصديقات هي من أهم الأسباب التي تهيئ للأخريات خطف الأزواج
ولكن الدكتورة رشا عطية استشاري العلاقات الزوجية وتعديل السلوك والتحليل النفسي ترى أنه يجب على المرأة عند اختيار الصديقة أن تكون لديها معرفة مسبقة بكل الجوانب النفسية لها وظروفها الاجتماعية، مع الاحتفاظ بالمسافة التي تفصل بينها وبين حياتها الزوجية وخصوصيتها. وعلى الزوجة أن تحفظ أسرار بيتها وزوجها ولا تصرح بها لأحد، لتحفظ استقرار وأمان أسرتها.
ولتجنب ظاهرة خطف الأزواج بين الصديقات تنصح الدكتورة رشا عطية الزوجات، بالاهتمام بالأزواج وتجديد الحياة الزوجية وعدم البوح للصديقات بأسرار الحياة الزوجية ومنع اختلاط الأزواج بالصديقات. وتقول: الثقة المبالغ فيها بين الصديقات هي من أهم الأسباب التي تهيئ للأخريات خطف الأزواج، فكثير ما نسمع من أن فلاناً تزوج بصديقة زوجته أو زميلتها في العمل، والتي تبادلها الزيارات في المنزل، وتشاطرها همومها، خاصة البعض من الزوجات قد تجهل أن من زميلات العمل ممن يتقدم بهن العمر، لا يتوانين للحظة في خطف أزواج متزوجين بصديقاتهن، والسبب يكون في إفراط الزوجة في مدح زوجها والإسراف في إفشاء أسرار علاقتهما المقدسة، وتكون النتيجة أن تخرج الزوجة من المعركة تسبقها خيبة الأمل من جانب، وفاجعة الصداقة المزيفة من جانب آخر.
وتلفت الدكتورة رشا عطية إلى تصرفات خطيرة قد يقدم عليها بعض السيدات، ومنها الفضفضة المفرطة، أو الثقة الزائدة، وقد تتجاهل بذلك ظروف طرف آخر في القضية، وهي الصديقة التي تبحث عن زوج مثالي لتنعم بالاستقرار الأسري، ولا تتوانى للحظة عن الرضا بزوج متزوج بأخرى، حتى ولو كانت صديقتها.
وتستطرد قائلة: ومن المتزوجات من يتبادلن الزيارة مع صديقاتهن غير المتزوجات، وتطلب منها باستمرار زيارتها في المنزل بحكم أن ظروفها تسمح لها بذلك، فلا زوج ترتبط به ولا مشاغل أسرية، فتتركها تتجول في المنزل بكامل الأريحية، وقد يقع المحظور في هذه الأثناء فتقع عينا زوجها على الصديقة الشابة بالصدفة، فتفتح بذلك الباب لعلاقة بين الزوج والصديقة، قد تنتهي بالزواج، وقد تبرر الصديقة لنفسها موقف الزواج بزوج الصديقة بأن لها الحق في أن تستغل هذه الفرصة التي لطالما انتظرتها طويلاً.
لابد أن تحافظ الزوجة على علاقات طيبة وودية مع زوجها كي لا يبحث عن البديل
وتتفق معها الدكتورة غادة حشمت استشاري الطب النفسي وخبيرة العلاقات الزوجية والأسرية وتعديل السلوك في أن الزوجة الثرثارة التي تكشف تفاصيل حياتها الزوجية عليها أن تقبل بالأمر الواقع عندما يتزوج زوجها بصديقتها، وأن تدرك بأنها السبب في نهاية المطاف.
وتعتبر الدكتورة غادة حشمت كثرة حديث الزوجة عن صديقتها لزوجها بأنه يعتبر غباء من الزوجة نفسها لأنها عندما تحدث زوجها عن علاقاتها بصديقاتها وتصف مظهر صديقتها ومهارتها في الطبخ والحديث أو خفة الدم حتى يقع الفأس في الرأس كما يقال وهكذا تحلو في عين الزوج فالأفضل لها ألا تتحدث عنهن مطلقاً أمام زوجها وهذا ذكاء من الزوجة، بل ما المانع أن تفعل العكس وتذم طباعهن حتى يصرف نظره عنهن. عملاً بالمثل الشائع «احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة».
وتلفت استشاري العلاقات الزوجية أن حالات خطف الأزواج سببت فوبيا لدى فتيات كثيرات ودفعت بعض النساء للتخلي عن صديقاتهن بمجرد الزواج تحت وطأة المحافظة على أزواجهن، وهن على حق في ذلك وعدم الوقوع تحت خطر الألغام المفخخة التي قد تتفجر في أية لحظة وتغدر بك وتسرق زوجك.. لكن هذا وحده لا يكفي بل لابد أن تحافظ الزوجة على علاقات طيبة وودية مع زوجها كي لا يبحث عن البديل والذي ليس شرطاً أن تكون صديقة زوجته بل قد تكون زميلة لهم أو جارة أو قريبة له مطلقة أو أرملة.
تحليل لشخصية الصديقة الخائنة
أما الدكتور أمجد خيري استشاري الطب النفسي والعلاج الأسري فيشخص حالة المرأة «خطافة الرجالة» قائلاً: أحياناً ما تعجب الصديقة بزوج صديقتها وترتبط به في علاقة على حساب صديقتها وقد تصل العلاقة إلى زواج سري أو معلن وقد يصل الأمر إلى استبعاد الزوجة الأولى «الصديقة» بالطلاق ويكون السبب في ذلك أن شخصية هذه الصديقة الخائنة إما أنها شخصية عدوانية تجاه الآخرين وأنانية ولا تحب سوى نفسها ومصلحتها على حساب أي شخص ومهما كان ولا تتأثر بمشاعر الآخرين ولا تراعيها بل وتتلاعب بهم لمصلحتها فقط. وهذه الشخصية يطلق عليها السيكوباتية أو المضادة للمجتمع وهي شخصية ينقصها القيم والأخلاقيات أو ما نسميه بالضمير وهي تجيد الخداع والنصب والتلاعب بالآخرين.
أو أن تكون لديها عقدة التنافس مع الأم منذ طفولتها المبكرة حيث كانت تحب الأب وتتعلق به وتتنافس مع أمها ولكن الأم كانت هي المنتصرة والفائزة بالأب ومثل هذه الفتاة تعاود تنافسها مع بنات جنسها من المتزوجات عندما تكبر فتمارس إغواءها للرجال المتزوجين بغية تعويض الشعور بالنقص والهزيمة والانكسار الذي عانته في طفولتها وهي لا تميز في إغوائها بين زوج صديقتها أو غيره فهي تتصرف بتأثير العقدة النفسية التي بداخلها أو يكون لديها احتياج وفقدان للحب والاهتمام من الرجل فما إن لمست إشباعاً لاحتياجاتها في زوج صديقتها حتى اندفعت نحوه دون سيطرة على مشاعرها التي طغت على عقلها فلم تعد تدرك الأمور بالموضوعية الكافية وهكذا نسيت صديقاتها وحدود وقواعد الصداقة.
ويستطرد الدكتور أمجد خيري: أو أنها وجدت في زوج صديقتها صورة لفارس الأحلام الذي كانت تبحث عنه دون جدوى وحين وجدته طغت عليها أنانيتها وحبها لنفسها على حبها لصديقتها.
اقرأ أيضًا: هل يمكن استمرار الزواج بعد اكتشاف الخيانة؟