25 أكتوبر 2023

كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟ وما هي خطوات بناء العلاقة معه؟

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟ وما هي خطوات بناء العلاقة معه؟

هل يمكن وضع دعامات للعلاقة مع المراهقين؟ سؤال يطرح نفسه في ظل عالم التكنولوجيا المتسارع الذي أوجد حياة موازية بعيدة عن مراقبة الأهل. تجيب عن هذا التساؤل ورشة نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، ضمن خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة، تحدثت فيها الدكتورة زينب عبد العال، أستاذة علم النفس بجامعة أبوظبي، ومدربة ومستشارة معتمدة في مجال الإرشاد النفسي والأسري، عن كيفية التعامل مع الأبناء، ومتطلبات مرحلة المراهقة.

كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟ وما هي خطوات بناء العلاقة معه؟

تقول د. زينب عبد العال «تتطلب مرحلة المراهقة اهتماماً خاصاً من القائمين على التربية من الآباء والأمهات والمؤسسات التعليمية، وتقديمه مغلفاً بالتعاطف مع مشاعرهم والتوجيه بالحب والرعاية واختيار الأساليب التربوية الإيجابية التي تسهم في تكوين شخصيتهم بشكل سوي في المجتمع، فالمراهقة مرحلة انتقالية وفيها يدرج النمو نحو النضج وتحدث فيها التغيرات الجسدية والعقلية والانفعالية والاجتماعية».

ما الذي يحتاجه المراهق كي ينمو؟

ثمة نقاط أساسية يحتاجها الابن في هذه السن، أهمها:

  • الاحتياجات الفسيولوجية: وهي ضرورية تكفل بقاء الفرد واستمرار نوعه مثل الحاجة إلى الهواء والماء والطعام.
  • الاحتياجات النفسية والعاطفية والمعرفية: وهي حاجة المراهق للشعور بالحب والتقبل والاحترام والاستقلال والانتماء وتشكيل الهوية والبناء المعرفي.

كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟ وما هي خطوات بناء العلاقة معه؟

تتطرق الدكتورة زينب عبد العال إلى نقطة لا تقل أهمية عن سابقتها استعرضتها بسؤال، لماذا نشبع الحاجة النفسية للمراهق؟ وتجيب قائلة:

  • من أجل الوصول إلى درجة النضج والبناء النفسي السوي.
  • لتحقيق السمو النفسي وقبول الذات والتكيف مع الآخرين.
  • لبناء الاستقرار الداخلي الذاتي.
  • تكوين نظرة إيجابية شاملة للمستقبل، وتعزيز التفاؤل، والصبر على مصاعب الحياة.
  • تبني موقف إيجابي تجاه ذاته وتجاه المجتمع.

تضيف د. زينب عبد العال «لابد أن نحلل السلوكيات التي يقوم بها المراهق كي نستوعب ما يدور في مخيلته، فاختياره للملابس التي لا تتوافق مع ثقافة المجتمع، أو تسريحات الشعر الغريبة، أو الميل لأصدقاء السوء، كلها تشكل هويته وتجعله ينسلخ من هويته الاجتماعية، ولو تركنا الأمر دون تدخل فنحن نساهم في تغيير هوية المجتمع ككل وليس الفرد فقط.. وهنا يجب أن نتوقف قليلاً كي نستوعب ونفهم.

ما هي دوافع المراهق وراء السلوكيات غير المرغوب فيها؟

  • الحصول على الانتباه: عندما يقوم المراهق بسلوك إيجابي ولا يجد هذا السلوك صدى عند الأبوين ولا يجذب انتباههم، كأن يشارك إخوته الأصغر سناً في ألعابه الخاصة به ويعتبر الوالدان هذا الأمر طبيعياً وغير ملفت، يبدأ بممارسة السلوك العكسي، فتجده يقوم بأخذ ألعابه وتحذير إخوته من الاقتراب منها، وهنا يبدأ الوالدان بالانتباه ومحاولة تهدئته فيدرك المراهق أن هذا هو السلوك المناسب لجذب الانتباه.
  • تحقيق الذات: يعكس عناد المراهق وكسر القوانين وحب إصدار الأوامر اعتقاده أنه سيجد ذاته فقط إذا كان هو الذي يصدر الأوامر، ويفعل ما يريد دون أن يمنعه أحد.
  • الانتقام من الآخرين: المراهقون الذين يبحثون عن الانتقام هم في الغالب أطفال يشعرون أنهم غير محبوبين، فهم يبحثون عن الحب والتقدير من خلال إيذاء الآخرين كما تم إيذاؤهم.
  • إظهار النقص والضعف للآخرين: هؤلاء المراهقون الذين لم يتم تشجيعهم، يعتقدون أنه لا أمل لهم في النجاح ولا يتوقع الآخرون نجاحهم في أي عمل يقومون به.

