2 فبراير 2023

عالمات عربيات رائدات يثبتن جدارتهن في ابتكار حلول لقضايا علمية

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

عالمات عربيات رائدات يثبتن جدارتهن في ابتكار حلول لقضايا علمية

كشفت الأزمات الصحية الأخيرة التي يمر بها العالم عن تفوق العديد من الفتيات في المجال العلمي، ممن لديهن شغف ووجهات نظر لإيجاد حلول مبتكرة للقضايا العالمية الملحة. ومن هذا المنطلق كرّم «برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم» في دورته التاسعة مؤخراً، وبالشراكة مع «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا»، خمس نساء يتمتّعن برؤى ثاقبة من دول مجلس التعاون الخليجي، تقديراً لأبحاثهن المتميزة في مجالات علمية، لكسر الحواجز التي تحول دون إقدام النساء على خوض تلك المجالات العلمية.

خلال حديثنا مع الباحثات المتميزات اللاتي وضعن بصمة في طريق البحث عن حلول جذرية لأسباب العديد من الأمراض التي تصيب صحة الإنسان، ذكرن أسباب تفوقهن:

فتيحة بن سليمان

اختبار معملي سريع وموثوق للتحاليل الجرثومية

فتيحة بن سليمان، كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، لتنقذ أرواح البشر، وخلال سنوات الدراسة، وبفضل تشجيع عائلتها، تجذر هذا الحلم بداخلها، لتتفوق في بحثها عن تطوير اختبار معملي سريع، موثوق، للتحاليل الجرثومية، «تخصصت في العلوم الطبية الحيوية، وكرست وقتي وجهدي للبحث العلمي والمختبر، فالتجربة أفضل طريقة لمعرفة القدرات ، لذلك أنصح الطلبة بالتطوع في مجالات البحث العلمي من مرحلة مبكرة، لصقل مهاراتهم البحثية، وترسيخ خلفية تساعدهم على الابتكار.

أما بالنسبة لمشروعي، فقد تولد بسبب أننا خلال الجائحة فقدنا عدداً كبيراً من الأرواح بسبب عدوى ثانوية أو مسببات غير معروفة، وزيادة الإصابات خلال وقت قصير أدى إلى استحالة اختبار كل مريض بالاختبارات التقليدية، فبعض المرضى لم يتم تشخيصهم التشخيص الصحيح، فقد عانى بعض أفراد عائلتي إصابة شديدة أدت إلى دخولهم المستشفى عدة مرات بسبب مضاعفات سوء التشخيص، الأمر الذي زاد شعوري بالمسؤولية لتطوير تقنيات التشخيص من أجل إنقاذ الأرواح، وانخرطت في مشروعي لتحقيق هذا الهدف».

مها الريامية

"الطفرات الجسدية" في الخلايا المناعية لدى مرضى السكري

كان لدى مها الريامية اهتمام كبير وشغف بالعلوم، فأثناء دراستها للبكالوريوس، أجرت أول مشروع بحثي لها كجزء من المنهج، بفضل الدعم الذي توفره المؤسسات العلمية الدولية والمحلية لها، «حصلت على منحتين دراسيتين للحصول على درجتيْ الماجستير والدكتوراه في الخارج، وتم تكريمي في البرنامج لبحثي حول «الطفرات الجسدية» في الخلايا المناعية لدى مرضى السكري من النوع الأول التي قد تسهم بشكل أساسي في داء السكري من النوع الأول وجميع أمراض المناعة الذاتية بصورة مماثلة، فأثناء دراستي في كندا كطالبة دراسات عليا، عملت تحت إشراف علماء بارزين وحصلت على فرصة الانضمام إلى فرقهم البحثية.

وفي سلطنة عمان، تولي المؤسسات العلمية اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي، من خلال البرنامج السنوي لدعم البحوث والجائزة الوطنية للبحث العلمي للباحثين من حملة شهادة الدكتوراه وما يعادلها، وجائزة للباحثين الناشئين».

