في بداية العام الجديد.. شخصيات إماراتية تستقبل 2023 بشعار "سأكون أفضل"

نودع العام 2022 محمّلين بأمنيات جديدة. فالبعض يقطع العهود على نفسه، والبعض الآخر يقوم بمراجعة شاملة للمعوقات التي منعته من تنفيذ طموحاته، في وقت يبقى آخرون تائهين بين المبالغة في الأحلام وعدم توافر الأدوات لتحقيقها. ونحن على أعتاب العام 2023.. ما العهد الذي يقطعه كل منا على نفسه، وما هي واقعية هذه العهود؟ وإلى أي مدى يمكن الالتزام بها؟

«كل الأسرة» تستطلع آراء عدة شخصيات معروفة في مجالات متعددة لترصد عهد كل منهم في العام الجديد:

«لا بد من مراجعة موضوعية حول مدى تحقيق الأهداف مع بداية كل عام»، هذا ما تنطلق به عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق شيخة العري لقطع العهد مع ذاتها في العام الجديد.

تقول «أهداف كل منا تختلف بين اجتماعية، اقتصادية، مهنية وروحانية، ولا بد من وقفة مع الذات وبالأخص أن كل يوم تشرق فيه الشمس في قلوبنا هو هدية من الله سبحانه وتعالى».

تراجع إنجازات العام السابق وما الذي ستضيفه إلى حياتها في 2023 «هذا الجانب من العطاء محوري في حياتي وأن أترك العمل لا يعني أن أترك الحياة، بل لا بد أن أدفع ضريبة العلم وسنوات الإنجاز». في العام الجديد، تتعهد العري أن تكون «الصورة الأفضل عن نفسي وأن أخوض رحلة عطاء جديدة وأستمر في توظيف خبرتي لخدمة مجتمعي».

يتعهد الشاعر والخبير الثقافي خالد الظنحاني باستكمال المسار الثقافي وتعزيز حضوره الفاعل «بمناسبة العام الجديد، أتعهد كمثقف إماراتي أن أحمل في وجداني وقلمي همّ الثقافة المحلية والعربية ومنحها طابعاً عالمياً بين الأمم، وأبذل كل جهدي من أجل عالمية الثقافة الإماراتية، من خلال النقل الإبداعي للتراث الوطني والثقافة الإماراتية إلى محيطنا الخليجي والعربي ثم العالمي، وقد أخذت على عاتقي مسؤولية إيصال الصوت الثقافي الإماراتي إلى كل أرجاء الكرة الأرضية».

ويضيف «سأعمل على تفعيل دور الثقافة وإبراز قيمتها لدى الأجيال الجديدة، من خلال اطلاعهم على النتاج الأدبي الإماراتي والعربي عبر مختلف المراحل منذ نشأة الدولة، لتعريف النشء بأسماء الكُتّاب الذين أسهموا في تكوين المشهد الأدبي الإماراتي والعربي وتركوا فيه بصمات فارقة. بالإضافة لذلك، سأسعى مع زملائي المثقفين على التحاور مع وزارة الثقافة بخصوص تبنيها مشروعاً يقضي بإدراج مهن ثقافية مثل: شاعر، تشكيلي، مسرحي، موسيقار، فنان، ضمن التصنيف المهني لدولة الإمارات وتفعيل دور المراكز الثقافية في النهضة الثقافية الوطنية».

مع العام الجديد، يدخل الفنان الدكتور حبيب غلوم في مسار فلسفي وطرح الأسئلة الأعمق «مع دخولنا سنة جديدة، دخلت عوالم عمر الستين ودهاليزها الروحية والمعرفية فأخذت على نفسي عهداً ألا أعمل بالجهد والتعب اللذين كنت أعمل بهما سابقاً، ولا أعطي الأولوية للآخرين ومصالحهم على حساب نفسي وصحتي كما اعتدت، وأتعهد أن أقضي وقتي مع العائلة وليس مع الأصدقاء والزملاء في العمل كما كنت أفعل، والأهم أن أقبل بأي عمل فني يعرض علي لأن الشريحة الأكبر من الجمهور بلا ذائقة فنية ولا منهجية في المشاهدة حيث تشاهد الغث أكثر من السمين فلماذا نرهق أنفسنا في الاختيار ومن نتوجه لهم لا يبالون؟».

في سجلها الحافل بالإنجازات على صعيد اللغة العربية واهتمامها بـ«صاحبة الجلالة» وعالم الشعر والعمل الأكاديمي، تقطع الدكتورة عائشة الشامسي على نفسها عهوداً تتسق مع مهامها كشاعرة وأستاذة جامعية وضمن سفراء «صاحبة الجلالة» في الاتحاد الدولي للغة العربية.

تعاهد نفسها «في كل عام جديد، أعاهد نفسي أن أكون أفضل من العام السابق وأضع أهدافي دوماً وأحاول تحقيقها بأفضل السبل ودون أي تراجع لأقيم، وفي نهاية كل عام، مراجعة حول مدى تحقيقي لهذه الأهداف».

في العام الجديد، تعطي الدكتورة منى آل علي، مديرة أكاديمية «بادري» الإلكترونية للمعرفة وبناء القدرات بالشارقة، الأولوية للصحة والعائلة وتطوير الذات «ثمة ثلاثة أهداف أساسية أعمل عليها وهي هدف شخصي أساسي، هدف مالي وهدف عملي، وتكون أهدافاً بسيطة أستطيع الالتزام بها».

توضح «من ضمن خططي لهذا العام، أتعهد بالامتناع عن المشروبات الغازية هذا على الصعيد الصحي، وعلى الصعيد الشخصي، تحسين علاقتي مع المحيطين وتطوير بعض الأمور المتعلقة بالعمل وتطوير بعض المهارات في علاقتي مع نفسي، مع وضع خطة للحفاظ على العهد».

ومن الجميل أن نكتب أهدافنا مع الأصدقاء والمقربين «هذا العام، أضع في بالي اللقاء مع صديقاتي لمناقشة بعض الأهداف معا لنعود في العام القادم ونراجع ما الذي حققناه ومقدار ما أنجزناه».

وتوصي د.آل علي «على الفرد عدم تحميل نفسه ضغوطات للإنجاز. فالأهداف قد تكون مخصصة من بداية العام وحتى نهايته، وقد يمكن تحقيقها في الوقت الذي يجده الفرد مناسباً».

«عهد التسامح والعفو والمحبة والسلام» هو عنوان العهد الذي تقطعه على نفسها الدكتورة نعيمة الخوري، حرم السفير عبدالرضا الخوري، والتي تتلمس مدى الضغوط اليومية التي يعيشها الفرد، ما تقوده أحياناً إلى أجواء من الحقد والكراهية والمشاحنات. تقول «التسامح هو بحد ذاته قوة ويتماهى مع المرأة العربية المسلمة وقيمنا ودستورنا».

تعلن د.الخوري العهد «هو عام التسامح والحب بالنسبة لي، وهذا أسمى وأقوى إنجاز لأن القوي هو من يبادر بالتسامح. وفي العام الجديد، سأسامح من وقف عائقاً أمام طموحي في العمل وسأطوي هذه الصفحة منذ بداية العام 2023 لأعلنه عام الحب والتسامح والإنجاز والإبداع والعمل».

يقطع عبدالله الشمار، مدرب تنمية بشرية، عهوداً على نفسه تتماهى مع الواقع وتحسينه «لدّي مشاريع كثيرة على الورق ومعظمها خاص ولكن يجمعها شعار واحد "لا أعذار" لكون الأعذار هي سبب عدم تقدمنا في الخطط التي نضعها».

قطع الشمار عهداً على نفسه أن يبدأ بداية مختلفة، ما يؤطر مفهوماً آخر للتعامل مع نفسه وبيئته ومحيطه «العهد أن تكون الصحة أولوية وباشرت بالانقطاع عن السكريات والحلويات لتأثيرها السلبي في منظومة عمل الخلايا ولكوني أرغب في التقدم بالعمر بشكل سليم حتى أني أتبع مقولة: رؤية الحلويات والتصوير معها حلال وأكلها حرام»، يقول ممازحاً.

على الصعيد الاجتماعي، بدا منذ اللحظة تنفيذ تعهده تجاه العائلة التي «هي أولوية بالنسبة لي ووضعنا خطة للتجمعات العائلية حيث نجتمع 3 مرات في الشهر مع الأبناء و3 مرات مع البنات شرط أن يجمعنا الحوار والنقاش الأسري والحوارات المفتوحة بعيداً عن النمط التقليدي للاجتماع العائلي على وقع التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي».