كيف تتعامل مع ابنك المراهق؟ وما هي خطوات بناء العلاقة معه؟

بيد أن ثمة طاقة نور تظهر أدوات ضبط السلوك، تخبرنا عنها د. زينب عبد العال «يستخدم بعض الأهالي المعززات لضبط السلوك، وهي عملية تدعيم السلوك الإيجابي واحتمالية تكراره في المستقبل مثل تقديم الحب والتشجيع والهدايا التي لها دور في ضبط السلوك غير المرغوب فيه، إلا أن هناك من يستخدم العقاب وفيه يتم تعريض المراهق لمثيرات مؤلمة أو مكروهة مثل الضرب أو التوبيخ أو الحرمان من الحصول على المعززات بعد قيامه بالسلوك الخطأ مباشرة، وللأسف استخدامهم للعقاب ناتج من شعورهم بأنه الطريق الأسهل لتغيير سلوك المراهق، أو لأنه يشعرهم أن إرادتهم انتصرت أمام إرادة ابنهم، أو لتعزيز الفكرة المسيطرة في أذهانهم، وهي (أنا الكبير وأنت الصغير، وإذا لم تنصع للأوامر ستعاني معي كثيراً)، وأحياناً يتم استخدام العقاب للسيطرة على الموقف، وللأسف هناك آثار سلبية ناتجة عن استخدام العقاب كوسيلة لتعديل السلوك غير المرغوب فيه، منها:

  • العناد (سوف أثبت لهم أن ما أريده سوف يحدث).
  • الرغبة في الانتقام (لقد انتصروا في هذه المرة، ولكن في المرة القادمة سأكون أنا المنتصر).
  • انخفاض تقدير الذات أو الشعور بعدم الأهمية، مع تكرار الخطأ دون علم الأهل.
  • تتضرر العلاقة بين الأهل والمراهقين ويشعر أن أهله لا يساعدونه وأنهم ضده.
  • الشعور بالظلم.

كثيرون يرغبون في تقبل المراهق لكنهم يجهلون كيف يحققون علاقة صحية معه

7 خطوات لبناء العلاقة مع ابنك المراهق

تؤكد د. زينب عبد العال أن علاقة الوالدين مع المراهق تؤثر سلباً أو إيجاباً في شخصيته، فكثيرون من الأهل يرغبون في تقبل المراهق لكنهم يجهلون كيف يحققون علاقة صحية معه فينتج عن جهلهم أسلوب الوقاية المفرطة أو التدليل المفرط اللذان يعبران في جوهرهما عن تسلط أعمى ورفض للمراهق دون شعور من الوالدين لذلك الرفض أو التسلط..

ونستعرض هنا بعض النقاط لكيفية تعامل الآباء والأمهات مع أصحاب هذه المرحلة:

  • تزويده بالمعلومات الواضحة حول الأشياء والأحداث كي يشعر بأنهم يثقون به ويريدون الحفاظ على هذه الثقة.
  • إشعاره بالقرب منه وتقديره بعيداً عن سلوكه الخطأ.
  • الحوار الهادئ معه وعدم الانفعال عليه في حال لم يستجب للنقد الموجه له.
  • عدم إشعاره بالرفض والدونية.
  • إشعاره بالمساواة بينه وبين جميع أفراد الأسرة.
  • إظهار القدر المناسب من الإشباع للاحتياجات النفسية والمعرفية.
  • اجتماع الأسرة أداة كفيلة أن تنشئ مناخاً إيجابياً داخلها تساعد وتشجع المراهق على اكتساب الأفعال الجيدة، وهذه الخطوة تعلمه فن حل المشكلات والتعبير عن النفس، وتحمل تبعات قراره وإدارة الخلاف.

اقرأ أيضاً:
- 5 نصائح سحرية للتعامل مع المراهق المتمرد
- هل يعاني ابنك المراهق القلق المفرط؟ إليك الأعراض والحلول
- كيف نتعامل مع نوبات غضب المراهق؟