4 يناير 2024

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

المدربات الرياضيات: عبير الخاجة، ياسمين باقر، أمل مراد، دلال حمزة، وشيخة بوعصيبة، قررن التركيز على المشاركة في المسابقات الرياضية والبطولات الدولية، بتسخير خبرتهن في ما وصلن إليه من تألق في مجال الرياضة، لتدريب وتوعية المزيد من النساء في الإمارات، لتغيير نمط حياتهن، والالتزام بممارسة أنواع مختلفة من الرياضة بحسب احتياجاتهن الشخصية، كما تمكنَّ من إلهام نساء أخريات لاتّباع شغفهن، ودخول عالم التدريب الرياضي مثلهن، ليكملن رسالة التغيير الإيجابي في المجتمع.

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

إن توعية أفراد المجتمع مسؤولية لا يمكن تبنّيها إلا من أشخاص ملهمين، تمكنوا من تجاوز العديد من التحديات الشخصية والمجتمعية، وحققوا إنجازات أكسبتهم ثقة القادة والمسؤولين، ليكونوا ذراعاً مساعدة في تحفيز الآخرين، وقدوة لهم، من خلال عملهم على تغيير أي سلوك سلبي يؤثر في صحة المجتمع. وهذا ما فعلته مدربات اللياقة اللاتي التقتهن «كل الأسرة»، وعلمت كيف سخّرن خبراتهن الرياضية لإلهام النساء في المجتمع الإماراتي.

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

تغيير تفكير النساء مدى الحياة

تقدم أول مدربة باركور وممارسة جمباز إماراتية، أمل مراد، حصصاً لتدريب النساء بعد الإنجاب لاستعادة صحتهن ولياقتهن البدنية «من أكثر الأمور التي ترعب النساء اللاتي يمارسن رياضة معيّنة، هو تغيّر شكل أجسامهن بعد الحمل، والإنجاب، والرضاعة، وعدم قدرتهنّ على العودة إلى ممارسة الرياضة، أو ممارسة حياتهن كما كنّ قبل الإنجاب، لذلك ركّزت كمدربة رياضية على هذا الجانب من خلال عملي في رياضة باركور.

ومن أبرز التحديات التي تواجهني، وتواجه النساء، قلّة الصبر، والاستعجال لرؤية نتائج سريعة، ودوري هنا توضيح التغيّرات التي طرأت على أجسامهنّ، وتوضيح التمارين المطلوبة لاستعادة اللياقة المناسبة لكل لعبة تمارسها الشخصية المتدربة لديّ. وأرى أن ما وصلت إليه بعد سنوات من ممارسة رياضة صعبة، وهي الباركور، يمكن أن يلهم نساء أخريات بحاجة إلى عزيمة وإصرار، خصوصاً أن شخصيتي تغيّرت، وأولوياتي اختلفت، وأنا سعيدة بأن الناس فهموا شغفي في وقت لم يكن هناك نساء إماراتيات في هذا المجال، واليوم تمكنّا من تعزيز هذا الفكر لنلهم نساء إماراتيات أخريات».

أول مدربة إماراتية للحرير الجوي

من جهتها، اشتهرت ياسمين باقر، بتحدي نفسها في صعود المرتفعات والرياضات الهوائية، مثل: الحرير الجوي، والجمباز، والعديد من الرياضات الأخرى. وعلى الرغم من ذلك، هي لا تحب دخول منافسات الجري، أو تحقيق بطولات رياضية «خلال رحلتي الرياضية حرصت أن أخوض العديد من التجارب والمغامرات التي بدأتها منذ الصغر، وحالياً أنقل هذه التجارب والخبرات للمبتدئين خصوصاً رياضة الـ«Aerial Silks»، فقد كنت أظن أنني الوحيدة التي أمارسها، ولكنني اكتشفت أن هناك فتيات كثيرات في الإمارات شغوفات بهذه الرياضة، ويردن تطوير مهاراتهن فيها.