مع العام الجديد، يعيد الشمار ترتيب أولوياته «فالعائلة هي العامل الأهم للاستقرار كون سعادة الإنسان يستمدها من أسرته باعتبارها المضاد الحيوي المتكامل في حياة الإنسان».

لم تعتد أمل محمود، خبيرة علاقات عاطفية وزوجية، على قطع العهود أو تحديد أهداف «فالعهود الموسمية قد يشوبها نوع من التسويف والكسل. أرى أنه لو هدفت إلى التغيير على الصعيد الشخصي أو ضمن بيئتي أو في محيط عملي، فاليوم هو مناسب للقيام بهذا الشيء دون أي تأجيل أو غداً. فكل يوم هو فرصة جديدة لنأخذ عهداً جديداً ونقوم بعمل جديد يغير حياتنا كلها». لا تربط بداية أي عام ولا حتى ذكرى ميلادها بعهد جديد أو تعهد تجاه نفسها، ولا تؤجل ما عليها القيام به ارتباطاً بالعهد «بالنسبة لي، كل يوم يصلح أن آخذ عهداً جديداً لتغيير حياتي».

وتوجز «العهد الأفضل الذي يمكن أن يلتزم به الفرد لتحسين حياته هو محاربة القلق لأن العالم تشوبه توترات مرعبة وأجواء قلق تنسحب آثارها على صحتنا النفسية والجسدية، ما يؤدي إلى أمراض ومشكلات عضوية. فمقاومة القلق وحصر تداعياته هي المهمة الأجلّ، وهذا ما أحاول القيام به كل يوم».

لطالما خاضت أمل أحمد، مؤثرة ومن أصحاب الهمم، التحديات ونجحت. في العام الجديد، تقطع العهد على نفسها بتغيير الكثير من الأشياء وعدم ارتكاب بعض الأخطاء وتصحيح بعض المسارات في تطوير الذات وعلاقتها مع نفسها، تقول «في العام الجديد قررت أن تكون «أمل» صفحة جديدة وإنسانة أفضل من العام الماضي بطموحات وأهداف جديدة وتحقيق نوايا جديدة وإنجازات جديدة حيث أطمح إلى أن أكون الأفضل بما أقوم به وأكون ملهمة لأفراد في الكثير من محطات حياتهم وأن أكون قدوة تحدت الصعوبات وواجهت المعوقات كواحدة من أصحاب الهمم».

تعقّب «فالإنجاز التي قمت به هو أني استطعت السير على قدمي بعد كل ما عانيته واستطعت أن أكون جزءاً لا يتجزأ في المجتمع ولاعبة تنس طاولة وتنس بادل، والقادم أفضل لأن لا يأس مع الحياة لأن الحياة حلوة شرط (عيشوها بحب)».

تستكمل علياء الحسين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة القراء العرب، مسارها مع تدعيم المعرفة وألق الأحلام الجميلة مع العام الجديد.. تقول «مع العام الجديد، أتعهد لنفسي بالسعي المستمر لتحقيق هدفي بمد جسور التواصل الفكري بين الأجيال، وبما يسهم في ترسيخ أسس التسامح والتعاطف ونشر المعرفة فيما بينهم، وأستمد من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقوداً وحافزاً لي على الاستمرار في تحقيق الهدف، وذلك عندما قال (إن أعظم خير يُمكن أن يقدم في مجتمعاتنا هو ترسيخ مبادئ الخير في نفوس الأجيال)».

تواكب الشاعرة عائشة الحدادي مواسم العمر بالكثير من التفاؤل. تنطلق من مقولة إن «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس» لتبلور عهدها أن تعيد صياغة الحاضر بأحرف من نور.

توجز عهدها للعام 2023 بكثير من الوضوح والحسم «أتعهد في العام الجديد أن أكون أكثر قوة وأكثر إنجازاً وأكثر بذلاً للجهد تجاهي وتجاه بناتي. آمل أن أنجز رسالة الدكتوراه في العام الجديد وتكون بناتي أكثر تميزاً وتفوقاً».