حصة الفلاحي

حالات الاكتئاب ومرض الباركنسون وتشخيصها عبر الهواتف الذكية

نشأت حصة الفلاحي في أسرة محبة للعلم لأم معلمة وأب عسكري غرسا فيها التمسك بالعلم والقراءة وإدارة الوقت، الأمر الذي قادها للتكريم عن بحثها في الكشف المبكر عن حالات الاكتئاب ومرض الباركنسون وتشخيصها له عبر استخدام بيانات الهواتف الذكية التي يتم جمعها من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي الجديدة. «تمكنت من الالتحاق بجامعة خليفة، حيث شاركت في برامج علمية لتنمية مهاراتي في مجال الهندسة الطبية الحيوية، وتعرفت إلى تحديات القطاع الصحي ودور النظم الهندسية في حلها، فالجامعة هي الحافز للاستمرار في هذا المجال واكتشافه، ليصبح لدي اليوم براءة اختراع أمريكية تحت التقييم لجهاز قسطرة للقلب لحين إتمامي رسالة الماجستير.

وأنا أعمل الآن على تطوير خوارزميات جديدة تستخدم الذكاء الصناعي للتشخيص المبكر لأمراض الجهاز العصبي. والفضل لما وصلت له بعد الله عز وجل، للكادر التدريسي الذي أخذ بيدي لمراتب علمية مرموقة و عزز ثقتي بنفسي كباحثة تطمح لخدمة المجتمع».

رئيفة أبو خزام

أسباب فشل الأنظمة الشائعة في علاج مرض السرطان خصوصاً البنكرياس

كانت رئيفة أبو خزام فضولية وباحثة في طفولتها، فاستجابت خلال الدراسة لرغبتها وحبها للاستطلاع، للتمكن من استكشاف استراتيجيات علاجية جديدة لمواجهة نمو سرطان البنكرياس وتطوره، «عائلتي من أكبر الداعمين لي في رحلتي العلمية، وتشجيعي من أجل الدراسة لإحداث فارق حقيقي في حياة مرضى السرطان، فقد كنت متعطّشة لفهم كيفية عمل جسم الإنسان، وأسباب فشل الأنظمة الشائعة في بعض الأحيان، في علاج مرض السرطان خصوصاً البنكرياس، الأمر الذي دفعني إلى تركيز أبحاثي حول هذا المرض، ومن أجل ذلك حصلت على البكالوريوس في الكيمياء الحيوية ودرجة الماجستير في بيولوجيا السرطان من الجامعة اللبنانية، ودرجة الدكتوراه في علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية من جامعة بافيا في إيطاليا، وزمالة ما بعد الدكتوراه في معهد علم الوراثة الجزيئية - المجلس القومي للبحوث (IGM-CNR) في إيطاليا.

من هناك أتيت إلى الإمارات ووصلت إلى معهد أبحاث ثومبي للطب الدقيق في جامعة الخليج الطبية، حيث كنت أعمل أستاذة مساعدة وعالمة أبحاث. وبقدر ما يتطلبه الأمر لكي يكون المرء باحثاً، هو بحاجة إلى أن يكون ضمن فريق يعمل بشكل جماعي، كما يحتاج إلى التحلي بالصبر، ففي بعض الأحيان لا تسير الأمور بالطريقة التي نتمناها».

عائشة الخوري

تحويل ثاني أكسيد الكربون (CO2) إلى وقود نظيف

لدى عائشة الخوري جذور متفرعة في حياتها وقفت وراء نجاحها في بحثها حول تحويل ثاني أكسيد الكربون (CO2) إلى وقود نظيف للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري وإيجاد حل لأزمة استنفاد مصادر الطاقة، «ابتكاري مرتبط بعدة أشخاص، أبرزهم الشيخ زايد رحمه الله،ورؤيته الثاقبة للمستقبل واستباقه لعصره وزمانه. وبرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وطموحاته لهذا الوطن الكريم، فهو شديد الحرص على تمكين الشباب. ويعود الفضل كذلك إلى أبي رحمه الله، وإلى أمي حفظها الله، وكذلك جامعة خليفة.

ولقد تأكد شغفي بالعلوم عندما كنت طالبة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، وعملت على تقييم خصائص المواد السيراميكية، ثم درست الماجستير في الهندسة الميكانيكية، واشتغلت على تصميم المحفّزات لخلايا الوقود، كما حصلت على منحة «بحوث» لدراسة الدكتوراه في «علوم وهندسة المواد» في جامعة خليفة، ذلك الشغف العلمي، دفعني لإيجاد حل للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري وإيجاد حلّ لأزمة استنفاد مصادر الطاقة».

 

مقالات ذات صلة