وكأول امرأة إماراتية قامت بتدريب الـ«Silks»، أهتم بمشاركة هذه التجارب والتدريبات من خلال الـ«سوشيال ميديا»، الأمر الذي شجع أشخاصاً كثيرين على مشاركة تجاربهم، والتحدث عن الرياضات التي لم تكن معتادة في المجتمع الإماراتي، لنكون مشجعات وملهمات لبعضنا بعضاً، ولنحفز الناس لتجربة كل ما هو غير تقليدي».

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

تحديات تعيق الاستمرار في الرياضة

بدأت عبير الخاجة التدريب في وقت لم يكن هناك أي مدربة رياضية شخصية إماراتية «تركت وظيفتي في طيران الإمارات، واتجهت للرياضة والتدريب، لنشر الطاقة الإيجابية والحفاظ على اللياقة البدنية، ورسالتي تكمن في التشجيع على ممارسة الرياضة الجماعية. وقد أطلقت العديد من المبادرات لرياضة النساء، آخرها «وومن بلاي سبورت»، فالمرأة تواجه تحديات عدة، فلا نجد في كل منطقة صالة نسائية، ولا ساعات مخصصة للرياضة في خلال العمل، وهناك القليل من حضانات الأطفال في صالات الجيم النسائية.

كل هذه الأمور، وأكثر، تكون سبباً في تكاسل النساء عن الاستمرار في ممارسة الرياضة، لذلك أحرص على نصيحة النساء بأن يتدرّبن ضمن فرق، كي يشجعن بعضهن بعضاً على اللقاء والتدريب، كمتنفس ترفيهي لهن في مجتمع خاص بهن، خصوصاً مع زيادة المدربات الإماراتيات التي زادت من إقبال النساء على الرياضة، والأمر يرجع كذلك للـ«سوشيال ميديا» التي شجعتني أنا شخصياً، على التعرف إلى النساء اللاتي يمارسن رياضة «كروسفت»، حتى إنني كنت من ضمن أول فريق من المدرّبات اللاتي تم تدريبهن لتدريب النساء على هذه الرياضة».

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

التفكير خارج الصندوق يغيّر أسلوب الحياة

أما دلال حمزة، فتوضح «بدأت من أمريكا بفضل بلادي التي أرسلتني في بعثة دراسية هناك، حيث تغيرت شخصيتي وأثبت نفسي هناك، وأصبحت أفكر خارج الصندوق، وعرفت ما الدور الذي يجب أن أقدمه له. وقد أدركت أن تحديد الهدف مهم من أجل الاستمرار، وتحويل ممارسة الرياضة عند النساء لأسلوب حياة، وأهم نصيحة أوجّهها للمتدربات أن النتائج لا نحصل عليها في البداية، ولكل امرأة هدف من وراء ممارستها الرياضة، وكيف تريح جسمها، وأهم التدريبات التي تمدّها بالطاقة، وتساعدها على تحسين حالتها المزاجية، فالحركة البدنية مهمّة مهما كانت طريقتها، والأماكن التي يمكن أن تمارسها فيها».

خمس مدربات إماراتيات يحفّزن النساء على الحفاظ على اللياقة البدنية

لكل شخصية طريقة تدريب مختلفة

أما مدربة اللياقة البدنية، شيخة بوعصيبة، فهي تعمل في شرطة دبي صباحاً، وفي المساء تعمل مدربة شخصية رياضية، وتبين «عملي ساعدني على الاستمرار في ممارسة التدريب الرياضي طوال اليوم، وحرصت أن أوجد سبلاً لاستمرار النساء في ممارسة الرياضة بطريقة ذكية، وبحسب طبيعة كل جسم. ومن أجل ذلك تخصصت في دراسة «التدريب الشخصي» الذي اكتشفت من خلاله أن لكل إنسان طبيعة خاصة، ويحتاج إلى أسلوب تدريب مختلف عن الآخر، لذلك لابدّ أن أكون مرنة في التدريب، فالنساء بشكل عام، يواجهن تحديات تعيق استمرارهن في ممارسة الرياضة، وهنا يكمن دوري من خلال التوعية والمثابرة، وقد دعوتهن إلى أن يضعنَ جودة صحتهنّ أمامهنّ، وأن يبدأن، ولو في سِن الستين، بممارسة الرياضة بشكل يومي».

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة