ربما كانت ولادة الأميرة شهناز بهلوي، ابنة إمبراطور إيران الأخير محمد رضا بهلوي من الإمبراطورة فوزية فؤاد، هي المسمار الأخير في نعش زواج والديها، حيث فشلت الأميرة فوزية في منح الشاه ولي العهد الذي كان يحلم به، أو التأقلم مع حياتها الجديدة في إيران.
فما هي قصة الأميرة شهناز؟ وأين اختفت؟
الأميرة شهناز مع والدها إمبراطور إيران محمد رضا بهلوي وزوجته الأميرة فوزية
ولادتها بمثابة صدمة قاسية لوالدها
استقبل الشاه خبر مولد ابنته الأميرة شهناز، يوم 27 أكتوبر 1940، بشعور مرير بالصدمة الممزوجة بالغضب، حيث كان يُمني نفسه بولادة ولي عهد ذكر يحمل اسمه ويجلس على عرش الطاووس من بعده، إلا أن أمله خاب كثيراً عندما أخبره طبيب الإمبراطورة فوزية بأنها قد أنجبت له فتاة.
وربما يرجع ذلك إلى تقاليد العائلة المالكة ومعتقداتها في ذلك الوقت، حيث كان سائداً أنه إذا كان المولود الأول للملك فتاة، فإن هذا يعتبر نذير شؤم بأن الملك سيُقتَل أو يُخلع أو ينتهي حكمه بثورة ضده، وهو ما حدث بالفعل عام 1979 عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران.
طلاق والديها أثر سلباً في طفولتها
على الرغم من وقوع الطلاق بين الشاه والأميرة فوزية عام 1945، إلا أن إيران لم تعترف به رسمياً لعدة سنوات، ولكن في نهاية الأمر حصلت الأميرة على الطلاق الرسمي من حكومة إيران في 17 نوفمبر 1948، كما استعادت كافة مميزاتها ولقبها كأميرة مصرية. كان لطلاق والديها وقعاً سلبياً أثر كثيراً في حياة الأميرة شهناز، التي كانت تشعر بالوحدة بعد رحيل أمها إلى مصر وكانت تلوم والدها وعائلته على ما حدث.
لهذا لم تكن علاقة شهناز يوماً جيدة بعائلة والدها أو أقاربه، ولذلك بعد وصولها إلى سن الدراسة الجامعية، سافرت على الفور إلى أوروبا لاستكمال دراستها هناك بعيداً عن أجواء القصر المشحونة في طهران.
رغبة الشاه بتزويجها ملك العراق ورفضها التام
بسبب رغبة الشاه الكبيرة في تحسين علاقة بلاده بالعراق وكسب صداقة بريطانيا التي كانت تدعم الحكومة الموجودة في العراق آنذاك، حاول جاهداً إقناع ابنته بالزواج من الملك فيصل الثاني، ملك العراق، إلا أنها رفضت أن تكون ضحية للأهداف السياسية مثل والدتها، ولم توافق على إتمام هذا الزواج.
تزوجت الأميرة بعدها من "أرديشار زاهيدي"، ابن الجنرال "فضل الله زاهدي"، الذي ساعد الشاه على إسقاط حكومة مصدق عام 1953.
وكان أرديشار سفيراً لإيران في الولايات المتحدة الأمريكية، كما شغل أيضاً منصب وزير خارجية إيران. أنجب هو والأميرة شهناز بنتاً واحدة هي "زهرة مهناز" التي ولدت في 2 ديسمبر 1958، إلا أن زواجهما لم يستمر بسبب كثرة الخلافات بينهما، وطلبت شهناز الطلاق عام 1964.
زواج جديد رغم أنف الشاه
بعد طلاقها من أردشير، سافرت الأميرة إلى سويسرا، حيث وقعت في حب شاب إيراني يدرس الرسم هناك يدعى "خسرو جاهنباني"، إلا أنه كان مدمناً للمخدرات وجرّ شهناز معه لبعض الوقت في هذا الطريق، مما أثار غضب الشاه محمد بهلوي فأصدر أمراً بإجبار خسرو على الالتحاق بالخدمة العسكرية كي يبعده عن ابنته.
إلا أن ذلك زاد من إصرار شهناز على الارتباط به وأصبحت مصدر إزعاج كبير لوالدها وللحكومة الإيرانية، لهذا اضطر الشاه على الموافقة أخيراً على زواجهما شريطة أن يقيم الزوجان خارج البلاد، وهو ما حدث بالفعل حيث تزوج الاثنان في فبراير 1971 وأنجبا ولداً هو كيخسرو وبنتاً هي فوزية.
اختفاؤها بعد الثورة الإسلامية
بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ونفي الشاه خارج البلاد، استقرت شهناز مع أسرتها في باريس لعدة سنوات. وفي عام 2013، وبعد تعديل قانون الأحوال الشخصية في مصر ليصبح من حق الأم منح أولادها جنسيتها المصرية، منحت مصر الأميرة شهناز الجنسية المصرية لتصبح لديها الجنسيتان السويسرية والمصرية إلى جانب جنسيتها الإيرانية.
والآن، وبعد مرور كل هذه السنوات والسقطات والاضطرابات العديدة التي تعرضت لها أسرة الشاه في المنفى، ما زالت الأميرة تحيا بعيدةً كل البعد عن السياسة كما كانت طيلة حياتها، وهي تعيش حالياً في سويسرا وتبلغ من العمر 82 عاماً.