عازفة إماراتية ارتبطت بالموسيقى منذ الطفولة، ورغم تخرجها في جامعة الإمارات وتفوقها بمجال تخصصها الأكاديمي وهو الترجمة، إلا أن تذوقها للموسيقى فرض عليها أن تكمل مسيرتها في هذا المجال، من باب قناعتها بأن الفنون هي الأقدر على إسعاد الشعوب وإيجاد حالة من التقارب فيما بينها، فمنذ 2018 قررت أن تتعلم العزف على آلة القانون لتنطلق في عالم الموسيقى وتكون جزءاً من معظم الفعاليات والمناسبات المختلفة.. هي عازفة القانون ابنة مدينة خورفكان مريم علي الشالوبي، التقيناها لنتعرف إلى موهبتها وعلاقتها بالدراسة الأكاديمية.
ما الذي جذبك للعزف وخاصة على آلة القانون؟
على الرغم من أن القانون آلة شرقية، إلا أن هناك قلة في إقبال المواطنين على العزف عليها، وهو ما جذبني كفتاة إماراتية تعيش في مجتمع يسعى إلى التميز إلى هذه الآلة، خاصة وأنني عاشقة للأغاني الشرقية، فكنت من أول المسجلين في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة بحصص تعلم آلة القانون، وسبق ذلك سنوات طوال من إتقان الإنشاد والشلة الشعبية، وأهم ما يميز القانون أنها آلة وترية أستطيع من خلالها العزف على كل المقامات الموسيقية، بحكم أن النغمات فيها مختلفة وعلى طبقات موسيقية متنوعة فهي تتكون من 78 وتراً ومفتاحاً، يمكن تسخيرها أيضاً لعزف الألحان الغربية، فعازف القانون في التخت الشرقي دائماً ما يكون شخصاً متميزاً في أي أوركسترا.
هل سمعت تعليقاً سواء إيجابياً أو سلبياً أثناء عزفك على القانون وأثر فيك؟
دائماً ما أتلقى التشجيع وطلب الاستمرارية من الجمهور قبل الأقارب سواء أثناء عزفي على القانون خلال الحفلات أو عبر حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبالطبع هذه التعليقات تسعدني كثيراً لأنها ملأى بالطاقة الإيجابية التي تحتاجها أذن أي فنان، وحتى إذا تلقيت تعليقاً سلبياً فدائماً ما أترجمه إلى أنه مجرد تعليق تحفيزي للأداء كي يكون أفضل.
هل هناك من تتلمسين خطواته في هذا المجال وتريدين أن تكوني مثله؟
أحب أن أكون نفسي وأن يعرف الجمهور عزفي حتى ولو لم يكن يراني، فأنا متابعة جيدة لهذا النوع من الفن وكل من ينتسب لهذه الآلة الجميلة ومبدئي أن آخذ من كل بستان وردة، حتى يتكون لدي حصيلة خاصة بي تعبر عني.
كيف استقبلت أسرتك رغبتك في أن تسلكي مجال الفن الموسيقي، وهل وجدت اعتراضاً من أحد؟
أحب هذا المجال منذ أن كان عمري 7 سنوات، وكانت معلمة الموسيقى تدربنا على معظم الآلات الموسيقية كالبيانو والعود وغيرها، وانتسبت في البدايات لمجال الإنشاد والشلة الشعبية وهي أحد أنواع فنون الشعر الغنائي الشعبي الإماراتي، ودائماً ما كانت والدتي رفيقة لي في مشاركاتي سواء في المسرح أو المناسبات الوطنية وغيرها، ولم أتلق سوى الدعم من باقي أسرتي، ولكن أكثر شيء طلبوه مني عندما قررت أن أتعلم آلة القانون منذ 2018 هو التروي بسبب قلة المقبلين على هذه الآلة وندرتها آنذاك في مدينتي خورفكان، وبمجرد أن بدأت التدريبات كان الأمر سهلاً فما أمتلكه من أذن موسيقية وما أتقنته وتدربت عليه وكان جزءاً من نشاطي اليومي، ساعدني في أن أتعلم وأتقن العزف على آلة القانون.
هل هناك في العائلة من لديه حس وتذوق للموسيقى، ومن أكثر من دعمك؟
هناك أقارب لي لديهم تذوق للموسيقى ويحبون الفن التراثي، ومنهم من ينتسب لفريق العيالة وهو فن شعبي عربي أصيل ومن أكثر العروض الفنية انتشاراً في الإمارات، كل هذا المناخ ساعدني كثيراً في أن أنمي موهبتي وأنطلق بها نحو آفاق بعيدة. أما أكثر الداعمين لي، فبعد والدتي وعائلتي أخص بالذكر مسرح العائلة التابع إلى المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، فكانت المسرحيات الغنائية التي تعرض موضوعات خاصة بالأسرة والمجتمع خير معين لي في اكتسابي خبرات كثيرة.
يسعدني المشاركة في المناسبات الاجتماعية التي لها رسالة
تحرصين على المشاركة في المهرجانات والمناسبات التي يكون لها هدف نبيل، فما الرسالة التي تحبين إيصالها من هذه المشاركات؟
أحرص دائماً على أن تكون مشاركاتي، سواء في المهرجانات أو المناسبات والفعاليات المختلفة، تحمل هدفاً، فلا يكون ظهوري عشوائياً ولمجرد التواجد، فكم تسعدني المشاركة مثلاً في اليوم العالمي للموسيقى أو اليوم الوطني أو يوم المرأة الإماراتية.. وغيرها من المناسبات الاجتماعية التي لها رسالة، فمثل هذه الاحتفالات هي مرآة لهذا الوطن ولابد أن نشارك لأننا جزء منه.
درست عدة لغات، هل تسخرين ذلك في تنمية موهبتك الفنية؟
حصلت على البكالوريوس في دراسة الترجمة في جامعة الإمارات، فأنا أجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية بجانب العربية، والحقيقة أن ما تعلمته أفادني كثيراً، فالرابط الثقافي هو أكبر عامل مشترك بين دراستي وهوايتي، فالموسيقى لغة تعبر بها الشعوب عن نفسها، واللغات هي ثقافة الشعوب والبلدان، فكثيراً ما تجهل معظم الشعوب لغتنا ولكن يمكن أن تفهمنا من خلال الموسيقى.
ما الذي تحلمين به وتسعين لتحقيقه في المستقبل؟
أريد تقديم نموذج ملهم للفتاة الإماراتية، التي تثبت يوماً بعد آخر كم هي قادرة على صنع المعجزات في كافة المجالات.