30 يناير 2022

شخصيات ابتعدي عنها عند اختيار شريك الحياة

محررة متعاونة

شخصيات ابتعدي عنها عند اختيار شريك الحياة

تعيش كل فتاة على أمل اللقاء بفارس أحلامها، ولكل بنت مواصفات خاصة تتمنى أن تجدها في هذا الفارس.. فهناك من تحلم بالزواج من رجل وسيم ينافس نجوم السينما وأخرى تتمنى شاب يتيح لها فرصة العيش في رخاء ويغدق عليها بالأموال وهناك من تبحث عن الحب.

طرحت «كل الأسرة» عدداً من التساؤلات على خبراء العلاقات الأسرية والنفسية حول المعايير والمواصفات التي يجب اختيار الرجل المناسب من خلالها، وما المواصفات التي يمكن التنازل عنها أو التغاضي عنه أثناء اختيار الشريك، وهل هناك عيوب لا يجب إغفالها:

كيف تختارين الزوج المناسب؟

بداية تؤكد الدكتورة منى رضا، أستاذة الطب النفسي بجامعة عين شمس، على أهمية اختيار الرجل المناسب لبناء أسرة سعيدة، وتقول «التوازن بين العقل والقلب في الاختيار هما سبيل النجاح في بناء أي علاقة خاصة الزوجية، فلابد أن يكون هناك توافق إلى حد ما بين مشاعرنا ومتطلباتنا وعدم الضغط على طرف من أجل الآخر، فالبعض ينجرف وراء قلبه فينهزم أمام عقله والآخر يجري وراء عقله فتصدم مشاعره وترهقه حياته الزوجية، فلا يوجد قاعدة عامة للاختيار الصحيح لأن الشخصية بطبيعتها مختلفة ومتغيرة ومتجددة تتباين باختلاف امكانياتها وقدراتها وما ينطبق على شخص لا ينطبق على الآخر».

وتشدد أستاذة الطب النفسي إلى أن الحياة الزوجية المبنية على أسس سليمة هي ما يكتب لها النجاح والاستمرار، وعلينا معرفة أن اختيار شريك الحياة قرار جماعي وليس فردي مثل اختيار العمل والسكن والملابس فالضرر لن يقع على صاحبه فقط لكن على أفراد آخرين لا ذنب لهم في حياة أسرية مضطربة ومتوترة بها الكثير من المشكلات، فضلا عن الضرر الأسري لأنه يعرض أسرته للوقوع في مشاكل مع الآخرين ويضيف على عاتقها الكثير من المشكلات الأسرية كالطلاق والمحاكم.

شخصيات ابتعدي عنها عند اختيار شريك الحياة

الشريك كامل الأوصاف غير موجود و علينا تقبل الآخر كما هو

لكن الدكتورة منى رضا تنصح الفتيات بعدم البحث عن الشريك كامل الأوصاف لأنه غير موجود، بل هي مجرد أولويات يضعها كل شخص في نصفه الآخر يبحث عنها ويكتشفها بالتعامل والعشرة مع الآخر، لكن علينا تقبل الآخر كما هو من حيث الشكل أو الطباع ونبتعد عن فكرة تغييره أو تعديل أفكاره أو سلوكه فيما بعد.

لهذا تنصح الاستشارية الأسرية د. منى رضا الشاب والفتاة أن يكون من بين اهتماماتهما الاختيار السليم لشريك الحياة وأن يكون ذلك في وقت مبكر ومناسب لكل منهما، وبالتالي تسير الأمور وفق وضعها الصحيح، لكن للأسف هناك نماذج تضحي بحياتها على حساب تكوين أسرة واختيار زوج مناسب، وهذه النماذج قد تضطر مع الوقت اللجوء إلى اختيارات غير لائقة بها وهذا أمر مرفوض تماما لأن الاختيارات الخاطئة سينتج عنها إما امرأة مطلقة أو إنسانة تعيسة. وتبين «إن الحرية في الاختيار مسؤولية في المستقبل، ومن الطبيعي في مرحلة الاختيار أن يشعر الشخص بالتوتر والقلق وأنه لا يدري ماذا يفعل، ومن هنا يأتي دور الأهل والأصدقاء في النصيحة وهو أمر مطلوب الاستفادة من خبراتهم لكن بحدود».

شخصيات ابتعدي عنها

شخصيات ابتعدي عنها عند اختيار شريك الحياة

من جانبه يرى الدكتور محمد الشامي، استشاري الأمراض النفسية بالقاهرة، أنه لا يوجد مقاييس للاختيار الصحيح، لكن هناك بعض الشخصيات يفضل الابتعاد عنها عند الاختيار منهم:

  • الأناني الذي لا يفضل إلا نفسه ويبحث عما يسعده فقط
  • البخيل سواء كان البخل في مشاعره وعواطفه أو في المال
  • الزوج الذي يبحث عن السيطرة بجنون وهذا لا يمنع السيطرة المعقولة وبعض التحكم ولكن هناك من يسيطر بدافع المرض وهذا من الصعب معاشرته.
  • الشخص الغيور بطريقة مرضية، وينصح الدكتور محمد الشامي «الغيرة أمر مطلوب بين الزوجين لأنها تزيد الحب وتظهر مشاعره ولكن الغيرة المعقولة التي لا تصل إلى حد الشك والإهانة، فالشك بداية دمار ونهاية أي علاقة والشخص الشكاك هو شخص ضعيف الثقة بالنفس وينقل ضعفه الى الطرف الآخر، وهو ودائم المشاكل المصطنعة لإظهار قوته وإخفاء ضعفه».
  • المتسلط دائم الانتقاد، وهو شخص محبط ينتقد فقط ولا ينظر للإيجابيات بل ينظر للسلبيات حتى الايجابي يتحول معه الى سلبي، وتتحول الزوجة التي ترتبط بهذا النوع من الرجال إلى امرأة لا تبالي تفقد الحماس والتفاؤل وتعيش حياة تعيسة حتى ولو كانت مع شريك تحبه واختارته بدافع الحب

ويلفت الدكتور محمد الشامي إلى أهمية أن تحب الفتاة نفسها وتهتم بها وتحتويها لأنها إن لم تفعل ذلك لن تستطيع بدء علاقة ناجحة، وهناك معايير يجب توافرها بداية من تقارب السن الذي يساعد على تقارب وجهات النظر والاحتياجات النفسية لكل فرد بالعلاقة، فالفتاة وصلت لمرحلة من النضج والفهم تستطيع من خلالها تقييم الأشخاص وفقا لأفعالهم لا أقوالهم فقط والحب وترجمة الأفعال والتصرفات في الأوقات المهمة.

ويستطرد الدكتور محمد الشامي «هناك العديد من الأفكار المغلوطة عن الزواج، حيث يعتبره البعض وسيلة وهدفا لتحقيق صورة اجتماعية معينة دون الاهتمام بقدسيته وأهميته في تأسيس أسرة وبناء حياة جديدة، فلا يعيب الفتاة أبدا تأخرها عن الزواج وكذلك الأمر بالنسبة للرجل، لكن يعيبهما الاختيار الخاطئ منذ البداية، لذا دائما ما أنصح كل فتاة وشاب أن يكونا أصحاب رأي وإرادة في اختيار شريك حياتهما وألا يستجيبا لضغوط من حولهما».